حذر نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس، رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث، الشيخ ناجح بكيرات، من أن هدف الاحتلال من عدم إدخال مواد البناء وترميم المسجد الأقصى سقوط أولى القبلتين.
وقال بكيرات لـ«المجتمع»: السبب الرئيس فيما تقوم به سلطات الاحتلال من حفريات ومنع الترميم وتساقط حجارة هنا وهناك والتضييق له هدف نهائي؛ أن يتساقط المسجد الأقصى من تلقاء نفسه.
وأضاف: «إسرائيل» تسعى إلى أن يتهاوى هذا المكان وتقيم مكانه «الهيكل» المزعوم التي تنادي به الجماعات المتطرفة اليوم، وقد أحضرت البقرات الخمس من الولايات المتحدة مؤخراً لذبحها في «الأقصى».
وتابع: ما نشاهده اليوم من سقوط للحجارة في المسجد الأقصى نتيجة الحفريات التي تدور في محيطه من جهة، ومن جهة أخرى تضييق على موضوع الترميم.
سقوط حجارة «الأقصى» نتيجة أولية من نتائج حرب الحفريات التي شنها الاحتلال منذ عام 1967م
حرب الحفريات
ويرى بكيرات أن سقوط هذه الحجارة نتيجة أولية من نتائج حرب الحفريات التي شنتها دولة الاحتلال على القدس وعلى المسجد الأقصى منذ عام 1967م.
الحفريات الصهيونية تحت المسجد الأقصى المبارك
وقال: تاريخ الحفريات قديم جداً، بقدم الحركة الصهيونية، وكيف استطاعت باستكشاف فلسطين أن تمهد لهذه الحفريات.
وأشار بكيرات إلى أن مبنى المسجد الأقصى عمره آلاف السنين؛ وبالتالي هو بحاجة دائمة إلى صيانة، وهو مبنى يتآكل بشكل عضوي، وليس مبنى حديثاً.
وقال: المسجد الأقصى مبنى مكون من الحجارة الملكية والفسيفساء والأعمدة والأساسات الصخرية، يعتمد على البناء العضوي والبناء المتين على الطريقة القديمة.
وأضاف: مبنى تاريخي مهم جداً كمبنى المسجد الأقصى ترى فيه كل الفترات التاريخية؛ يعني من أساساته ترى التاريخ كله، ثم إذا صعدت قليلاً لترى الفترات الإسلامية التي استطاعت أن تحافظ على هذا المكان كمكان مصطفى ومكان مهتم به.
وتابع: نرى في المسجد الأقصى الفترة الأموية والعباسية والسلجوقية، ثم نرى الاعتداء الصليبي، ثم بعد ذلك نرى الفترة الصلاحية -فترة صلاح الدين عندما حرره- ثم بعد ذلك نرى فترة المماليك وازدهار القدس بطريقة لافتة للنظر وخاصة في موضوع المدارس، ثم نرى الفترة العثمانية، ثم ترى التعميرات حتى وصولنا إلى لجنة الإعمار.
وأكد بكيرات أن المسجد الأقصى تاريخياً في عين الأمة وفي عين الاهتمام الإسلامي كونه ثالث المساجد، وكون هذه المدينة حاضنة من حواضن العالم الإسلامي.
وقال: هذه ليست المرة الأولى التي نشاهد فيها سقوطاً لحجارة المسجد الأقصى، فقد كانت هناك عمليات هدم لحارة المغاربة كاملة، وتساقط للمسجد العثماني حينما تم حفر النفق أسفله، وسقوط لكل درج المدرسة المنجكية الضخم التي هي دائرة الأوقاف، وكانت هناك تشققات لمبانٍ كثيرة مثل رباط الكرد.
ضرورة نشر الوعي لدى الجماهير العربية والإسلامية بما يجري في «الأقصى»
وأضاف: شاهدنا في العام 2018م سقوط حجر يزن تقريباً ربع طن ويزيد من تحت المتحف، وهذا يدل على أنه سقط نتيجة الحفريات.
وأكد أن دولة الاحتلال منعت الترميم منذ العام 2010م، مشدداً على أنه لا يوجد قانون في العالم سواء في «يونسكو» أو المنظمات الدولية يمنع ترميم أي مكان أثري.
وطالب بكيرات بضرورة إيقاف الحفريات فوراً، وإدخال مواد للترميم، وجعل لجنة الإعمار تعمل بكل سهولة وعدم تعطيلها.
تساقط حجارة من المسجد الأقصى
وقال: المطلوب إنهاء الاحتلال، فما دام هناك احتلال معنى ذلك استمرار الحفريات، وسيستمر منع الترميم، وبالتالي سنقع بالمحظور.
وأضاف: مثل هذه القضايا يجب أن تفضح بها السياسات «الإسرائيلية» عالمياً، وفي المنظمات الحقوقية وخاصة في موضوع التراث العالمي، وأن تكون هناك ورش تدرس كل قضية من قضايا القدس على حدة، وتقدمها كشكوى واضحة على حكومة الاحتلال في هذا الفعل.
وشدد نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس على ضرورة نشر الوعي لدى الجماهير الفلسطينية والعربية والإسلامية بما يجري في المسجد الأقصى من حفريات ومنع للترميم وتاريخ هذا المسجد.
وقال بكيرات: هناك حرب خفية وأخرى معلنة على «الأقصى»، فالحرب المعلنة الاقتحامات والهدم والإجراءات والاعتقالات ومنع الترميم والتضييق على المقدسيين، ومحاولة خلق رواية جديدة، مضيفاً: الشيء الخفي حرب الحفريات ونتائجها، وفي كثير من الأحيان لا تتحرك لها أي جهة ولا يتكلم عنها إلا القليل.