لا تتحقق المودة والألفة داخل الأسرة بالكلمات الرومانسية فقط، أو حسن المعاملة، بل يحتاج الأمر إلى موازنة مالية منضبطة، تحول دون حدوث المشكلات، وتراكم الضغوط على الزوج والأب.
ولا شك في أن الإسراف والعشوائية في الإنفاق سيتسبب في إثارة الخلافات الزوجية، وقد يتفاقم الأمر وصولاً إلى الشجار، والطلاق لاحقاً.
ويعد التدريب على إدارة الموارد محدداً أساسياً لديمومة الرابط الأسري، وتحقيق السعادة، ولن يتحقق ذلك إلا بتخطيط جيد ومتوازن، تحسن معه الزوجة إدارة الموارد المالية لزوجها، وتجنب الاستدانة أو طلب القروض.
ومن المهم أولاً: ترتيب لأولويات الإنفاق، بداية من الاحتياجات الأساسية، ثم الأقل أهمية، مع الحذر من الاستغراق في الرفاهيات وشراء غير الضروري.
ثانياً: يجب وضع أهداف مالية للأسرة، تحفز الادخار لديها، وتقيد عملية الإنفاق، مثل شراء منزل، أو سيارة، أو توفير أقساط الجامعة للأبناء، أو غير ذلك من أهداف تحددها كل أسرة حسب رؤيتها، بما يتوافق مع ضوابط الشرع.
ثالثاً: تحديد سقف للإنفاق كل شهر، وهو ما يحد من تنامي النزعة الاستهلاكية داخل الأسرة، والرغبة في تناول الوجبات السريعة يومياً، أو شراء الماركات العالمية من الملابس، أو السفر المتكرر القائم على المباهاة.
رابعاً: توزيع الدخل الشهري على البنود التي تشغل بال رب الأسرة، من إيجار مسكن، وغذاء، وعلاج، وتعليم وغيره، مع الاستعانة بجدول لذلك إذا لزم الأمر.
خامساً: تنسيق عملية الإنفاق داخل الأسرة، وتغطية قائمة الاحتياجات بكمية أقل، واستخدام البدائل الممكنة، بما يرسخ ثقافة العمل الجماعي بين أفراد الأسرة، وينقل للأبناء مهارة إدارة الموارد المالية.
سادساً: من المهم توفير سيولة مالية للحالات الطارئة، ولفت انتباه الزوجة والأبناء إلى ذلك، وضرب أمثلة لهم، بما يكبح من حمى الإنفاق التي تضرب بعض الأسر دون حساب.
سابعاً: تفادي الديون واللجوء إلى الاقتراض، وهو عامل مهم يجب أن يفطن إليه كل فرد من أفراد الأسرة، ومرتكز لإنجاح عملية إدارة موارد البيت؛ لأن الدين سيبدد كل الخطط الموضوعة لعمل موازنة مستقرة.
ثامناً: ربما يكون من الأجدى للأسرة استثمار جزء ولو ضئيل من دخلها الشهري، في أي مشروع ولو كان صغيراً، سيكون ذلك بداية نجاح نحو مشروع أكبر.
تاسعاً: المراقبة والتقييم من آن لآخر، ومراجعة كل بند على حدة، والمخصصات الموضوعة له، ورصد جوانب الخلل في إدارة الميزانية.
عاشراً: خطوة مهمة، وضعناها أخيراً لتكون مسك الختام، وهي تخصيص بند لفعل الخير وأداء الزكاة والصدقة، لما لذلك من أجرة عظيم عند الله، وجلب للبركة، وتوسعة للرزق.