قد تكون البداية الفضول، وربما الهروب من الضغوط الحياتية، لكنهم في نهاية المطاف يقعون في وحل الإباحية، ويجلبون غضب ربهم عليهم، وتتأثر حياتهم الزوجية بهذا الوباء.
فالحياة الجنسية هي الضحية الأولى، وبالتالي تتأثر سعادتهم وسعادة شريك حياتهم؛ زوجاً أو زوجة، فتهب الرياح العاصفة بل الأعاصير العاتية على البيوت، فكم من بيوت خُرِّبت، ونساء طُلقت بل وحياة دُمرت، وقلوب تحولت عن الحب إلى البغضاء والنكد!
عادات جنسية قبيحة
ومما تعجب له أن ترى من المتزوجين من يفضل العادة السيئة مع هذه الشاشات المدمرة صاحبة الألوان المثيرة على زوجته وعلاقته الطبيعية معها، وهنا ذكر الباحث الاجتماعي ألفين كوبر: أنه وجد من خلال إقامته ندوات حول علاج إدمان الجنس الخيالي أن 15% من مرتادي المواقع الإباحية على الإنترنت يقومون بتطوير سلوك جنسي يعرقل حياتهم، ويسبب لهم مشكلات جنسية؛ إما بسبب فرط الاستمناء، أو بسبب الانعزال الجنسي، بحيث يصبح الحاسوب هو الملاذ الآمن لممارسة الجنس الخيالي.
عدم الرضا الزوجي
دراسة أُجريت عام 2007م أثبتت أن تعرّض الرجال إلى عدد كبير من صور الفتيات المثيرة يقلل قيمة شريك الحياة في نظرهم؛ ممّا يوصلهم إلى النفور الزوجي، بل والطلاق، حيث يرى زوجته لا تمتلك شيئاً، فهي أقل جاذبية من الأخريات!
وهنا نقول: أخطر ما يصيب الواحد بسقوطه في هذا الوحل عدم الرضا الزوجي، وإن اختلفت درجته حسب الشخص، لكنه يفتح باب شر يحل بالبيوت.
هذه المواقع وهذا الوحل يرفع الخيالات الجنسية البعيدة عن الواقعية حول جسد المرأة وإمكانات شريكة وعن العلاقة نفسها؛ مما يوقعه في عدم رضا عن شريكه الحقيقي.
وكذا المقارنات التي يدخلها صاحب هذه الإباحية مع ما يراه؛ فيشعر بعدم الثقة بنفسه وعدم القدرة على تلبية هذه التوقعات.
والأهم أنه يفقد التواصل العاطفي والجسدي مع شريكه؛ مما يؤثر على الرغبة والرضا الجنسي.
نصائح مقترحة للعلاج
ولو ذهبنا إلى مربع الحل لهذه الكارثة التي تجلب غضب الرب على صاحبها وتنزع التوفيق في حياة صاحبها، فهذه بعض النصائح لمعالجة هذه المشكلة:
– الزم الستر: لا بد من ستر فعله وخطيئته ومعصيته، والحذر من إخراج سره وكشف ستره فيفضح بين الناس وتسوء صورته أمام من حوله فيكون الهرب والكذب.
– فتح الحوار: ومن المهم أيضاً التحدث مع شريكك بصراحة حول مشاعرك ومخاوفك بشأن مشاهدة الإباحية مع البعد عن الاتهامات والسخرية.
– احترم لحظات الضعف: يجب على الشريكين أن يحافظا على احترامهما، ويبدي كل منهما تفهماً للموقف واحترام لحظات ضعفه واستيعابها.
– تعزيز القرب العاطفي: قوما بتعزيز القرب العاطفي والجسدي بينكما من خلال الأنشطة الممتعة المجددة لبهجة الحياة، وهذا كله يساعد في تقوية العلاقة بشكل عام وتقليل الاعتماد على الإباحية.
– زيادة مساحة العلاقة الخاصة: مع التجديد والإثارة، وهذا من سبل العلاج المهمة حتى تخرج الشهوة في مسارها الطبيعي.