قُتلت مستوطنة صهيونية وأصيب آخر، اليوم الاثنين، بجروح حرجة، إثر عملية إطلاق نار استهدفت مركبتهما جنوبي محافظة الخليل بالضفة الغربية المحتلة.
وذكرت وسائل إعلام صهيونية بأن عملية إطلاق النار جنوب الخليل جرت من مركبة مسرعة ونجح المنفذون في الانسحاب من المكان بسلام.
وأفادت مصادر صهيونية بإصابة «إسرائيليين» اثنين بجراح في عملية إطلاق نار قرب الخليل، منها إصابة خطرة نقلت للمستشفى بينما وصفت الإصابة الثانية ببالغة الخطورة، قبل أن يعلن عن مقتلها متأثرةً بجراحها.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»: إن المستهدفين بعملية إطلاق النار مستوطن (35 عامًا) أصيب بجراح خطيرة، ومستوطنة (40 عامًا) بجراح بالغة أعلن عن مقتلها لاحقًا.
وفي تفاصيل العملية، قام مسلح واحد على الأقل بتنفيذ الهجوم عبر مركبة مسرعة، حيث تم استهداف مركبة المستوطنين بعدة عيارات نارية ما تسبب بإصابة مستوطنة بجراح بالغة، فارقت الحياة على إثرها بعد وقت قصير، بينما تم نقل مصاب آخر إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع ووصفت إصابته بالخطيرة.
في حين لم تصب طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات في الهجوم، حيث لم يستهدفها منفذ العملية.
وفي أعقاب العملية، فرضت قوات الاحتلال طوقًا أمنيًا حول منطقة العملية جنوبي الخليل، واعتدت على الصحفيين، وفتشت عدداً من المنازل والمحال التجارية، واستولت على تسجيلات كاميرات مراقبة.
وأفادت مصادر أمنية ومحلية لـ«وكالة الأنباء الفلسطينية» (وفا)، بأن قوات الاحتلال أغلقت المداخل: قلقس، والفحص، والكسارة جبل جوهر، وجسر حلحول، ومدخل دورا- الفوار، وبني نعيم، وبيت عينون، وبيت كاحل، ما أدى إلى عرقلة حركة تنقل المواطنين، والتسبب بأزمة مرورية خانقة.
رد طبيعي على جرائم الاحتلال
من جهتها، باركت الفصائل الفلسطينية العملية البطولية التي جاءت ردًا طبيعيًا على جرائم الاحتلال المتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد الناطق باسم حركة «حماس» حازم قاسم أن عملية الخليل تأتي في سياقها الطبيعي في مواجهة الحرب الدينية ضد مقدساتنا وضد المشاريع الصهيونية.
وقال قاسم، في تصريح صحفي: إن المقاومة الباسلة تضرب من جديد بكل قوة في مدينة الخليل، هذه المرة بعد ساعات قليلة من عملية حوارة، مؤكداً أن المقاومة تستطيع أن تضرب في أي مكان وزمان رغم حالة الاستنفار الأمنية التي يفرضها الاحتلال.
وأشار إلى أننا أمام انتفاضة وثورة كبيرة يخوضها شعبنا الفلسطيني دفاعاً عن القدس و«الأقصى»، مبيناً أن المقاومة والثورة هي في حالة تمدد وتصلب وفي وضع لا يستطيع أحد إيقافها.
وشدد قاسم على أن هذا الفعل الفدائي سيتواصل ويتطور حتى دحر الاحتلال وكنس مستوطنيه عن أرضنا، مشيراً إلى أن شعبنا ومقاومته سيواصل دفاعه عن المسجد الأقصى المبارك وهويته الإسلامية العربية الفلسطينية، ولن يسمح للاحتلال بتمرير مخططاته في القدس و«الأقصى».
رسائل قوية
وقالت حركة الجهاد الإسلامي: إن العملية جاءت ردًا طبيعيًا ومشروعًا على جرائم الاحتلال، وعدوان مستوطنيه بحق أبناء شعبنا، وإيذانًا مباركًا باستمرار الرد المباشر لردع العدو في كل الساحات.
وأضافت: هذه العملية الشجاعة قرب مستوطنة كريات أربع والتي جاءت في ذكرى جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك، لتبعث برسالة تحذير بأن القادم أشد وأقسى، وتؤكد أن مقاومتنا حاضرة وأياديهم قادرة على الردع وضرب العدو من حيث لا يحتسب، دفاعاً عن شعبنا ومقدساتنا.
بدورها، أشادت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، بالعمليّة البطوليّة، مؤكدةً أنها جاءت امتداد لتصاعد الفعل المقاوم، وأثبتت قدرة المقاومة في الضفّة على اختراق الإجراءات الأمنية الصهيونيّة المعقّدة، رغم ملاحقتها المستمرة.
وأضافت: العملية وجّهت رسائل قوية لقادة الاحتلال أنّهم لن تستطيعوا قتل روح الإرادة والتصميم لدى شعبنا في مواصلة خيار المقاومة حتى رحيل آخر مغتصب صهيوني عن أرضنا، وعليهم أن يتوقعوا المزيد من هذه العمليات البطولية في قادم الأيّام.
من جانبها باركت حركة «فتح» الانتفاضة العملية البطولية في الخليل، معتبرةً أنها رد طبيعي على جرائم الاحتلال المتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني.
وأكدت الحركة، في بيان، أن العملية البطولية تندرّج في سياق ممارسة الحق المشروع في الدفاع عن النفس والمقدسات.
وأضافت: هذه العملية تدلل على حيوية المقاومة وقدرتها على العمل في كل الظروف، وتوجيه الصفعات المتتالية للاحتلال.
حصيلة قتلى الاحتلال
وارتفع عدد قتلى المستوطنين الذين قتلوا منذ بداية عام 2023م نتيجة عمليات المقاومة إلى 34 قتيلاً، وذلك بعد مقتل 3 مستوطنين السبت الماضي، واليوم الإثنين، في عمليات إطلاق النار نفذها مقاومون فلسطينيون.
وقال موقع ساروجيم العبري، بحسب وكالة «قدس برس»: إن هذا العدد من القتلى «الإسرائيليين» هو الأعلى منذ عقد، مشير إلى أن هذا الرقم مرشح للازدياد بينما لا يزال هناك أربعة أشهر ونصف شهر حتى انتهاء العام الجاري.