إذا نجح الانقلاب العسكري الذي أعلنت عنه مجموعة من العسكريين في الغابون اليوم الأربعاء، فسيكون ثامن انقلاب في غرب ووسط أفريقيا منذ عام 2020، وهي منطقة خطت خطوات كبيرة خلال العقد الماضي للتخلص من سمعتها باعتبارها “حزاماً للانقلاب”.
إليكم خارطة الانقلابات العسكرية التي حدثت في هذه المنطقة خلال السنوات الأخيرة:
النيجر
يُعتبر انقلاب النيجر هو الأحدث، ففي يوليو/تموز 2023، قام أفراد من الحرس الرئاسي باحتجاز الرئيس محمد بازوم داخل قصره، وظهروا عبر التلفزيون الوطني، معلنين استيلاءهم على السلطة لإنهاء “الوضع الأمني المتدهور والحكم السيئ”.
بعد أيام، أعلن المجلس العسكري، قائد الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تياني رئيساً جديداً للدولة، مما أثار مخاوف بشأن الأمن في منطقة تُعتبر فيها النيجر حليفاً رئيسياً للقوى الغربية التي تسعى لاحتواء تمرّد جماعات مرتبطة بتنظيمي “القاعدة” و”داعش”.
وتحاول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” التفاوض مع قادة الانقلاب، لكنها أعلنت في الوقت نفسه استعدادها لإرسال قوات إلى النيجر لاستعادة النظام الدستوري في حال فشلت الجهود الدبلوماسية. في المقابل، سمحت النيجر للقوات المسلحة في مالي وبوركينا فاسو بالتدخل على أراضيها في حال وقوع هجوم.
بوركينا فاسو
في يناير/كانون الثاني 2022، أطاح جيش بوركينا فاسو الرئيس روك كابوري، واتهمه بالفشل في احتواء عنف المتشددين الإسلاميين.
وتعهد قائد الانقلاب اللفتنانت كولونيل بول هنري داميبا باستعادة الأمن، لكنّ الهجمات تفاقمت، ممّا أدى لتآكل معنويات القوات المسلحة، وقاد إلى انقلاب ثانٍ في سبتمبر/أيلول 2022، عندما استولى رئيس المجلس العسكري الحالي الكابتن إبراهيم تراوري على السلطة.
غينيا
في سبتمبر/أيلول 2021، أطاح قائد القوات الخاصة في غينيا العقيد مامادي دومبويا الرئيس ألفا كوندي. وقبل ذلك بعام، قام كوندي بتغيير الدستور للتحايل على القيود التي كانت ستمنعه من الترشح لولاية ثالثة، مما أثار أعمال شغب واسعة النطاق.
أصبح دومبويا رئيساً مؤقتاً لغينيا، ووعد بالانتقال إلى انتخابات ديمقراطية في غضون ثلاث سنوات، وهي مهلة رفضتها “إيكواس”، وقامت على إثرها بفرض عقوبات على أعضاء المجلس العسكري وأقاربهم، بما في ذلك تجميد حساباتهم المصرفية.
واقترح النظام العسكري في وقت لاحق بدء فترة انتقالية مدتها 24 شهراً في يناير/ كانون الثاني 2023، لكنّ أحزاب المعارضة أكدت أن المجلس العسكري لم يفعل الكثير لإنشاء مؤسسات ووضع خريطة طريق للعودة إلى الحكم الدستوري.
تشاد
في إبريل/نيسان 2021، تولّى الجيش التشادي السلطة بعد مقتل الرئيس إدريس ديبي في ساحة المعركة، أثناء زيارته للقوات التي تقاتل المتمردين في شمال البلاد. وبموجب القانون السائد في البلاد، كان ينبغي لرئيس البرلمان أن يتولّى الرئاسة، لكنّ المجلس العسكري تدخل، وحلّ البرلمان بحجة ضمان الاستقرار.
وعُيّن نجل ديبي، الجنرال محمد إدريس ديبي، رئيساً مؤقتاً للبلاد، ومكلفاً بالإشراف على فترة انتقالية مدتها 18 شهراً حتى الانتخابات. وأدّى هذا الانتقال غير الدستوري للسلطة إلى أعمال شغب في العاصمة نجامينا، قام الجيش بقمعها.
مالي
في أغسطس/آب 2020، قامت مجموعة من العقداء الماليين بقيادة أسيمي غويتا بإطاحة الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا. وجاء الانقلاب في أعقاب احتجاجات مناهضة للحكومة بسبب تدهور الأمن، وانتخابات تشريعية متنازع عليها، ومزاعم بالفساد.
ووافق المجلس العسكري، بضغط من جيران مالي في غرب أفريقيا، على التنازل عن السلطة لحكومة مؤقتة يقودها مدنيون، مكلفة بالإشراف على فترة انتقالية مدتها 18 شهراً وإجراء انتخابات ديمقراطية في فبراير/شباط 2022. لكنّ قادة الانقلاب اختلفوا مع الرئيس المؤقت العقيد المتقاعد باه نداو، وأطلقوا انقلاباً ثانياً في مايو/ أيار 2021. وبعدها، تولّى غويتا الرئاسة بعد أن كان يشغل منصب نائب الرئيس المؤقت.
وقامت “إيكواس” برفع بعض العقوبات المفروضة على مالي بعد أن اقترح العسكريون فترة انتقالية لمدة عامين، ونشروا قانوناً انتخابياً جديداً. ومن المقرّر أن تجري البلاد انتخابات رئاسية في فبراير/شباط 2024، للعودة إلى الحكم الدستوري.
(رويترز)