بعد الانقلاب العسكري والذي ما تزال تداعياته مستمر في دولة النيجر، جاء دور الغابون ليكون مسرحا لانقلاب جديد في القارة الإفريقية، ويثير تساؤلات حول دور ونفوذ فرنسا التي يتساقط حلفائها واحدا تلو الآخر في دول وسط وغرب إفريقيا، وسرعان ما دانت الحكومة الفرنسية، الانقلاب العسكري الجاري حالياً في الغابون، مؤكدة أنها “تراقب بانتباه شديد تطورات الوضع، وتؤكد رغبتها بأن يجري احترام نتيجة الانتخابات”.
واعتبر سياسيون ومفكرون أن الانقلاب الجديد في الغابون ينضم لسلسلة من الانقلابات في النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وهو ما يثير قضية مسألة نفوذ فرنسا في إفريقيا، إذ أن هذه الانقلابات حدثت “في المستعمرات الفرنسية السابقة”، وبالتالي تمثل “نكسة جديدة لباريس ونفوذها في القارة السمراء”
عدوى مُقلقة
هذا وقد قال الأكاديمي د. محمد المختار الشنقيطي ” النفوذ الاستعماري الفرنسي يتآكل بسرعة في غرب أفريقيا. وآخر ذلك انقلاب الغابون الذي جاء في وقت لا تزال فيه فرنسا تحت صدمة انقلاب النيجر. شركات التعدين الفرنسية هي الضحية الكبرى لانقلاب الغابون، وشركات اليورانيوم الفرنسية هي الضحية الكبرى لانقلاب النيجر.
النفوذ الاستعماري الفرنسي يتآكل بسرعة في غرب أفريقيا. وآخر ذلك انقلاب #الغابون الذي جاء في وقت لا تزال فيه #فرنسا تحت صدمة انقلاب #النيجر. شركات التعدين الفرنسية هي الضحية الكبرى لانقلاب الغابون، وشركات اليورانيوم الفرنسية هي الضحية الكبرى لانقلاب النيجر. pic.twitter.com/XJzLNodABG
— محمد المختار الشنقيطي (@mshinqiti) August 30, 2023
فيما قال أستاذ العلوم السياسية والاكاديمي الكويتي د.عبدالله الشايجي ” دومينو الانقلابات في غرب ووسط أفريقيا في مستعمرات فرنسا السابقة يعكس رفض الاستئثار بالسلطة وتفشي الفساد ووضع الشعوب المزري ونهب خيرات البلاد! وتزوير الانتخابات بدعم وغطاء فرنسا والغرب لمصالحه وآخره انقلاب الغابون عضو أوبك وانهاء حكم 57 عاما لحكم عمر وابنه علي بانغو الفاسد!
🚨دومينو الانقلابات في غرب ووسط #أفريقيا في مستعمرات #فرنسا السابقة-يعكس رفض الاستئثار بالسلطة وتفشي الفساد ووضع الشعوب المزري ونهب خيرات البلاد!
وتزوير الانتخابات-بدعم وغطاء #فرنسا والغرب لمصالحه وآخره انقلاب #الغابون-عضو #أوبك-وانهاء حكم 57 عاما لحكم عمر وابنه علي بانغو الفاسد! pic.twitter.com/g6bArHYBRO— عبدالله الشايجي Prof (@docshayji) August 30, 2023
وصف رئيس المركز الدولي للفكر والدراسات حول منطقة الساحل، صديق أبا، انقلاب الغابون بأنه:
مقلق بالنسبة للديمقراطية، كما يثير ردود فعل بشأن مسألة نفوذ فرنسا في إفريقيا.
فرص نجاح الانقلاب الراهن في الغابون تتوقف على “مدى قدرة الجيش على السيطرة على مقاليد السلطة، وما إذا كانت هناك مقاومة من الموالين للرئيس.
ما هي التداعيات الاقتصادية لـ “انقلاب الغابون”؟
يرى الأكاديمي والمتخصص في الشؤون الإفريقية، إدريس آيات، أن هناك 4 دول أساسية تمثل “رئة السياسة الفرنسية” في القارة الإفريقية، وخسارتها تمثل نهاية النفوذ الفرنسي تشمل: السنغال، وكوت ديفوار، وتشاد، والغابون.
وأضاف أن الغابون هو محور ومصدر الموارد الطبيعية وأوثق حليف استراتيجي لإدارة النزاعات الإقليمية في المنطقة بما يخدم مصالح فرنسا.
وقال آيات” في تقديري إننا أمام وضعٌ غامضٍ يحتاج إلى التريّث، وما يلوح في الأفق أنّنا أمام مجموعة عسكرية قامت بمغامرة ذاتية، وستحاول الارتجال في إدارة الشؤون مع الوقت واتجاهها تتحدد مع حجم الضغوطات التي ستلقاها، إذا تماهت فرنسا معها قد تبقي مصالحها، وإن ضغطت قد تبتعد عنها”.
وأوضح آياتأن الأزمنة مختلفة، والسياق الدولي مختلف كذلك ويُضاف إلى ذلك أنّ عدد الجيش الفرنسي المتواجد في الغابون 400-500 مقابل 5000 آلاف من الجيش الغابوني ليس يضمن حسم التدخل لصالح فرنسا، عطفًا على أن حمولة اللوم التي ستتلقاها ووسم “القوة الاستعمارية الجديدة جراء تدخل عسكري هو باهظ الثمن.
وتساءل آيات” هل الانقلاب خروج من عباءة فرنسا، أو لما الحكم عليه بحاجة إلى ثريّث؟ فعلى عكس النيجر فالغابون تتمتع بتاريخ محدود من الانقلابات وقبل اليوم لم ينجح أي انقلاب في الغابون ومع محاولة انقلاب 1964 قامت فرنسا شارل ديغول فورا بإعادة “ليون مبا” إلى منصبه خلال 48 ساعة
إذن؛ ما الخلاصة؟
في تقديري إننا أمام وضعٌ غامضٍ يحتاج إلى التريّث، وما يلوح في الأفق أنّنا أمام مجموعة عسكرية قامت بمغامرة ذاتية، وستحاول الارتجال في إدارة الشؤون مع الوقت.
واتجاهها تتحدد مع حجم الضغوطات التي ستلقاها، إذا تماهت فرنسا معها قد تبقي مصالحها، وإن ضغطت قد تبتعد عنها pic.twitter.com/HpG5UGSzPs
— Idriss C. Ayat 🇳🇪 (@AyatIdrissa) August 30, 2023
أنّ الأزمنة مختلفة، والسياق الدولي مختلف كذلك.
يُضاف إلى ذلك أنّ عدد الجيش الفرنسي المتواجد في الغابون 400-500 مقابل 5000 آلاف من الجيش الغابوني ليس يضمن حسم التدخل لصالح فرنسا، عطفًا على أن حمولة اللوم التي ستتلقاها ووسم "القوة الاستعمارية الجديدة جراء تدخل عسكري هو باهظ الثمن
— Idriss C. Ayat 🇳🇪 (@AyatIdrissa) August 30, 2023
•الغابون🇬🇦
** هل الانقلاب خروج من عباءة فرنسا، أو لما الحكم عليه بحاجة إلى ثريّث؟على عكس النيجر فالغابون تتمتع بتاريخ محدود من الانقلابات. قبل اليوم لم ينجح أي انقلاب في الغابون
فمع محاولة انقلاب 1964 قامت فرنسا شارل ديغول فورا بإعادة "ليون مبا" إلى منصبه خلال 48 ساعة
وفشل pic.twitter.com/29yVCSfWzC
— Idriss C. Ayat 🇳🇪 (@AyatIdrissa) August 30, 2023
هذا وكانت مجموعة من كبار ضباط الجيش الغابوني قد أعلنت اليوم الأربعاء استيلاءها على السلطة، ووضع الرئيس علي بونغو قيد الإقامة الجبرية، بعد ساعات قليلة من إعلان لجنة الانتخابات فوزه بولاية رئاسية ثالثة، في حين خرجت في شوارع العاصمة ليبرفيل مظاهرات مؤيدة للانقلاب.