خرج خالد بن الوليد على رأس جيش بأمر من خليفة المسلمين عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما؛ لمحاربة أعداء الإسلام من الروم في معركة أجنادين سنة 13هـ.
وكان جيش المسلمين يضم المقاتل الشجاع ضرار بن الأزور، وهو ممن أبلوا بلاء حسناً في سبيل نصرة الإسلام، لكنه سقط أسيرًا في أيدي الروم.
كان لضرار أخت اسمها خولة رافقت جيش المسلمين، حيث كانت النساء عند العرب يرافقن الجيوش؛ لطهي الطعام، ومداواة الجرحى، لكن خولة بلغها نبأ أسر أخيها فغضبت غضبًا شديدًا، وارتدت ثياب جندي وغطت وجهها بلثام، ثم ركبت جوادًا وهاجمت العدو شاهرة سيفها.
ما أقدمت عليه خولة أثار إعجاب الجنود المسلمين، وقد أعجبوا بشجاعة المقاتل الملثم، وتبعوه إلى ساحة القتال، ودارت رحى المعركة، حتى انتهت بانتصار المسلمين وهزيمة الروم.
وكان المسلمون يرغبون في اكتشاف هوية الفارس الملثم، الذي شق صفوف الأعداء، وطلب خالد بن الوليد حضور ذلك الفارس الشجاع، ولكنه فوجئ بخولة بنت الأزور، فأثنى على شجاعتها.
ولما علم خالد سبب إقدامها على ذلك، وحزنها على أخيها، طلب من فرسان المسلمين أن يقتفوا أثر العدو؛ لإنقاذ أخيها من الأسر، وهو ما جرى بتتبع الروم وقتل آسريه، وتحريره من الأسر.
أما خولة فقد ضربت مثالاً على شجاعة المرأة، ودورها في الإسلام، وإقدامها على الجهاد في سبيل الله.
___________________
نقلاً عن كتاب «فتوح الشام».