كتاب للدكتورة شيخة المطوع، يسلط الضوء على الوجه الآخر لوباء كورونا وما فيه من محاسن وفوائد خفيت على الكثير.. أهمها أن ذلك الوباء قدم فرصة للمرء ليتأمل في أقدار الله وملكوته ويأخذ منها الدروس والعبر.. والأهم أنه وفر الوقت الكافي لإنجاز المهام المعطلة والأعمال المتأخرة وقطع الطريق على أعذار المتعللين بعدم توفر الوقت لإنجاز مهامهم وأعمالهم.. وتوضح أنها من هؤلاء الذين قدم لهم ذلك الوباء فرصة وقت ثمينة لإنجاز المتأخر من كتاباتها وجمع المتناثر منها وترتيبه بين دفتي هذا الكتاب..
تقول: ” إن آية من كتاب الله “لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ.. ” لم تغب عن تأملاتي في ظل جائحة كورونا وأنا أرقب الأحداث المتسارعة غير المتوقعة والتي لم أجد لها أجوبة.. فأخذت على نفسي عهداً: لابد أن أفتش عن المنح المغلفة في أشكال المحن وأن أجد المعاني الجميلة في ظل هذه الجائحة.. والحق يقال: إن كورونا قدمت لنا الكثير وأزالت عن أعيننا غشاوة الأوهام وجعلتنا نواجه أنفسنا وجهاً لوجه من غير زيف أو تزوير أو عذر أو تبرير.. ولعل أجمل ما قدمته لنا: هدية الوقت.. الوقت ذلك العذر المكرر المقيت الذي نتشبث به لتبرير أي إخفاق أو تبرير أو تقصير، حتى قيام الساعة يتناسى المقصرون الأوقات المهدرة والساعات المكدسة ويقسمون أمام رب العزة أنهم ما لبثوا غير ساعة!
وكنت من جمهور المتعللين بالأوقات حين طالبني البعض بجمع الشتات من المقالات والخواطر والأفكار وضمها في طيات كتاب، فلما أن فرغنا الله من الشواغل والصوارف، انصرفت همتي لجمع تلك المنثورات.. وهي كما ترون لا تتعلق بموضوع معين أو زمن محدد وإنما كتبت عباراتها خلال عشر سنوات خلت وإن كان الغالب منها سطر في السنوات الأخيرة ولا سيما سنة كورونا…”
وقد ذهبت كورونا، ولكن ليس إلى غير رجعة، إذ يظل شبحها يطل برأسه مهدداً ومتوعداً ومنذراً للإنسان حتى يؤوب إلى ربه، ولذلك فموضوع هذا الكتاب ما زال جديراً بالقراءة والتمعن والدراسة.
يضم هذا الكتاب مجموعة من المقالات المتنوعة تحركت بها مشاعر الكاتبة الكويتية، الحاصلة على درجة الدكتوراة من كلية الشريعة في الأردن، وهي ابنة الشيخ عبدالله علي المطوع، يرحمه الله، رئيس مجلس إدارة مجلة «المجتمع» وجمعية الإصلاح الاجتماعي سابقاً، التي برعت في الكتابة قبل سنوات وأبدعت العديد من المقالات المتنوعة من وحي أسفارها وواقعها الاجتماعي والواقع الإسلامي.
مقالات خطها قلمها الذي ما زال يتدفق إبداعاً ونشاطاً وكتابة، الذي يتناول بالتحليل بعد التأمل عدداً من المواقف العفوية والتأملات الواقعية لمظاهر اجتماعية متنوعة.
يضم الكتاب ثمانية وعشرين مقالاً ضمن سلسلة متنوعة تعبر –كما تقول الكاتبة- عن مواقف عفوية وتأملات واقعية ودعوة للرقي بالنفس البشرية، وتتناول بالشرح قضايا مهمة وساخنة على الساحة، ومن أبرزها حدث كورونا الذي يحتل العنوان الرئيس لهذا الكتاب، وتسلط من خلاله الضوء على آثار هذا الوباء وانعكاساته على الحياة اليومية للبشرية.
وتختتم شيخة المطوع كلماتها في آخر صفحة من كتابها قائلة: «ومضت الأقدار.. تحمل في طياتها الكثير من الأسرار.. تكشفت معادننا.. تفتقت إبداعاتنا.. تحررنا من شهواتنا.. انتصرنا على أهوائنا.. تخلينا عن الكثير الذي ظننا يوماً ما أننا لن نحيا بدونه.. وواجهنا أعذارنا والتقينا بأوقاتنا التي دوماً تذرعنا بها عن إنجاز مهامنا..».