يحتوي كتاب «تاريخ معالم المسجد الأقصى المبارك في ضوء التراث الإسلامي المخطوط» على صور لمخطوطات عديدة تم خطها في المسجد الأقصى المبارك قديماً، التي تم جمعها من قبل الباحث يوسف الأوزبكي المقدسي، وطُبع على نفقة الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة.
ويتضمن الكتاب العديد من الصور القديمة والحديثة لأبرز المعالم الموجودة في المسجد، وقد نالت الصور الحديثة الحصة الكبيرة في هذا الكتاب الذي يحوي قرابة 400 صفحة.
صدرت طبعة مترجمة من الكتاب إلى اللغة العبرية لتوضيح مكانة المسجد الأقصى المبارك في العقيدة الإسلامية، وما ترتّب عليها من تطبيق عملي منذ الفتح العمري، وإلى عصرنا من عمارة المسلمين للمسجد العمارة المادية بالبناء، والعمارة المعنوية بالعلم والتعليم، مع تدعيم ذلك بالوثائق التاريخية المخطوطة، بحسب الباحث الأوزبكي.
يعد مؤلفه يوسف الأوزبكي من أهم الباحثين بالمخطوطات المقدسية في المسجد الأقصى أميناً عليها يرعاها ويتابع شؤونها واحتياجاتها من الحفظ، وتوفير البيئة الصحية السليمة، التي تحافظ على أوراقها وأحبارها القادمة من مئات السنين.
وقد اعتمد على عدة مصادر لتوثيق هذا العمل، أبرزها «الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل»، و«دليل أولى القبلتين»، و«أطلس معالم المسجد الأقصى»، إضافة إلى دراسة جميع المخطوطات المحفوظة في المسجد الأقصى المبارك، وفهارس المخطوطات الإسلامية المنتشرة في شتى بقاع المعمورة، والتواصل مع خبراء التراث الإسلامي في العالم.
وأشار الأوزبكي، في مقدمة الكتاب، إلى أن بركة المسجد الأقصى وما حوله شاملة لكل ما تدخله البركة من أمور الدين والدنيا، وأن من بركة الدين لهذه الديار أن اختارها الله لتكون القبلة الأولى، وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، وموطن الأنبياء السابقين.
حركة علمية
وقال الأوزبكي: كان المسجد الأقصى المبارك وما فيه من مصليات وقباب وأروقة ومدارس عامراً بالأنشطة العلمية من تأليف الكتب، وإملائها على الطلبة، ونسخها، وعقد مجلس سماع الكتب خصوصاً كتب الحديث النبوي الشريف.
وأضاف أن مع ما ورد في كتب التاريخ والتراجم من تاريخ علمي لتلك المعالم، إلا أن ما في المخطوطات الإسلامية من معلومات تاريخية أكبر حجماً وأكثر تفصيلاً مما ورد في كتب التاريخ والتراجم.
وقد اختار الأوزبكي 98 معْلَماً وأرفق مع كل مَعْلَم ما جرى فيه من أحداث علمية كتأليف الكتب ونسخها، وعقد مجالس علمية لقراءة الكتب ومنح الإجازات.
وبلغت عدد المخطوطات التي وردت في الكتاب ولها ارتباط بالمسجد الأقصى أو مَعْلَم من معالمه ما يزيد على 150 مخطوطاً، منها 19 كتابًا من مخطوطات المسجد الأقصى المبارك فقط.
وتوزعت على مساريْن، هما:
الأول: ويشمل 64 معْلَماً تبدأ بالمصلى القبلي (الجامع الأقصى)، فالباب المزدوج، فالزاوية والمدرسة الختينة، مرورًا بـ«باب السلسلة»، ومصلّى البراق، ومصلّى النسّاء، وصولًا إلى المئذنة الفخرية ثم قبة يوسف آغا، وقد رصد الباحث الكتب التي أُلفت أو نُسخت أو قرئت في الجامع الأقصى وحده، فوصل عددها إلى 55 كتابًا.
الثاني: ويشمل 34 معْلَماً؛ بدءًا من قبة الصخرة المشرفة التي ذكرت في 19 كتابًا، فقبة السلسلة، والزاوية البسطامية والصّمادية، مرورًا بالبوائك والخلوات والقباب وصولًا إلى البائكة الجنوبية الشرقية، أبرزها كتاب «المحيط في الفقه الحنفي (المجلد الثامن)» وكتاب «صحيح الإمام البخاري»، ونسخة نفيسة من صحيح الإمام مسلم، وكتاب «معالم التنزيل في تفسير القرآن»؛ تفسير اللغوي للقرآن الكريم، ثم قبة السلسلة التي شهدت على 4 كتب؛ أبرزها كتاب «الأنس الجليل بتاريخ القدس والجليل» الذي عقد مجلس لقراءته في قبة السلسلة بحضور 40 من العلماء والقضاة والأعيان، جاء الباحث على ذكرهم جميعًا.
للاطلاع على الكتاب وتحميله من هنا.