في الجلسة الحوارية الأسبوعية بين الجد الداعية الرباني وأبنائه وأحفاده بدأت التعليقات المرحة حول بداية العام الدراسي:
– مرحلة جديدة ومناهج حديثة.
– ضرورة تنظيم ساعات النوم.
– معلمون ربما نراهم أول مرة.
– ساعات ثقيلة إلا ساعة التربية البدنية.
وهنا يتدخل الجد الداعية الرباني الحكيم بعد أن أنصت واستمع باهتمام وإيجابية، قائلاً: لنفكر أيها الأحفاد، كيف نستفيد من ساعاتنا في المدرسة؟ بل كيف نستثمر وقتنا فيها؟
اعلموا أن الوقت هو الحياة، فمن أضاع وقته فقد أضاع حياته:
دقات قلب المرء قائلة له:
إن الحياة دقائق وثواني
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها
فالذكر للإنسان عمرٌ ثاني(1)
والطالب الذكي يعرف كيف يستثمر وقته أحسن استثمار.. وقت المدرسة.
هنا بادر الأحفاد وكأنهم صوت واحد: كيف يتم ذلك يا جدي؟
وهنا انفرجت أسارير الجد الكريم شكراً لله على أن يسَّر له لحظة تعليمية جديدة برغبة الأحفاد وطلبهم؛ فهذه هي اللحظة التعليمية التي تكلم عنها التربويون، وهي من أكثر الأوقات فائدة في الموقف التربوي؛ حيث يطلب المتعلم نفسه من معلمه علماً نافعاً وتجربة مفيدة وحلاًّ لمشكلة، يفيد منه الطالب.
فقال الجد الحكيم:
– ليكن تواجدكم ثابتاً في المسجد وحاضراً في صلاة الظهر.
– لتكن هناك حلقات القرآن الكريم حيث تطلبون من معلميكم متابعتكم في الحفظ والتلاوة وتعلم أحكام التجويد.
– ليبادر الطالب المقتدر بإلقاء خاطرة تربوية بعد الصلاة بالتنسيق مع معلمه.
– احرص على أن تشارك في المناسبات الدينية والوطنية.
– ليكن لك كلمة في لقاء الصباح.
– اقترح على معلمك أن يكون هناك دوري ثقافي في المدرسة.
– شارك في النشاط المسرحي المفيد الذي يوجه الطلاب نحو تعلم القيم والتاريخ..
– شارك في النشاط الرياضي المدرسي.
– شارك -بإيجابية- في مختلف المناشط المدرسية المناسبة لك.
– كن إيجابياً في الفصل مع معلميك؛ حضّر الدرس وحاور معلمك واستفهم منه.
– اكتب ولخّص واحفظ وافهم المعلومة ووظفها في حياتك، ولا ترض بأقل من التميز.
– حسّن علاقتك مع معلميك وزملائك بالابتسامة والكلمة الطيبة والاحترام المتبادل.
وهنا يتذكر الجد الداعية الرباني الحكيم أمراً فقول: ولن أنسى أول رحلة للعمرة مع مدرسينا وزملائنا في المدرسة، فقد كانت رحلة مؤثرة في حياتي؛ وقد لبس معلمنا لباس الإحرام ملبياً للعمرة، ونحن لبينا كما لبّى معلمنا، ثم ارتفعت أصواتنا وعلتْ تشق الفضاء حتى اقتربنا من مكة، فرأينا الكعبة المشرفة؛ فخشعت ووجلت قلوبنا وذرفت دموعنا واقشعرَّتْ أبداننا؛ فانشرحت صدورنا وقرَّتْ أعيننا برؤية البيت الحرام.
ليتكم تقترحون على إدارة مدرستكم عمل رحلة طلابية للعمرة، ويكون لكم بذلك الأجر والثواب، فـ«الدال على الخير كفاعله»(2).
وليكن لمسجد المدرسة ومكتبتها ومسرحها دور فاعل ومتميز في ساعات المدرسة!
وليكن لمسجد المدرسة دور متميز في الأعمال التالية: إقامة صلاة الظهر، إلقاء الخواطر بعد الصلاة، عمل حلقات القرآن الكريم، إلقاء المحاضرات، عمل المسابقات الثقافية.
ولمكتبة المدرسة دور أيضاً: تكوين أصدقاء المكتبة، تحديث كتب المدرسة، عمل مسابقات تلخيص الكتب، تبني مشروع «القراءة العربية»، وضع اسم أحسن قارئ في الشهر.
وكذلك مسرح المدرسة: عمل المسابقات الثقافية، عمل الفعاليات الدينية الوطنية، عمل المسرحيات القيمية الهادفة، عمل المحاضرات والندوات الحوارية لضيوف متميزين ومؤثرين في المجتمع ولمناقشة قضايا تشغل المجتمع؛ كقضية المرور والمخدرات والإلحاد والشذوذ والعنف والتنمر والتدخين، متابعة التكريم المستمر للمتميزين من الطلاب.
وفق الله الجميع لخيري الدنيا والآخرة.
والحمد لله رب العالمين.
________________
(1) شعر أحمد شوقي.
(2) أخرجه الترمذي، وهو حديث حسن صحيح (الموسوعة الحديثية).