أطلق سياسيون وناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامنية مع رئيس حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي الذي قرر الدخول في إضراب عن الطعام تضامناً مع المعتقلين السياسيين في قضية ما يعرف بـ«التآمر على أمن الدولة».
وتصدر هاشتاجا «غنوشي لست وحدك»، و«راشد الغنوشي»، مواقع التواصل الاجتماعي في تونس وعدد من الدول العربية، تضامناً مع الشيخ راشد الغنوشي.
وقال المكتب التنفيذي لحركة النهضة، في بيان: تضامناً مع المناضل الأستاذ جوهر بن مبارك، القيادي بجبهة الخلاص الوطني، الذي دخل في إضراب عن الطعام منذ أربعة أيام، دخل الأستاذ راشد الغنوشي، رئيس مجلس نواب الشعب الشرعي رئيس حركة النهضة، إضراباً عن الطعام لمدة ثلاثة أيام متتالية دفاعاً عن مطلب كل المعتقلين السياسيين بإطلاق سراحهم ورفع المظلمة عنهم.
بيان: الأستاذ راشد الغنوشي يعلن الدخول في اضراب جوع تضامنا مع جوهر بن مبارك وبقية المعتقلين السياسيين 🕊️🇹🇳 #الحرية_للمعتقلين_السياسيين #FreeGhannouchi #يسقط_الانقلاب_في_تونس #Save_Tunisian_Democracy #غنوشي_لست_وحدك pic.twitter.com/VURWaY0sqn
— حزب حركة النهضة (@NahdhaTunisie) September 29, 2023
وأضاف البيان أننا في حركة النهضة نتوجه بأجزل عبارات التقدير والإكبار والتضامن مع الأخوين المناضلين الكبيرين الأستاذ راشد الغنوشي، والأستاذ جوهر بن مبارك، ومن خلالهما مع كل الإخوة المناضلين القابعين وراء القضبان منذ عدة أشهر، أغلبهم دون استماع ودون تحقيق في قضايا ملفقة دافعها الوحيد هو رغبة سلطة الانقلاب في التخلص من منافسين سياسيين معارضين ومتمسكين بالشرعية وبحقهم وحق وطنهم العزيز وشعبهم الأبي في الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والمواطنة.
وطالب المكتب التنفيذي للحركة السلطة بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين فوراً، محملها مسؤولية أي ضرر يلحق بصحة وسلامة الأخوين المضربين.
وأشار القيادي بحركة النهضة رياض الشعيبي إلى أن التحاق الغنوشي بالمناضل جوهر بن مبارك في خوض معركة الأمعاء الخاوية محطّة أخرى في النضال من أجل الحريّة والديمقراطية وإسقاط الانقلاب.
وقالت سمية الغنوشي، ابنة الشيخ راشد الغنوشي: كثيرون يتساءلون: كيف لمن جاوز الثمانين أن يتحمل قسوة السجن، بل يخوض من محبسه إضراباً عن الطعام، يستنزف جسده الذي أنهكته المحن والسنون؟ لكنهم لا يعرفون والدي وروحه المسكونة بإرادة تحدٍّ لا يحدها حد ولا يقيدها قيد، هو بقدر سماحته وسعة صدره ومرونته، صلب عنيد شديد الشكيمة، إذا عزم فعل، وإذا توكل مضى، كلفه ذلك ما كلفه.
كثيرون يتساءلون: كيف لمن جاوز الثمانين أن يتحمل قسوة السجن، بل يخوض من محبسه إضرابا عن الطعام، يستنزف جسده الذي أنهكته المحن والسنون؟ لكنهم لا يعرفون والدي وروحه المسكونة بإرادة تحد لا يحدها حد ولا يقيدها قيد. هو بقدر سماحته وسعة صدره ومرونته، صلب عنيد شديد الشكيمة، إذا عزم فعل… pic.twitter.com/XOmW8f6d06
— Soumaya Ghannoushi سمية الغنوشي (@SMGhannoushi) October 1, 2023
وأضافت سمية، عبر صفحتها على منصة «إكس»: حاولنا عبر محاميه ثنيه عن الإضراب، استمع إليهم بتواضع كعادته، لكنه بصمت مضى في قراره، متحدياً السجن والسجان.
وتابعت قائلة: يا لتعاسة المنقلب الغرّ خاوي السجل النضالي، إن ذهب في خلده أن مثله سيخضع الغنوشي الذي خبر السجون والمنافي، وواجه حبل المشنقة ثابتاً راسخاً لا يهتز له جفن!
وختمت منشورها: حماك الله يا والدي من كل سوء، وحفظك بعزه الذي لا يضام، وحرسك بعينه التي لا تنام.
وقال وزير خارجية تونس الأسبق د. رفيق عبدالسلام: إن الشيخ راشد الغنوشي يتعالى على إكراهات الجسد ويدخل في معركة «الأمعاء الخاوية» تحدياً لسجانيه، ليس لشأن يعنيه في خاصة نفسه، بل من أجل الوطن الجريح، وتضامناً مع رفقاء الدرب من المساجين السياسيين.
الشيخ راشد الغنوشي يتعالى على إكراهات الجسد ويدخل في معركة " الأمعاء الخاوية" تحديا لسجانيه، ليس لشأن يعنيه في خاصة نفسه، بل من أجل الوطن الجريح ، وتضامنا مع رفقاء الدرب من المساجين السياسيين.
هذه المحطة النضالية تلفت انتباه العالم الى الوجه المظلم والكالح للإنقلاب، الذي نشر… pic.twitter.com/8QV8V064bC
— Dr Rafik Abdessalem. د. رفيق عبد السلام (@RafikAbdessalem) October 1, 2023
وأشار عبدالسلام تحت هاشتاج «غنوشي لست وحدك»: هذه المحطة النضالية تلفت انتباه العالم إلى الوجه المظلم والكالح للانقلاب، الذي نشر الظلم والقهر وأدخل الهمّ والحزَن لبيوت التونسيين، ودمر الحرث والنسل، مثلما تبين للجميع بأن قوة الحق وصلابة الإرادة أقوى من آلة القمع والبطش الانقلابي.
وأبدى رئيس مركز تكوين العلماء العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو استغرابه من سجن شيخ ثمانيني أفنى عمره في الدفاع عن القضايا العادلة، وحقوق الإنسان، وأن يضرب عن الطعام، وهو رئيس برلمان منتخب في بلاد ثار أهلها ضد الظلم والاستبداد.
وقال الشيخ الددو: إن الأمة والمجتمع الدولي مطالبان برفع الظلم عن الشيخ راشد الغنوشي وإخوانه في السجون التونسية، مشيراً إلى أن الشيخ راشد الغنوشي رجل مفكر مسالم غيور على مصالح أمته ووطنه مضح صبور؛ والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً.
الأمة والمجتمع الدولي مطالبان برفع الظلم عن الشيخ راشد الغنوشي وإخوانه في السجون التونسية.
فالشيخ #راشد_الغنوشي رجل مفكر مسالم غيور على مصالح أمته ووطنه مضح صبور؛ والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا.#غنوشي_لست_وحدك#FreeGhannouchi#راشد_الغنوشي pic.twitter.com/hosdXBHd2O— محمد الحسن الددو (@ShaikhDadow) October 1, 2023
وكتب الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة: الشيخ في سجن جرّبه طويلاً من قبل، ولم يفتَّ في عضده، أما «الدكتاتور الصغير» فيُعاقر أوهامه ويطارد «الأشباح»! ومن يديرونه سعيدون بمشهد بؤس يحمله هو عنهم.
وأضاف الزعاترة: من أداروا مسلسل «الثورة المضادة» لا يُشفَون من متلازمة «الربيع» و«الإسلام السياسي»، رغم انتصارهم الظاهر.
ووصف نائب مجلس نواب الشعب التونسي رفيق عمارة إضراب الشيخ الغنوشي بالموقف البطولي والرجولي لإسناد المعتقل جوهر بن مبارك في إضرابه المفتوح الذي يخوضه.
وقال رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ د. محمد الصغير: إن اعتقال راشد الغنوشي، رئيس برلمان تونس مؤسس تيار التعايش والاندماج وصاحب نظرية مشاركة لا مغالبة، ولم يشفع له ذلك كله عند الغرب المتحضر، ولا تحركت له برلمانات الديمقراطية، بما يؤكد مقولة الفرنسي فرانسوا بورجا: إن الغرب لا يقبل حكم الإسلام بطرفيه؛ «طالبان»، والغنوشي.
وأشار الداعية الإسلامي فاضل سليمان إلى أن الشيخ راشد الغنوشي شيخ ثمانيني يقف شامخاً شجاعاً في وجه نظام ظالم لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة.
وفي 17 أبريل الماضي، أوقف الأمن التونسي الغنوشي بعد مداهمة منزله، قبل أن تأمر المحكمة الابتدائية في العاصمة تونس بإيداعه السجن في قضية التصريحات المنسوبة له بالتحريض على أمن الدولة.
وتشهد تونس، منذ فبراير الماضي، حملة توقيفات شملت إعلاميين ونشطاء وقضاة ورجال أعمال وسياسيين، بينهم الغنوشي، وعدد من قيادات «النهضة»، منهم علي العريض، ونور الدين البحيري، وسيد الفرجاني.
ومقابل تشديد سعيد مراراً على استقلال السلطات القضائية، تتهمه المعارضة باستخدام القضاء لملاحقة الرافضين لإجراءاته الاستثنائية.