بغطاء كبير من الصواريخ تمكن المئات من رجال المقاومة الفلسطينية، فجر اليوم السبت 7 أكتوبر 2023، من اقتحام مستوطنات غلاف غزة المحاذية للشريط الحدودي شرقي القطاع والسيطرة على جزء كبير منه وقتل واسر العشرات من الجنود والمستوطنين.
أصوات الصواريخ التي انطلقت من قطاع غزة صباحا كانت توحي أن هناك أمراً كبيراً وقع ظناً من سكان غزة أن عملية اغتيال نفذتها الدولة العبرية بحق أحد قادة المقاومة استدعى الأخيرة للرد عليها؛ ولكن حينما تبين عدم وجود أي عمليات اغتيال أدركوا انهم امام عملية عسكرية كبيرة تنفذها المقاومة اطلق عليها محمد ضيف قائد “كتائب القسام” اسم “طوفان الأقصى”.
وعلى مدار أكثر من ساعتين من العملية الفدائية داخل المستوطنات التي نقلت المقاومة المعركة فيها لم تتمكن أي طائرة صهيونية من التحليق في أجواء قطاع غزة في حين بدأت الأنباء تتواتر من داخل المستوطنات بعملية التسلل الكبيرة وقتل وأسر عدد من جنود ومستوطني الاحتلال.
عاد عدد من المقاتلين إلى قطاع غزة برفقة السيارات العسكرية الصهيونية التي غنموها والجنود الأسرى الذين قدر عددهم حسب مصادر عبرية بـ 35 جندياً إلى قطاع غزة وسط فرحة كبيرة في صفوف أهالي القطاع الذين نثروا الورد على المقاومين.
وأعلن محمد ضيف القائد العام لكتائب القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إطلاق عملية “طوفان الأقصى” ردا على جرائم الاحتلال في المسجد الأقصى، معلنا النفير العام.
عنصر المفاجأة
وأكد الخبير الأمني والعسكري هشام المغاري أن المقاومة استخدمت أسلوب المفاجئة في هذه العملية الكبيرة من أجل تحقيق أكبر مكاسب بها من خلال السيطرة على غلاف غزة.
وقال المغاري لـ “المجتمع”: “أطلقت المقاومة الساعة السادسة صباحاً أطلقت 5000 صاروخ دفعة واحدة فاجأ كل أركان الاحتلال طالت ٣٥ مدينة في العمق وغلاف غزة، وذلك للتمهيد للعملية قبل بدئها”.
وأضاف: “في المرحلة الأولى للعملية تحرك 300 مجاهد من قوات النخبة القسامية لاقتحام مواقع العدو على الغلاف ثم السيطرة على المستعمرات وقد بلغ عدد المستعمرات التي تم السيطرة عليها سيطرة تامة ٣ مستعمرات ومدينة سيديروت”.
وتابع: “اطلقت المقاومة المرحلة الثانية من العملية والتي اشترك فيها 1100 مجاهد وذلك لتأمين القوات المنتشرة في المواقع والمستعمرات الصهيونية”.
واكد المغاري انه خلال الهجوم الكبير تم مشاغلة الاحتلال بثلاث هجومات تثبيتية (خداعية) من البحر باتجاه عسقلان وزيكيم شمال غرب غزة.
وقال: “استخدمت المقاومة المسيرات المذخرة والطائرات البخارية المظلية للاستطلاع والدعم والاسناد الناري”.
وأضاف ” تمكنت المقاومة بعد السيطرة على مستوطنات غلاف غزة من تحيد الطيران الحربي في قصف هذه المناطق لانه قد يتسبب في قتل إسرائيليين الا إذا استخدمت خطة (هنابعل) لحرق الأخضر واليابس هناك”.