بالتزامن مع احتفالات مصر بالذكرى الخمسين لانتصار القاهرة والعرب على الكيان الصهيوني في حرب 6 أكتوبر 1973م، أعلن المصريون دعماً واسعاً وبارزاً منذ الساعات الأولى للعملية العسكرية الفلسطينية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وذراعها العسكرية «كتائب عز الدين القسام»، في 7 أكتوبر 2023م، مؤكدين وحدة النضال المصري الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني.
اللواء بخيت: عملية عسكرية تكشف عن تخطيط مسبق واختيار دقيق للوقت
استلهام انتصار 6 أكتوبر
وفي حديث لـ«المجتمع»، اعتبر الخبير الإستراتيجي والعسكري، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية بمصر، اللواء حمدي بخيت، عملية «طوفان الأقصى»، استلهاماً من دروس انتصار 6 أكتوبر 1973م، حيث اختار المجاهدون يوم السبت في اليوم السابع من أكتوبر، تيمناً واستغلالاً لحالة الاسترخاء وذكرى الرعب السنوي التي يعيشها المحتل الصهيوني جراء حرب 1973م.
ويضيف اللواء بخيت أن المقاومة استندت إلى مبدأ المفاجأة في الهجوم، حيث كان ما قامت به مفاجأة كبيرة، انضم لها خروج قواتها من قطاع غزة إلى خارج القطاع وخطف أسرى بعدد كبير، ومهاجمة أكثر من 70 هدفاً حيوياً، من بينها وحدات شرطية وعسكرية ومستعمرات، ما يكشف عن تخطيط مسبق بوقت كاف واختيار دقيق للوقت واليوم ينم عن دراسة.
دعم حزبي واسع
وفي بيانات رسمية وصلت «المجتمع»، أعلن العديد من الأحزاب والقوى السياسية المصرية دعمها للحق الفلسطيني في المقاومة والجهاد، حتى تحرير أرضه.
ووجهت الحركة المدنية الديمقراطية (تجمع أحزاب المعارضة المصرية) التحية إلى المقاومة الفلسطينية الشجاعة في قطاع غزة التي تخوض معركة مشروعة شديدة الصعوبة لتأكيد رفضها للاحتلال العنصري البغيض.
نقابات وأحزاب وقوى سياسية يعلنون تضامنهم الكامل مع نضال الفلسطينيين
ووصفت عملية «طوفان الأقصى» بأنها مذهلة في اتساعها واستهدافها مستعمرات العدو على الحدود مع غزة، وتؤكد أن الشعب الفلسطيني البطل متمسك بخيار المقاومة، وقادر على قهر وإذلال العدو الصهيوني الذي استباح الأرض والعرض والمقدسات.
واعتبر حزب الكرامة، الناصري، ما قام به أبطال المقاومة الفلسطينية، بالتزامن مع الذكرى الـ50 لحرب أكتوبر المجيدة، يثبت مرة جديدة أن النصر على الكيان الصهيوني ممكن، بل هو الممكن الوحيد، متى توافرت الإرادة وخلصت النوايا وتوحدت الجهود، داعياً الجميع إلى دعم المقاومة.
وأعلن حزب المحافظين، الليبرالي، دعمه حق الشعب الفلسطيني في المقاومة والدفاع عن الأرض والمقدسات ضد الاحتلال الصهيوني، مؤكداً أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم الانسحاب من الأراضي المحتلة.
ودعا حزب العيش والحرية، اليساري، الحكومة المصرية بتقديم كافة أشكال الدعم الإنساني لقطاع غزة، بإرسال مساعدات طبية وإغاثية عاجلة والمساعدة في توفير موارد الطاقة اللازمة لتشغيل المستشفيات والمنشآت الحيوية في القطاع.
شرطي مصري يقتل صهيونيين.. وكبار المحامين يعلنون التطوع للدفاع عنه
رد فلسطيني مبشر
من جانبه، حيا الأزهر الشريف، وشيخه الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، جهودَ الشعب الفلسطيني ومقاومته الذين أعادوا الثقة للمسلمين وبثوا فيهم الروح مجدداً، مطالباً المجتمع الدولي بالنظر في أطول احتلال عرفه التاريخ الحديث، وهو احتلال الصهاينة لفلسطين، مؤكداً أن كل احتلال إلى زوال.
وثمنت جماعة الإخوان المسلمين، في بيان لها، عملية «طوفان الأقصى»، مؤكدة أنها الرد الحاسم لإفشال خطة فرض السيادة الصهيونية على المسجد الأقصى، وردع أي عمل عسكري محتمل ضد قطاع غزة، ولوقف المراوغة في ملف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
ودعت «الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة إسرائيل» المصريين إلى الانخراط في أنشطة حملات المقاطعة وفاعليتها كخيار مقاوم لحصار الاحتلال من مصر، مؤكدة دعمها للمقاومة الفلسطينية، وكافة خيارات الشعب الفلسطيني للدفاع عن نفسه.
مساندة نقابية وسياسية
وأصدرت نقابة الصحفيين المصريين بيانين متتاليين، خلال 48 ساعة، منذ بدء العملية العسكرية الفلسطينية، أعلنت فيهما دعمها الكامل للمقاومة الفلسطينية، وتضامنها مع الشعب الفلسطيني البطل، ونضال الصحفيين الفلسطينيين، الذين يواجهون آلة القمع الوحشية الصهيونية.
وأعلنت النقابة العامة لأطباء مصر دعمها ومؤازرتها للشعب الفلسطيني في الرد على جرائم الاحتلال ودفاعه عن وطنه المحتل، مؤكدة استعدادها لتقديم كافة أنواع الدعم والمساندة للإخوة الفلسطينيين المتضررين من الأحداث.
مرشحون محتملون للرئاسة المصرية يتضامنون وتحركات رسمية مكثفة
وفي السياق نفسه، أعلن المرشح الرئاسي المحتمل، السياسي المعارض أحمد الطنطاوي، تأييده للشعب الفلسطيني وحقه في مقاومة الاحتلال والفصل العنصري والحصار وكل أشكال الظلم التي يتعرض لها منذ عقود.
وأدان المرشح الرئاسي المحتمل عن حزب الشعب الجمهوري حازم عمر كافة الاعتداءات الصهيونية على قطاع غزة، وحمل الجانب الصهيوني كافة التبعات الميدانية بسبب استمرار استفزازه للفلسطينيين.
حادث الإسكندرية
وفاجأ الشرطي المصري السيد صابر، من مواليد محافظة الشرقية، الجميع، الأحد 8 أكتوبر 2023م، باستهدافه فوجاً سياحياً صهيونياً في مدينة الإسكندرية، شمالي العاصمة القاهرة؛ ما أدى إلى مقتل سائحين صهيونيين، ومرشد سياحي مصري؛ ما أشعل التكهنات حول الدافع وراء الحادث في هذا التوقيت الملتهب.
وربط معلقون على مواقع التواصل الاجتماعي بمصر بين الحادث وتصاعد العدوان الصهيوني على غزة، واعتبروه «ثأراً مصرياً»، وفق تعبيرات البعض، فيما اعتبره البعض الآخر، خاصة المحسوبين على السلطات المصرية، بأنه إخلال بالاتفاقيات الموقعة بين الجانبين المصري والصهيوني، وحادث فردي يتطلب انتظار التحقيق فيه.
وأعلن المحامي البارز منتصر الزيات، وعضو لجنة العفو الرئاسية المصرية طارق العوضي، التطوع للدفاع عن الشرطي المصري، فيما دعا العوضي، في بيان له، كبار محامي مصر والنقابة العامة للمحامين ومؤسسات حقوق الإنسان لإعلان تطوعهم جميعاً للدفاع عن الجندي المتهم.
تحركات رسمية
رسمياً، اعتبرت مصر ما حدث من تصعيد في الأراضي المحتلة، نتيجة العدوان الصهيوني المستمر ضد الفلسطينيين، والمساس بالمسجد الأقصى.
وأجرت مؤسستا «الرئاسة»، و«الخارجية»، العديد من الاتصالات الدولية والعربية، لبحث سبل تحقيق التهدئة، ودفع مسار التسوية الشاملة.
وأعلنت الجهات الصحية الحكومية في محافظة شمال سيناء استعدادها طبياً لإسعاف مصابي القصف الصهيوني، بعد السماح بدخولهم من المعابر.