في قطاع غزة نشر الصهاينة الموت والدمار في كل مكان، فلا أحد يستطيع حتى التعرف على مكان ترعرع طفولته وأحلامه؛ أطنان من المتفجرات ألقيت على أحياء سكنية مكتظة بالسكان وسويت بالأرض، فلا معالم للحياة والجغرافيا فيها؛ مما أدى لاستشهاد 1203، حتى الآن، بينهم مئات الأطفال والنساء، وكأن الصهاينة يستحضرون في عملية الإبادة الجماعية في غزة ما فعله أجدادهم إبان النكبة الفلسطينية عام 1948م حين ارتكبوا المجازر بحق القرى والبلدات الفلسطينية.
300 ألف فلسطيني ويزيد لجؤوا لمؤسسات الإيواء التي فتحتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بلا ماء أو كهرباء ولا غذاء، صراخ الأطفال يتعالى في صفوف المدرسة التي تحولت لكومة من البشر؛ لأنهم ينامون ولا يجدون الحليب ولا الماء ولا حتى الدواء ولا العلاج؛ لأن المستشفيات غير قادرة على استيعابهم.
غزة على مدار الأيام الخمسة الماضية تحترق لإركاع أهلها والنيل من صمودهم في دفاعهم عن حقوقهم، وحالهم يقول: «نموت ولن نركع».
في غزة حكايات إبادة جماعية ومحرقة يرتكبها الصهاينة أمام عدسات التلفاز، وينظر من كان بالأمس يطالب بحقوق الإنسان والطفل دون أن يحرك ساكناً، وها هي أجساد الأطفال تحترق بقنابل فسفورية وعنقودية بأسلحة أمريكية وأوروبية، لقد انكشف الغطاء عن وجوههم.
أكثر من 50 حياً ومربعاً سكنياً يضم نحو مليون فلسطيني سُوِّي بالأرض، فلا مكان آمناً في غزة، حتى من يستشهد يفارق بصمت فلا يسمع هتافات التشيع «بالروح بالدم نفديك يا شهيد»؛ لأن كل من في غزة ينتظر لحظة موته من صاروخ أمريكي صهيوني بريطاني ألماني غادر.
كل الكون الذي تتزعمه قوى الشر والاستعمار تجمعت على حرق غزة وأهلها والنيل من صمودها، فغزة شامخة صامدة صمود الجبال الرواسي لا تزعزعها عواصف الطغيان والشر.