في يوم تضامني تعانقت فيه أعلام مصر وفلسطين، أطلقت نقابة الصحفيين المصريين شرارة فعاليات التضامن مع المقاومة الفلسطينية، من وسط العاصمة القاهرة، مساء الأربعاء 11 أكتوبر، وعادت التظاهرات إلى سلم النقابة الشهير إحدى أيقونات ثورة 25 يناير 2011م؛ رفضاً للعدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة ونصرة للمقاومين، وللمطالبة بطرد السفير الصهيوني من مصر، وفتح معبر رفح.
ونظمت النقابة مظاهرتين لدعم قطاع غزة والأراضي المحتلة، ببهو النقابة التاريخي، وسلم النقابة الذي استعاد حيويته السياسية مجدداً بعد منع طال مدة 4 سنوات، بجانب معرض للصور والكاريكاتير، ولقاء فني وشعري لدعم القضية الفلسطينية، و«دفتر تضامن»، لتدوين رسائل مكتوبة للمقاومة الفلسطينية والشهداء.
وردد الصحفيون المتظاهرون هتافات تطالب الحكومة المصرية بفتح معبر رفح وطرد السفير الصهيوني وغلق سفارته منها: «غزة غزة رمز العزة»، «أول مطلب للجماهير.. غلق سفارة وطرد سفير»، «ثاني مطلب للجماهير.. فتح المعبر للجماهير»، «من غزة طلع القرار.. انتفاضة وانتصار»، «المقاومة هي الحل ضد الغاصب والمحتل».
البلشي: الفعاليات مستمرة لدعم القضية الفلسطينية
استمرار الدعم النقابي
وفي الفعاليات، أعلن نقيب الصحفيين المصريين الكاتب الصحفي خالد البلشي استمرار التضامن النقابي مع شعب فلسطين المقاوم ضد إجرام آلة الحرب والقتل الصهيونية المتوحشة التي تقصف بيوت المدنيين، وتقتل الشيوخ والنساء والأطفال، وتستهدف المستشفيات، مؤكداً أن المصريين لن يتركوا الشعب الفلسطيني بمفرده.
وأكد البلشي بدء تفعيل لجنة الإغاثة ودعم الشعب الفلسطيني، وسرعة التنسيق لإعادة تفعيل الحساب البنكي المخصص لدعم الأشقاء الفلسطينيين في نقابة الصحفيين، مع الإعداد لحملة تبرع بالدم في مبنى النقابة لصالح الجرحى الفلسطينيين في قطاع غزة بالتنسيق مع الهلال الأحمر.
وكشف البلشي عن تشكيل لجنة نقابية لرصد وتوثيق الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، على أن يكون من بين مهامها التواصل مع اتحادات الصحفيين العربية والدولية والمنظمات العاملة في مجال حرية الصحافة، لفضح جرائم الاحتلال الصهيوني ضد الصحفيين الفلسطينيين.
وحذر نقيب الصحفيين من استمرار الضغط على الشعب الفلسطيني، مؤكداً أنه يتم إغلاق كل السبل وأبواب الأمل في وجه شعب يدافع عن حريته وسط تواطؤ دولي شامل فلا تنتظروا إلا الانفجار.
عبدالرحيم: التزام حاسم بحظر التطبيع مع الكيان الصهيوني
وفي السياق نفسه، شدد سكرتير عام نقابة الصحفيين جمال عبدالرحيم، على التزام النقابة الحاسم، بحظر التطبيع الشخصي والمهني والنقابي مع الكيان الصهيوني، انطلاقاً من كونها أول نقابة في مصر والشرق الأوسط تصدر جمعيتها العمومية قراراً بحظر التطبيع مع الكيان الصهيوني، موضحاً أنها لن تتهاون في تطبيق اللوائح القانونية ومحاسبة أي متورط في تطبيع مع المحتل.
وقال وكيل نقابة الصحفيين محمد سعد عبدالحفيظ لـ«المجتمع»: دعم النقابة واجب مستحق ودين في عنق كل مصري وكل نقابة مصرية، لنصرة القضية الفلسطينية، مضيفاً أن اللعنة والعار ستلاحق كل من ينحاز للعدو أو يندد بموقف الضحية، وهي تدافع عن نفسها بما تيسر لها من أدوات لتحرير كامل أراضيها من النهر إلى البحر.
وشدد عبدالحفيظ على أنه ليس أسوأ من «صهاينة إسرائيل» سوى «الصهاينة العرب»، مطالباً الجميع باستمرار الدفاع عن القضية الفلسطينية ولو بالكلمة، وعدم التأثر بصهاينة العرب المطبعين.
وشارك في الفعاليات، كذلك، أعضاء المجلس محمود كامل، ومحمد الجارحي، وهشام يونس، وحسين الزناتي، ومحمد يحيى، ودعاء النجار.
المقاومة حق له الدعم
وفي حديث لـ«المجتمع»، أكد العديد من المشاركين في اليوم التضامني أن بدء الفعاليات المناصرة لقطاع غزة من نقابة الصحفيين رسالة أولى من الشعب المصري ونقاباته المهنية للوقوف معهم حتى النصر.
وقال عضو الجمعية العمومية للنقابة رئيس حزب التحالف الشعبي المعارض مدحت الزاهد لـ«المجتمع»: مشاركتي هي أقل واجب من مصري أو عربي لدعم انتفاضة كبرى، في وجه عدو غاصب، يمارس كافة صنوف التعذيب والتنكيل بالشعب الفلسطيني، خاصة بعد إطلاق المقاومة الفلسطينية معركتها المزلزلة التي دفعت العدو لاستدعاء قوات احتياط غير مسبوقة، وتحرك أساطيل الإمبريالية الأمريكية لمساندته.
مشاركون: المقاومة عبرت إلى النصر ولن يمسح العدوان هزيمة الكيان المبكرة
ويضيف الزاهد أن أقل المطلوب من مصر الرسمية، في ظل التحرك الشعبي المتضامن مع فلسطين، أن تترك المجال للشعب لاستمرار دعمه لأشقائه، مع فتح معبر رفح وإرسال المساعدات لقطاع غزة على وجه السرعة ومواجهة أي صلف صهيوني يمنع ذلك.
ويشير مدير تحرير جريدة «الوفد» المعارضة محمود زاهر، لـ«المجتمع»، أن مشاركة الصحفيين في اليوم التضامني تعبير عن حبهم للمقاومة الفلسطينية ودورها المبهر في مسيرة التحرير التي بدأت في 7 أكتوبر، بل هي أضعف الإيمان في ظل العدوان الشامل من الأمريكان والكيان الصهيوني على الأراضي المحتلة، مؤكداً أن الشعب المصري مع شقيقه الفلسطيني حتى انتزاع كامل حقوقه وأرضه المسلوبة.
ويرى المحلل السياسي الكاتب الصحفي د. عزام أبو ليلة، في حديث لـ«المجتمع»، أن المقاومة الفلسطينية كسبت المعركة منذ اليوم الأول للعبور في 7 أكتوبر، حيث زلزلت عرش الكيان الصهيوني وأذلته، مؤكداً أن مهما كانت البروباجندا الصهيونية – الأمريكية لمحاولة استرداد الهيبة لن تمسح العار الذي حصل، الذي يمكن أن يكون له ما بعده في حال استعداد المقاومة لمعركة طويلة الأمد.