عنوان واحد لما يحدث في قطاع غزة «الإنسانية الغائبة»؛ فالموت والدمار في كل مكان، هذا ما فعله الصهاينة هناك، فلا يستطيع أحد التعرف على شارعه ولا بيته ولا حتى مسجده، أطنان من متفجرات ألقيت على أحياء سكنية مكتظة بالسكان سويت بالأرض، غابت معالم الحياة، بل جغرافيا المكان.
وهنا يطرح سؤال: كيف نستثمر هذا الحدث الجلل في تربية أولادنا؟ وكيف نوصل إليهم القيم الإسلامية البناءة من حب للجهاد وأخوة إسلامية وكراهية للصهاينة وحلم تحرير المسجد الأقصى المبارك وعودة فلسطين إلينا؟
والحكاية من أولها تقول: إن الأسرة هي اللبنة الأولى لبناء المجتمع، ومنها تبدأ مشاريع الحضارات؛ إما ازدهاراً أو انحساراً؛ وعليه فالاهتمام بالقضية الفلسطينية يبدأ من الأسرة، وبقيامها بدورها في تكوين الوعي وصناعة القناعات ومحاربة الأفكار السامة التي تصل إلى الأبناء.
وتعتبر التربية بالمواقف من الأساليب التربوية المهمة؛ نظراً لكثرة المواقف التي تحدث، وتلامسها لحياتنا، وتأثرنا بها؛ فيأتي المربي ليستثمرها فيغرس قيمة أو يضبط سلوكاً أو يغرس بذرة لمشروع تربوي عميق الأثر، والنماذج على هذا كثيرة، نذكر منها:
يقول عمر بن أبي سلمة فيما يرويه البخاري: كُنْتُ غُلَامًا في حَجْرِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ، فَقالَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وكُلْ بيَمِينِكَ، وكُلْ ممَّا يَلِيكَ»، فَما زَالَتْ تِلكَ طِعْمَتي بَعْدُ.
وكان الإمام الذهبي رحمه الله شاباً فكتب شيئاً من الكلام، فرآه الإمام البرزاني فقال له: «خطك يشبه خط المحدثين»، وهنا يقول الإمام الذهبي رحمه الله: فوقعت تلك الكلمة في قلبي وأثّرت عليّ، فحُبب إليَّ علم الحديث، فكان رحمه الله تعالى من أئمة الحديث وكبارهم بسبب تلك الكلمة.
ومن هذا نقول: لا بد أن نستثمر هذا الطوفان وهذا الحدث الجلل في إيصال قيم يحتاجونها لسعادة الدارين، وهذه بعض المقترحات التربوية لعرض القضية الفلسطينية وغرس حبها في قلوب أطفالنا:
– ربط روح الطفل بخالقه وتوثيق الصلة بينه وبين خالقه.
– المواظبة على أداء العبادات من صلاة وصوم وورد قرآني.
– الحرص على مدارسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وقصص الصحابة الأبطال والتابعين.
– عمل لوحات تعلق في غرفهم مكتوب عليها أسماء الشهداء.
– حكاية قصص ومواقف بشكل لطيف يحبب الشهادة للأبناء.
– ترديد بعض الآيات والأحاديث التي تحث على الاستشهاد في سبيل الله تعالى.
– مشاهدة كارتون ومشاهد بسيطة تعرض القضية الفلسطينية وتاريخ «الأقصى» بأسلوب مناسب لعمرهم السني.
– عمل مسابقات بين الأطفال، مثل: أحسن رسمة، وأحسن قصيدة عن غزة والمسجد الأقصى
– ومن العوامل التي تساعد على تنشئة الطفل التحفيز والتشجيع والثناء، فالتشجيع المادي والمعنوي عند قيام الطفل بعمل إيجابي يعزز ثقته بنفسه وبقدراته وتحمل المسؤولية.