مع استمرار القصف والعدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، تنظم جمعيات ومؤسسات يابانية فعاليات ووقفات احتجاجية في أماكن متعددة بالعاصمة طوكيو، أمام مقر سفارة الاحتلال وفي الميادين الحيوية؛ نصرة لفلسطين ورفضاً للجرائم «الإسرائيلية».
ظهر اليوم الأحد، نظمت حركة «BDS Tokyo»، وبحضور إعلامي ملحوظ، وقفة أمام محطة قطارات «شينجوكو» في طوكيو، بمشاركة جمعيات ومؤسسات يابانية والعشرات من اليابانيين وأبناء الجالية الإسلامية والعربية، وأيضاً انضم إليها رهبان، استمرت الوقفة لمدة ساعتين رفع خلالها المشاركون أعلام فلسطين ولافتات تندد بالعدوان على غزة.
وخلال الوقفة، ألقى ناشطون يابانيون كلمات تضامنية مع فلسطين، وتطالب بوقف العدوان «الإسرائيلي» الحرب التي يشنها الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
إحدى المشاركات قالت: إنها تعمل منذ سنوات من خلال الفن للتعريف بقضية فلسطين وحق الشعب الفلسطيني، لكن الفن وحده لا يكفي؛ ولذلك تحرص على المشاركة في مثل هذه الفعاليات، كما أعلن بعض المشاركين عن تنظيم معرض فني عن فلسطين ووجهوا دعوات للحضور؛ ما يعكس اهتمام فئات متعددة داخل المجتمع الياباني بالمشاركة الفعالة من خلال وسائل متنوعة في التعريف بالقضية الفلسطينية.
وفي مقابلة مع «المجتمع»، يقول د. أحمد المنصور، الأستاذ بإحدى جامعات اليابان: إن وقفة اليوم كانت من تنظيم جمعية «BDS Tokyo»، وهي جمعية تدعم حقوق الفلسطينيين وتعمل على نشر ثقافة مقاطعة الاحتلال «الإسرائيلي»، حتى إن أحد منظمي الفعالية قال: إنه يعمل على مساعدة الشعب الفلسطيني منذ 40 عاماً.
وعي بجرائم الاحتلال
وأشار إلى أن المشاركين كانوا من كل الأطياف والملل من العرب واليابانيين وغيرهم، وجميعهم مجمعون على أن ما يقوم به الصهاينة من هجوم وعدوان على غزة جريمة كبيرة، فضلاً عن جريمة الحصار.
أعطوهم من أرضكم
وفي كلمته خلال الوقفة، قال المنصور: من يرد أن يدعم الصهاينة فليدعمهم من حسابه، ومن يحبهم فليعطهم جزءاً من بلده، وتساءل: لماذا تعطونهم فلسطين للتعبير عن حبكم لهم؟
دعاية مضللة
ومن جانبه، قال د. سيد شرارة، أكاديمي مصري مقيم باليابان، في تصريحات لـ«المجتمع»: في العدوان الصهيوني الحالي على قطاع غزة خاصة والاعتداءات في عموم فلسطين، مارست الدعاية الكاذبة والمضللة دوراً كبيراً في إعطاء صورة خاطئة عما يحدث في الحقيقة، ووقع في فخها سياسيون وإعلاميون ومشاهير، وبالطبع الكثير من الجماهير حول العالم، واليابان حكومة وشعباً تأثروا بهذه الدعاية الكاذبة، وظهر ذلك في تصريحات بعض المسؤولين وتعليقات اليابانيين على الأخبار.
إعادة البوصلة
وأضاف: ومن هنا تأتي أهمية الدور الشعبي في إعادة البوصلة نحو عدالة القضية الفلسطينية بشكل عام وما يعانيه قطاع غزة من تدمير شامل لكل أشكال الحياة، بجانب استهداف عنيف للأطفال والنساء والعاملين في الخدمات الإغاثية والإعلاميين أيضاً.
اهتمام متزايد
وأوضح شرارة أن اليابان شهدت نشاطاً شعبياً مكثفاً منذ الأيام الأولي للحرب الدائرة، تمثل في وقفات تضامنية في عدة مواقع في العاصمة طوكيو، ومداخلات إعلامية مرئية ومسموعة، وكذلك في الصحف، وهناك علامات على تزايد الاهتمام بمعرفة وجهة النظر العربية، منها زيادة الطلب على المترجمين بين العربية واليابانية في العديد من القنوات التلفزيونية، ومنها دخول جمعيات يابانية على خط التوعية بالدعوة إلى وقفات تضامنية، والإعلان عن معارض فنية كلها تدور حول القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني، وبالطبع أحداث غزة الحالية.
مشاركة متنوعة
وأشار إلى أن الوقفة التي جرت اليوم في قلب العاصمة طوكيو ومن أمام أكبر محطة للقطارات فيها، كانت ضمن هذه الجهود، وقد شارك فيها رهبان بوذيون محبون للسلام، ودائماً يحرصون على المشاركة الداعمة، وخاصة لما يتعلق بفلسطين، واليوم كانت الفاعلية من تنظيم جمعية تعمل تحديداً في نصرة القضية الفلسطينية خاصة تضم في عضويتها نشطاء وفنانين، بالإضافة إلى ممثلين عن الجاليات الإسلامية في اليابان، وكذلك شارك مسؤولون عن جمعيات ومراكز ومدارس إسلامية في طوكيو، على رأسها جمعية الوقف الإسلامي في اليابان ذات النشاط الخدمي الكبير والممتد إلى المجتمع الياباني بجانب الجاليات الإسلامية في اليابان.
تصحيح الصورة
أما الصحفي أكرم مثنى، فيرى أن مثل هذه الفعاليات لها أهمية كبيرة في تصحيح الصورة، وتقديم حقيقة ما يجري في فلسطين للشعوب، ولفت نظر الإعلام إلى الرواية الحقيقة، وعدم الانسياق وراء رواية الاحتلال، وانطلاقاً من هذا فإنه تزداد أهمية مشاركتنا كصحفيين في هذه الفعاليات لتغطيتها ونقلها للعالم، وإبراز صورة الشعوب المنصفة للقضية الفلسطينية، في مقابل الموقف الغربي الداعم للاحتلال.
يشار إلى أن اليابان شهدت، أول أمس، وقفة قرب مقر سفارة الاحتلال الصهيوني في طوكيو، دعت إليها الجالية الباكستانية، وتجمع خلالها مئات المتضامنين مع عدالة القضية الفلسطينية والرافضين للاعتداءات الصهيونية على قطاع غزة.