تصاب الحياة الزوجية بداء الصمت من آن إلى آخر، وقد يتطور الأمر إلى انفصال نفسي وجسدي، وصولاً إلى الطلاق والتفكك الأسري.
وقد يتجنب الطرفان النقاش؛ خوفاً من إثارة الجدل، كما قد يكون وراء ذلك الشعور باليأس نتيجة عدم حدوث أي تغيير في العلاقة بين الطرفين.
هذه السطور تلخص أسباب الخرس الزوجين لتجنبها من كلا الطرفين، وصولاً إلى تحقيق حالة من الهدوء والحوار المثمر، وصولاً إلى استعادة المودة والرحمة بين الزوجين.
ومن أهم الأسباب وراء ذلك، ارتكاب بعض الأخطاء الجسيمة في حق الآخر، دون اعتذار حقيقي، أو اعتراف بالخطأ، مما يشعر الطرف الآخر بعدم جدوى الحوار مع شريك الحياة.
ويفاقم حالة الخرس الزوجي تصيد الأخطاء من الجانبين، وعدم التغافل عن الصغائر والزلات، وتنامي حالة التربص بكل صغيرة وكبيرة؛ ما يزيد أجواء الشحناء والبغضاء داخل جدران البيت.
ومن أكثر الأسباب إثارة لتلك الحالة من الصمت الزوجي، ضعف مهارات التواصل بين الزوجين، ووجود فوارق اجتماعية وثقافية بينهما، وانحسار مساحات التقارب والمشاركة بينهما.
وقد يكون الصمت الزوجي محاولة لجذب الانتباه، وكسب استجابة الطرف الآخر لبعض الأمور، لكن طول تلك الفترة قد يأتي بنتائج عكسية وضارة.
ويرى خبراء اجتماعيون أن صمت المرأة قد يكون محاولة لفهم الزوج، ودراسة شخصية الآخر، ومراجعة أفعاله وأقواله قبل اتخاذ القرار المناسب في بعض الأمور.
وفي كثير من الأحيان ينعكس انقطاع العلاقة الزوجية على حياة الزوجين؛ ما يسبب حالة الصمت والنفور، وهو ما يرفع من وتيرة المشكلات، ويؤثر على تماسك الأسرة، والاستقرار النفسي والعاطفي للأطفال.
وينصح متخصصون بضرورة كسر الصمت الزوجي، والتواصل الجيد لضمان استمرار الحياة بشكل ناجح ومستقر، ويكو ذلك بالمصارحة لتلافي الأخطاء، وتقديم الاعتذار حيال الخلاف الحادث، وتجنب الإساءات أو العنف اللفظي والبدني.
ومن المهم تذكر حقوق كل طرف، وتقديم المودة والرحمة على الخلاف، والرفق واللين مع بعض، بهدف الحيلولة دون وصول الأمور إلى الطلاق، وإنقاذ كيان الأسرة من الانهيار.
وليس من العيب أن يخضع الزوجان للخضوع لبعض الجلسات العلاجية على يد متخصصين؛ لاكتشاف السبب الأساسي وراء الصمت في العلاقة، وكيفية تعزيز فرص الحوار والتواصل الصادق للحفاظ على علاقة زوجية مستقرة.