خالد الملا
لا تيأس من دعوة الناس للخير ولا تيأس من رفض الناس لك ولا تيأس مهما ظلمت الدنيا بعينك، “فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس”.
تأمل أخي الحبيب قوله تعالى على لسان نبيه يعقوب: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) (يوسف: 87). فكانت نتيجة عدم اليأس والأمل الذي عاشه رجوع ابنه عليه السلام.
وهذا سيدنا نوح عليه السلام ما آمن معه إلا قليل لكنه لم يتقاعس عن الدعوة مكث عليه السلام فيهم ألف سنة إلا 50 عاماً يدعوهم ليلاً ونهاراً، سراً وعلانية. نعم إنه الأمل الذي تشرق بعده شمس التفاؤل والعطاء والإنجاز.
ومن واقع العمل الخيري نجد بعضاً من هذه النتائج:
• فهذا يعقوب في هولندا كان سارقاً ويقول حين يسرق “أنا لا أعمل هذا باسم الإسلام” فأسلم صديقه السارق بكلماته هذه، ومن ثم تأثر يعقوب به فتاب وهو حالياً يدير 3 مساجد في هولندا.
• وإيطالي ذهب إلى إسبانيا يبحث عن (حشيش) والتقى بمسلم مغربي، فذهب به إلى المسجد لصاحبه الدكتور وظن الايطالي بأن عنده (حشيش) فشرح الدكتور له الإسلام واهتدى وهو الآن شيخ وداعية.
• أوكرانية قرأت تفسير القرآن للتعرف على الإسلام عن طريق دعاة المركز الإسلامي، فلما وصلت للآية (فأين تذهبون…) دمعت عيناها ونوت الدخول بالاسلام وأسلمت.
وغيرهم كثير كان لنصيب الدعاة أجر وفير في استمرارهم، وعدم يأسهم من واقعهم رغم قساوته.
وما بحديث الرسول ﷺ علينا ببعيد، فأنت لا تعلم بقدر الله لك فقد قال ﷺ (وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) صحيح الترمذي.
تأمل قول الله تعالى: ﴿سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾ (الطلاق: 7).
قيل: (لو استجمعت يأس العالم في قلبك، لذهب به الإيمان بهذه الآية)
واستمع للعلامة الشنقيطي يقول: (وَالله ما قرَع البارُّ بابًا من الخير إلا فتحهُ الله في وجهه، وَلا سلك سبيلَ طاعةٍ إلا يسَّرها اللهُ له).
فالناس فيهم الخير مهما أغواهم الشيطان، لكن تفائلوا بالخير تجدوه واستبشروا فرحمة الله واسعة والله لا يضيع أجر المحسنين، وسلوا الله الثبات على الطريق المستقيم.