جموع غفيرة احتشت مؤخراً في ولاية كيرلا جنوبي الهند تلبية لدعوة «حزب الرابطة الإسلامي»؛ تنديداً بجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وعدوانه المتواصل على قطاع غزة، في مشهد يعكس سباحة المسلمين في الهند ضد التيار الهندوسي الداعم للاحتلال.
Massive protest in #Kerala, #India in solidarity with #Gaza and #Palestine. pic.twitter.com/HjFfYuByiL
— Quds News Network (@QudsNen) October 28, 2023
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد المظاهرة الحاشدة التي شارك فيها ملايين الهنود دعماً لفلسطين ورفضاً لجرائم الاحتلال، مطالبين بوقف الحرب على غزة.
🚨𝗝𝗨𝗦𝗧 𝗜𝗡: Muslims gathered for Gaza in the Kerala region of #India.
🇵🇸🇮🇳#Gaza #Hamas #Palestine #Israel #Gazabombing #starlinkforgaza #غزة_الآن pic.twitter.com/YQB8pVnS71
— Globe Eye News (@GlobeEyeNews) October 28, 2023
ومنذ بداية العدوان الصهيوني على غزة، شهدت الهند عدداً من الفعاليات الرافضة لهذا العدوان، إلا أن فعالية ولاية كيرلا تعد الأكبر والأوسع مشاركة حتى الآن في دعم الشعب الفلسطيني، في الهند وربما على مستوى العالم.
مئات الآلاف يخرجون في مظاهرة حاشدة في لندن للتضامن مع غزة والمطالبة بوقف العدوان على المدنيين 🇵🇸 pic.twitter.com/HvaQ0HUpnm
— بريطانيا بالعربي🇬🇧 (@TheUKAr) October 28, 2023
وخروج هذه الأعداد الكبيرة من المسلمين والمنصفين في الهند يتسق مع الحراك الشعبي الداعم لفلسطين في أغلب دول العالم، فمنذ بداية العدوان تتواصل الفعاليات في مدن وعواصم العالم رفضاً للجرائم الصهيونية رغم التضليل الإعلامي والتحشيد السياسي المؤيد للسردية الصهيونية.
Bugün İstanbul’da Filistin davasına sahip çıkan, Gazzeli mazlumlara umut olan aziz milletimin her bir ferdini tebrik ediyorum.
Tüm ülkeleri, Gazze’de çocuklar, kadınlar ve masum sivillerle birlikte enkaz altında kalan insanlığın ortak değerlerine sahip çıkmaya çağırıyoruz. 🇹🇷🇵🇸 pic.twitter.com/Vq9aZOW79e
— Recep Tayyip Erdoğan (@RTErdogan) October 28, 2023
سباحة ضد التيار
رغم الحضور الكبير في فعالية ولاية كيرلا التي نظمها حزب الرابطة الإسلامي، والفعاليات الأخرى التي جرت في عدد من المدن في أوقات مختلفة، فإن هذا الحراك الداعم لفلسطين يعتبر سباحة ضد التيار في الهند، فالسلطة الهندية موقفها واضح في دعم الاحتلال ولجانها الإلكترونية التي تتبنى سرديته ضد أصحاب الأرض.
فخلال الأيام الأولى للعدوان الصهيوني، أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لنظيره الصهيوني، خلال اتصال هاتفي جرى بينهما، وقوف الهند بجانب «إسرائيل»، وأصدر مكتبه بياناً داعماً للاحتلال، بحسب ما نشرته «وكالة الأنباء الألمانية».
لجان إلكترونية هندوسية
وبجانب الموقف السياسي، هناك مظهر آخر للدعم الهندوسي للاحتلال، أشار إليه تقرير لصحيفة «ذا ديبلومات» بعنوان «البصمة الرقمية للهند في الحرب بين إسرائيل وغزة»، الذي يسلط الضوء على نشاط رقمي للجان إلكترونية هندية على مواقع التواصل الاجتماعي تتبنى سردية الاحتلال وتروج لمعلومات مضللة.
وأوضح التقرير أنه تتم مشاركة المحتوى المؤيد لـ«إسرائيل» -بما في ذلك المعلومات المضللة- على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل المواطنين الهنود خاصة القوميين الهندوس اليمينيين.
وأشار التقرير إلى أنه في أعقاب بداية «طوفان الأقصى» ادعى الصحفي أديتيا راج كول، المؤيد لحزب بهاراتيا جاناتا، أن المقاومة الفلسطينية ارتكبت فظائع ضد النساء والأطفال في مستوطنات الاحتلال، وهي ذات المزاعم التي روج لها الرئيس الأمريكي والإعلام الغربي قبل أن يتراجعوا عنها.
ولفت التقرير إلى أن منشور الصحفي الهندي على موقع «X» تمت مشاهدته 10.2 ملايين مرة، بجانب أكثر من 21 ألف إعادة تغريد، بما في ذلك واحدة من بن شابيرو اليميني المتطرف الذي يحرض ضد الفلسطينيين.
وأوضح أن هناك رواجاً للمحتوى المؤيد للاحتلال بين الحسابات الهندية خاصة بين المتطرفين الهندوس، مشيراً إلى ما ذكرته منصة «BOOM» الهندية المتخصصة في التدقيق والتحقق، في تقرير لها، أن العديد من مستخدمي موقع «X» من الهنود الذين تم التحقق من حساباتهم، كانوا في مقدمة ومركز حملة تضليل تستهدف فلسطين بأخبار سلبية بينما تدعم الرواية «الإسرائيلية».
النشاط الرقمي الهندوسي في دعم «إسرائيل» يتصاعد منذ سنوات بالتوازي مع تصاعد العلاقات التي تربط بين دلهي تحت قيادة مودي والكيان الصهيوني، حتى إن الهند كانت من بين الدول التي عارضت مشروع القرار العربي في مجلس الأمن الذي طالب بالوقف الفوري لإطلاق النار.
تضليل ممتد
في ذات السياق، وبالعودة للوراء إلى أعقاب ظهور جائحة كورونا، اتهم الإعلام الهندي وجماعات هندوسية وحسابات ناشطة في مواقع التواصل مسلمي البلاد بنشر الوباء كنوع من الجهاد يقوم به المسلمون، وبحسب ما نشرت مجلة «تايم» الأمريكية آنذاك، فقد انتشر بمنصات التواصل الاجتماعي في الهند هاشتاج «corona jihad» (جهاد كورونا)، وتم حينها نشر حوالي 300 ألف تغريدة تحت هذا الهاشتاج، ومن المحتمل أن يكون شاهدها حوالي 165 مليون شخص.
خبرة في التضليل
تجدر الإشارة إلى تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» قبل أيام، عن النشاط الرقمي الهندوسي كان بعنوان «الهند الصاعدة والتكنولوجيا السامة»، ذكر أن الحزب الحاكم في الهند بهاراتيا جاناتا والجماعات القومية الهندوسية المؤيدة له في طليعة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عالمياً بغرض تحقيق أهداف سياسية وتعزيز أيديولوجيتهم، وأن اليمين في الهند أتقن نشر المواد التحريضية والمضللة؛ ما تسبب في تزايد خطاب الكراهية في الهند، الأمر يوضح مدى النشاط الهندوسي رقمياً ووضعه في خدمة تأجيج الكراهية في الهند، وتبنى سردية الاحتلال الصهيوني بالترويج لروايته المضللة ضد فلسطين.