أظهرت ملحمة «طوفان الأقصى» بما لا يدع مجالاً للشك أن معركة الأمة عند بيت المقدس وأكنافه لم تنته ولن تنتهي إلا بانتصار الحق وعودة الأرض، كل الأرض، واندحار الباطل.
وقد حققت المعركة المحتدمة الآن على أرضنا المقدسة انتصارات عزيزة، وأكدت حقائق كثيرة، نبرز هنا 10 منها:
1- تدمير أساطير العدو العسكرية:
حطمت ملحمة «طوفان الأقصى» في ساعات أساطير العدو التي طالما تباهي بها، فلم تنفعه جدرانه العالية المزودة بأحدث أجهزة المراقبة والمتابعة، ولا مخابراته التي ادعى أنها تصور ما وراء الجدر، ولا جيشه الذي ادعى أنه لا يُقهر، ولا حصونه المزودة بأقصى ما وصلت إليه العقول البشرية من تقنيات، وصدق الله العظيم القائل: (وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ) (الحشر: 3).
2- استعادة زمام المبادرة:
لم تعد مقاومتنا مجرد ردود فعل لانتهاكات واستفزازات العدو التي لا تنتهي، ولكن كتائب المجاهدين كانت هي المبادرة هذه المرة بالهجوم المفاجئ، الذي أدهش الصديق قبل أن يصعق العدو، والآن يتحقق قول النبي الأعظم صلوات الله وتسليمه عليه حين قال: «الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم» (رواه البخاري).
2- المسلمون لا ينصرون إلا بمعية الله:
صدق الله العظيم القائل لرسوله الأمين ﷺ: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة: 40)، فلقد حاصروا غزة، وجوّعوها ومنعوا عنها حتى الماء، ووضعوها تحت المراقبة الدقيقة على مدار الساعة، ولكنها ظلت شامخة تتحدى وتقاتل وتنتصر بمعية الله.
4- العقيدة لا تقاوَم إلا بعقيدة:
أكدت ملحمة «طوفان الأقصى» أنه «لا يفل الحديد إلا الحديد»، ولا تواجه العقيدة إلا بالعقيدة، فالكيان الصهيوني ليس وحده، فما هو إلا رأس حربة للمستعمر الغربي، وما اصطفاف الغرب بقضه وقضيضه، وما دعمه اللا محدود لربيبته «إسرائيل» إلا اعتراف باستمرار عدائه العقدي الصليبي لأمتنا، واستمرار اصطفافه وتوحده لقتالنا، حتى يردونا عن ديننا إن استطاعوا، وصدق الله العظيم القائل: (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة: 36).
5- كسب مناصرين جدد لقضيتنا العادلة:
وضعت ملحمة «طوفان الأقصى» قضية فلسطين وحقوق الفلسطينيين على قمة القضايا في العالم، فعلم بها ملايين ممن كانوا لا يعلمون عنها شيئاً، وغيَّر كثيرون من المخدوعين وجهات نظرهم المغلوطة، وتحولوا لداعمين ومدافعين عن الحق وأهله، فقد عرت الملحمة العدو وأظهرته على حقيقته، فانصرف عنه جمهور كبير من المؤيدين له، وخصوصاً من الشباب.
فقد أظهرت نتائج استطلاع لشبكة «CNN» لتوجهات الأمريكيين وفق الشرائح العمرية أن الأعمار الشبابية (18 – 44 عاماً) ترفض الفعل العسكري «الإسرائيلي»، وأن التأييد للصهاينة قد انخفض إلى 27% بعد أن كان متجاوزاً لـ80% في السنوات السابقة.
6- كشف النفاق الغربي:
لم يكتف الغرب بالتعامي عن جرائم الاحتلال الصهيوني، ولكنه اخترع أكاذيب لتشويه المقاومة وللدفاع عن جرائم الاحتلال، فقد ردد الرئيس الأمريكي فرية قطع المقاومة لأربعين من رؤوس الرضع، من أجل تشويه المقاومة الطاهرة الملتزمة بشرع الله تبارك وتعالى في الحروب، ورددت وسائل الإعلام الأمريكية أكذوبة الكيان الصهيوني أن المقاومة هي التي قصفت ودمرت المستشفى المعمداني لغسل سمعة الاحتلال الصهيوني المعتدي.
7- كشف المنافقين العرب:
لم يستطع المرجفون والمنافقون إخفاء هلعهم ورعبهم، بل وحسرتهم على ما وقع للعدو من ألم، وكأنه وقع عليهم هم فولاؤهم له من دوننا، وطفقوا يسكبون دموع التماسيح على أطفال غزة الذين قتلتهم يد الغدر الصهيونية، محملين مسؤوليتهم للمجاهدين، لدرجة أن وزيرة عربية طالبت بإطلاق سراح جميع الأسرى لدى «حماس» التي اتهمتها الوزيرة بالإرهاب، مقابل وقف إطلاق النار!
8- توحيد كافة أطياف الأمة:
بعد عقود من حصر قضية المسلمين ومقدساتهم في أرض الرباط، حصرها في فلسطين فقط، والإلحاح على تسميتها النزاع الفلسطيني «الإسرائيلي»، عاد كل المسلمين في بلاد المسلمين وفي غير بلاد المسلمين ليحملوا هم القضية معاً، لا يتخلف عن ذلك إلا السفهاء والمنافقون.
9- التذكير بجهاد وأمجاد الأمة:
يربط المحللون والمفكرون التخطيط والتنفيذ العبقري لعملية «طوفان الأقصى» بعبقرية وأمجاد المجاهدين المسلمين التي أهيل عليها التراب، مثل عبقرية القائد عبدالكريم الخطابي، وعبد القادر الجزائري، وعمر المختار، وخطاب، وشامل باسييف، وغيرهم من القادة العظام الذين تربوا على مائدة الإسلام، وقد انضم المجاهد محمد الضيف ورفاقه ممن عرفناهم وممن لمن نعرفهم لهذه الثلة المباركة.
10- صفعة اقتصادية قاصمة:
قال تقرير نشر على موقع «الجزيرة»: إن خسائر الكيان الصهيوني 38 مليار دولار بسبب الحرب على غزة؛ متمثلة في التكلفة المباشرة للقتال والتعويضات المتوقعة والمساعدات المالية وفقدان إيرادات الدولة من منطقة غلاف غزة والمناطق المجاورة وغيرها، وهذه تكلفة باهظة أوقعها على دولة الاحتلال مجموعة صغيرة محاصرة أعدت لهم ما استطاعت من قوة فنصرهم الله.