بادئ ذي بدء فإن حديثي ليس موجهاً إلى دول أو جيوش أو أحزاب أو نقابات…. إلخ.
إنما هو حديث موجه للأفراد عموماً حيث نجد بعضاً منا يعيش تجاه ما يحدث في قطاع غزة في منطقة رمادية. وكما يقال: لا في العير ولا في النفير.
بل نجد بعضنا يتابع معركة “طوفان الأقصى” عبر شاشات التلفاز وكأنه يشاهد مباراة لكرة القدم أحد طرفيها فريق يعشقه ويؤازره، فيطير فرحاً لكل هجمة له ويتألم لكل هجمة مرتدة.
ينتظر نهاية المباراة بنافد الصبر بل يحبس أنفاسه منتظراً صافرة الحكم على أمل انتصار فريقه، وإذا النتيجة جاءت على خلاف ما يحب عاش في هم وغم.
هذا للأسف حال بعضنا تجاه ما يحدث في غزة العزة.
ولو سألت هؤلاء القوم عن دورهم الفعال تجاه ما يحدث في هذه المعركة لأجاب: ما في اليد حيلة.
لكن الواقع خلاف ذلك فكل فرد منا يستطيع أن يساهم في هذه المعركة بطرق مختلفة أذكر منها باختصار شديد:
١- المشاركة في المسيرات والمظاهرات التي قد تساهم بالضغط على مواقف الدول والرأي العام.
٢- التبرع بالمال ولو بشيء يسير وتسليمه لأهل الثقة.
٣- المشاركة بمواقع التواصل الاجتماعي بالتحريض على العدو ورفع معنويات أهلنا والرد على المتخاذلين والمرجفين، وإذا عجز قلمك فلا أقل نشر المساهمات الإيجابية المؤثرة لآخرين من أهل الاختصاص والمعرفة على نطاق واسع.
٤- الدعاء ولا عذر للتخلف عنه، فلا سلطان لأحد عليك للقيام بذلك ولكي يكون مقبولاً وناجعاً عد إلى الله وتب من الذنوب وتجنب المنكرات فإنما يتقبل الله من المتقين.
٥- نشر الوعي بأن معركتنا معركة بين حق و باطل بين الإسلام من جهة واليهود والصليبيين من جهة أخرى، وأن رحاها يدور بين كيان صهيو أمريكي وبين مجاهدين في سبيل الله.
٦- المشاركة في مقاطعة كافة سلع ومنتجات ومؤسسات وشركات ومطاعم التي تقف بجوار الأعداء.
٧- قف معارضاً لكل شكل من أشكال التطبيع فكل تطبيع يعد خرقاً لحصوننا ويؤدي لدمار وفساد كبير.
٨- ساهم في نشر ما أفرزته المعركة من حقائق مفجعة وجرائم مروعة لليهود وبمشاركة صليبية حاقدة وافضح إدعاء الغرب بالحرية والعدالة والمساواة وحقوق الإنسان، وأن كل ما يزعمونه كذب وافتراء وتزوير للحقائق ولواقعهم الإرهابي.
٩- الحذر كل الحذر من خذلان أهلنا في غزة فواجب نصرتهم فرض علينا والتخلف عن ذلك يعد مخالفة صريحة لنصوص الكتاب والسنة، وأن من يخذل مؤمناً خذله الله يوم القيامة، وأن واجب نصرتهم حسب طاقة كل فرد وموقعه، ومن الخيانة خذلانهم وعدم الوقوف بجانبهم في محنتهم.
١٠- الحرص كل الحرص على الاستمرار في نصرتهم ومؤازرتهم ولا ينبغي بسبب طول وقت المعركة وتكرار مشاهدة الدمار والموت أن يثبط ذلك من هممنا بل ينبغي أن يزيد في نصرتنا لهم ومساعدتهم.
١١- كل فرد منا له اهتمام واختصاص يختلف عن الآخر (الخطيب الشاعر الرسام الفنان المنشد المصور الصحفي…. الخ) لذلك فليساهم كل واحد منا حسب طاقته وقدراته وأن يسخر كافة إمكانياته وفقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث راأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع ).
تأمل رحمك الله نهاية الحديث يدل على شدة الإخلاص لمن ساهم في المعركة فالحارس والساقي ليسا كالفارس فكلاهما مغمور لا يلتفت إليهما بحيث لو شفع أحدهما لا يشفع له ولو استاأذن لا يؤذن له لكن أجرهما عند الله عظيم، كذلك من يؤازر ويناصر ويساهم في هذه المعركة فليكن مثله مثل الحارس أو الساقي كي يظفر بالطوبى الذي هو اسم للجنة وقيل شجرة فيها.
أسأل الله العلي العظيم أن يعيننا على تأدية واجبنا تجاه معركة “طوفان الأقصى” بكل ما نملك عسى الله أن يعذرنا يوم نلقاه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.