كاتب المدونة: عبدالعزيز مبارك (*)
لقد كانت معركة «طوفان الأقصى» المباركة بداية لعدوان «إسرائيلي» غاشم، الذي صبَّ جام غضبه كالعادة على الأطفال الرضع، والشيوخ الركع، والنساء.
لقد أثبت العدوان الصهيوني كم هو جيش لا يُتقن سوى قتل الأطفال والنساء.
هنا انكشفت حقيقة كثيرين ممن كانوا يتسترون بلباس زور، وسقطت أقنعتهم، وتبينت حقيقة إيمانهم بقيمهم ومبادئهم، زالت أقنعة كثير من الشيوخ والدعاة -وقد انكشفت أقنعتهم من قبل- الذين كانوا يدلون دلوهم بكل موضوع، وأفتوا في كل شيء، وصدعوا رؤوسنا بالخطب الرنانة، والممزوجة ببعض البكاء، ولكن لما كان «طوفان الأقصى»، ولما كان اليهود ينتهكون حرمات المسلمين، ويبيدون النساء والأطفال، هنا ابتلعوا ألسنتهم وكأنهم خشب مسندة!
تبينت حقيقة الغرب الذين صدعوا رؤوسنا بقيم الإنسانية وعدم انتهاك كرامة البشر، وكأن هؤلاء البشر هو الإنسان الغربي ذو العيون الزقاء، أو قل بالأحرى الإنسان المسيحي فقط! لقد رأينا كلنا كيف أقام الغرب العالم ولم يقعده، عندما بدأ الروس بحرب أوكرانيا، وكيف أن هذا العالم نفسه ساند المحتل في فلسطين، ولم يذرف له دمعة للنساء والأطفال الذين يبادون كل يوم في غزة، وكأن هؤلاء ليسوا سوى «حيوانات بشريه»، وفق وزير دفاع الاحتلال الصهيوني.
لقد أثبت الغرب للعالم كم هم سماسرة دماء في ثوب أنيق، وزي مدني بدل العسكري!
في قوانين الغرب ضربة «الإسرائيلي» دفاع عن النفس، وضربة الفلسطيني إرهاب يجب أن يُوقف! تنهمر الدموع على مجندات أسيرات في 7 أكتوبر، بينما صور النساء الفلسطينيات يُقتلن ويُهن، ويُركلن، ويُعتقلن على رؤوس الأشهاد.
في وسط الليل خرج الرئيس الأمريكي عابساً كالعادة، ومتجهماً مهاجماً ما سماه إرهاب المقاومة، متباكياً على صور أطفال قال: إنه رآها وهم يذبحون، وهو ما لم يجد زاعمه دليلاً إلى الآن، بينما يتعامى عن صور الأطفال والنساء الذين يبادون كل دقيقة في غزة!
لقد دفع الغرب ملياراته، وأرسل ترساناته الحربية إلى أوكرانيا، واعتُبِر الأوكرانيون أنهم مقاومون ومدافعون عن النفس، بينما الفلسطيني الذي لا حول له ولا قوة، يلفظ آخر أنفاسه ولا يجد طبيباً ولا مستشفى، يقصف الاحتلال كل مكان حتى المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، وللأسف هناك من هو منخدع بالغرب ونفاقه إلى الآن!
يسقط آلاف القتلى من المدنيين في غضون شهر، ولم ينبس العالم ببنت شفة، إنه العالم الذي صرخ مروعاً أمام فظاعات راوندا في تسعينيات القرن الماضي، وقال قولته الشهيرة: «!Never Again» (لن يحدث أبداً مرة أخرى)، يشاهد اليوم فظاعات غزة، ولم يقل شيئاً فضلاً عن فعل شيء!
بعد بذل الفلسطينيين أرواحهم الزكية ودماءهم الغالية لأجل قضيتهم الشريفة، يثير بعض المغفلين أسئلة الصبيان: لماذا تبدأ «حماس» الهجوم أولاً؟ لتحضر الإجابة بالجملة الشهيرة: «أنهوا الاحتلال ينتهي كل شيء»، فلا نامت أعين الجبناء!
____________________
(*) الصومال.