في ظل الأوضاع الإنسانية المأساوية التي تعيشها غزة جراء القصف المتواصل من قبل الاحتلال الصهيوني، تستمر نماء الخيرية بجمعية الإصلاح الاجتماعي في بذل جهود كبيرة لتقديم المساعدات وإغاثة الأهالي المتأثرين.
أعلن الرئيس التنفيذي لنماء الخيرية سعد مرزوق العتيبي أن الكويت ومنذ بدء الحرب في غزة، في أكتوبر الماضي، وهي تدعم الفلسطينيين بالمساعدات الإغاثية، فضلاً عن بذلها جهوداً دبلوماسية إقليمية ودولية لوقف الحرب.
وتابع العتيبي: نماء الخيرية أطلقت حملة إغاثية على مستويين؛ الأول: على موقعها الإلكتروني حيث استهدفت خلالها توفير الدواء والغذاء والكساء للمتضررين في غزة، والثاني: من خلال المشاركة في حملة التبرعات التي أطلقها عدد من الجمعيات الخيرية الكويتية، بالتعاون والتنسيق المسبقين بين وزارات الخارجية والإعلام والشؤون الاجتماعية، التي حققت ما يزيد على 3.262.140 ملايين دينار كويتي في غضون 5 أيام منذ إطلاقها.
كفالة أكثر من 100 أسرة و150 يتيماً لمدة عام
وأكد العتيبي، في تصريح له، حرص الكويت على دعم صمود الشعب الفلسطيني أمام ما يتعرض له من اعتداءات وحشية من قبل الكيان الصهيوني المعتدي على المدنيين، وتابع: في هذه اللحظات الحرجة، نجد أنفسنا ملتزمين بتقديم كل ما نستطيع لمساعدة أهلنا في غزة الذين يعيشون في ظروف إنسانية صعبة بسبب القصف المتواصل، مبيناً أن نماء الخيرية قامت باتخاذ إجراءات عاجلة لتقديم المساعدة والإغاثة الفورية للمتضررين، والتأكيد على دورها الإنساني في هذه اللحظات الصعبة.
وأوضح أن نماء الخيرية شاركت في الجسر الجوي الكويتي الذي تطلقه أكثر من 23 جمعية خيرية بالكويت، وذلك لإيصال المساعدات العاجلة لأهلنا في قطاع غزة
مشروع «التآخي»
فيما أعلنت نماء الخيرية عن مشروع «التآخي»؛ وهو مشروع استثنائي يعكس روح التكافل الإنساني بين الشعوب، ويجسد مبدأ الأخوة الإسلامية والتضامن الاجتماعي، مشيرة إلى أن هذا المشروع الذي نؤمن بأهميته الكبيرة يستند إلى قيم الدين الإسلامي والتاريخ الزاخر بالأمثلة على المؤاخاة والتكافل.
وقال رئيس قطاع الاتصال وتكنولوجيا المعلومات في نماء الخيرية عبدالعزيز الكندري: في ضوء المبدأ الإسلامي النبيل للأخوة والتآخي، نعلن عن مشروع تكافل بين الأسر الكويتية والأسر الفلسطينية، مبيناً أن الفكرة تهدف إلى توطيد العلاقات الإنسانية وتحقيق التضامن الاجتماعي بين شعبي الكويت وفلسطين.
وأكد الكندري أن القرآن الكريم يشجع على التكافل والإعانة، حيث يقول: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) (الحشر: 9)، ونجد أيضاً الأحاديث النبوية التي تحث على مساعدة الفقراء والمحتاجين وتعزز قيمة التكافل الاجتماعي.
توفير مولدات كهربائية لمراكز الإيواء والنازحين
وأضاف الكندري: نستلهم هذا المشروع من مبدأ الأخوة الإسلامية والتكافل الاجتماعي الذي دعت إليه القيم الإسلامية السامية، فنحن نعبر عن تضامننا ودعمنا للأسر الفلسطينية في هذه اللحظة الصعبة.
وأشار الكندري إلى أن السيرة النبوية نجد فيها نموذجاً رائعاً للمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة، فالمهاجرون تركوا أوطانهم من أجل الإيمان بالله ورسوله، واستقبلهم الأنصار بذراعين مفتوحتين وقلوب حانية، فنحن نسعى لأن نكون أنصاراً لهذه الأسر الفلسطينية ونقدم لهم الدعم والمساعدة.
وأوضح الكندري: مشروع «كفالة الأسر الفلسطينية» يتيح لكل أسرة كويتية المشاركة في هذا العمل الإنساني بكفالة أسرة فلسطينية، فهذا العمل ليس مجرد مساعدة مادية، بل تعبير عن التضامن والأخوة الحقيقية بين الشعوب.
ودعا الكندري المجتمع الكويتي الكريم لتبني هذه الفكرة والمشاركة في هذا المشروع النبيل، حيث يمكن لكل أسرة كويتية أن تكفل أسرة فلسطينية في حاجة ماسة، هذا العمل ليس مجرد مساعدة مادية، بل تعبير عن التضامن والأخوة الحقيقية بين الشعوب، كما ندعو أيضاً الجمعيات الخيرية في الكويت لإطلاق مشروع خاص بهذه الأسر المتضررة، وخاصة تلك الفئات الضعيفة التي ليس لها أي سند أو معيل في حياتها، حيث يمكن لهذه المشاريع أن تكون جسراً لتقديم المساعدة والدعم اللازم لهؤلاء الأشخاص، وتحسين جودة حياتهم ومستقبلهم.
معاً لأجل غزة
كما أطلقت نماء الخيرية حملة «معاً من أجل غزة»، وذلك في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها شعب غزة، وتهدف هذه الحملة إلى توفير الدعم الغذائي والصحي، وكذلك حليب الأطفال لتلبية الاحتياجات الأساسية للأسر في هذه الفترة الصعبة.
وفي هذا الصدد، قال رئيس قطاع الموارد المالية والتنمية في نماء الخيرية وليد البسام: إن هدف الحملة تقديم الطرود الغذائية للأسر المحتاجة في غزة، وتوفير الدعم الصحي الضروري للفئات الأكثر احتياجاً، وتأمين حليب الأطفال للأسر ذات الأطفال الصغار.
توزيع سلات غذائية وحقائب طبية على الأسر والمرضى
وأوضح البسام أن هدف الحملة، أيضاً، تقديم الدعم والرعاية للأطفال والأسر في غزة الذين يعانون تأثيرات القصف والأحداث الصادمة، حيث نسعى جاهدين لتوفير الطرود الغذائية والصحية وحليب الأطفال لتلبية احتياجاتهم الأساسية في هذه الفترة الصعبة.
وبدأت نماء الخيرية، منذ اللحظة الأولى للحرب، بتوزيع المساعدات الطبية والغذائية ومستلزمات الإيواء على المتضررين من القصف في غزة لدعم الأشقاء الفلسطينيين الذين يعانون أوضاعاً إنسانية مأساوية نتيجة عدوان الاحتلال «الإسرائيلي».
وقال مدير إدارة الإغاثة خالد الشامري: إن المساعدات اشتملت على 7000 طرد للإيواء، و5000 طرد غذائي وأدوية ومساعدات طبية على أكثر من 5000 مريض، و3000 لتر سولار لتشغيل المستشفيات المتوقفة جراء القصف المتواصل على الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة، بالإضافة إلى تزويد المخيمات بالمولدات الكهربائية.
وأكد الشامري حرص نماء الخيرية على الوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة ومساندتهم وتعزيز قدرتهم على مواجهة ظروفهم المأساوية الراهنة.
وأوضح أن نماء الخيرية تنسق وبشكل مباشر مع المكاتب الداخلية والمعتمدة والمسجلة على منظومة وزارة الخارجية الكويتية، مشيراً إلى أنه ووفقاً للتقارير الصادرة من الجمعيات الشريكة داخل قطاع غزة، فإن هناك نقصاً شديداً في المساعدات الطبية والغذائية، وأن المساعدات الموجودة في السوق المحلية على وشك النفاد.
ولفت إلى أنهم يواصلون توزيع المساعدات من خلال فريقهم في القطاع رغم الظروف الصعبة على الجميع هناك.
وبين الكندري أن تقديم الإغاثة العاجلة لأهلنا في غزة واجب ديني وأخلاقي وإنساني، خاصة مع تزايد حالات الجرحى ونقص الأدوية والمواد الطبية، وحاجة سكان القطاع الماسة إلى المواد الغذائية، والمستلزمات الضرورية.