ظهر عشرات المقاومين في «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أمس الأحد، في شوارع مدينة غزة شمال القطاع، الذي تعرض لدمار واسع لنحو شهر ونصف شهر من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.
وبثت «القسام» مشاهد مهيبة من تسليم الدفعة الثالثة من الأسرى الصهاينة في قطاع غزة ضمن التهدئة الإنسانية، أظهرت عرضاً عسكرياً لافتاً، وسط تهليل وترحيب سكان المدينة وإظهار دعم للمقاومة.
#فيديو | جانب من تسليم الدفعة الثالثة من المحتجزين الصهاينة في قطاع غزة ضمن التهدئة الإنسانية والإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/wMF6jAmCZn
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) November 26, 2023
وقالت الكتائب، في تصريح عبر قناتها على «تلجرام»: في إطار التهدئة الإنسانية وضمن المرحلة الثالثة للتبادل سلمنا للصليب الأحمر 13 محتجزاً صهيونياً و3 محتجزين تايلانديين وآخر روسياً.
رسائل مهمة
ويرى الناشط والمحلل الفلسطيني أدهم أبو سلمية أن «كتائب القسام» أرادت توصيل عدة رسائل للاحتلال عندما قررت تسليم الدفعة الثالثة من الأسرى لديها من مدينة غزة، التي قال نتنياهو منذ أسبوعين: إن جيشه أحكم السيطرة عليها!
وقال أبو سلمية: بعد أكثر من 50 يوماً من الدمار الكبير وجرائم الاحتلال في مناطق شمال غزة، هذه هي المقاومة تؤكد تماسكها وتحكمها بالميدان ومجريات المعركة من خلال التسليم في منطقة مدينة غزة.
ما هي الرسالة التي أرادت #كتائب_القسام توصيلها للاحتلال عندما قررت اليوم تسليم الدفعة الثالثة من الأسرى لديها من مدينة #غزة، نعم من مدينة غزة التي قال نتنياهو منذ أسبوعين أن جيشه أحكم السيطرة عليها..!!
كمراقب ومحلل أعتقد أن هناك جملة أسباب:
– بعد أكثر من 50 يوماً من الدمار…— أدهم أبو سلمية 🇵🇸 Adham Abu Selmiya (@adham922) November 26, 2023
وأشار إلى أن ظهور المقاومين رسالة جاءت لتؤكد أن غزة جغرافية واحدة الكلمة فيها للمقاومة، رداً على رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو الذي قام أمس بحركة استعراضية على أطراف الحدود في قطاع غزة.
ولفت إلى أن الرسالة الثالثة والرابعة تتمحور حول إدارة المعركة والتفاوض والميدان من قبل المقاومة بطريقة ذكية ومتماسكة، وتحمل رسائل سياسة وإعلامية بالغة، وتماسك الحاضنة الشعبية خلف المقاومة حيث التف الفلسطينيون يحيون رجال الكتائب وللمقاومة.
وأوضح الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري في تحليله لقناة «الجزيرة» أن «كتائب القسام» اختارت هذا المكان بمنتهى الذكاء لترسل رسائل مفادها أنها لا تزال تملك إرادتها وحرية اتخاذ القرار، كما أنها متماسكة على صعيد إدارة المعركة وكذلك تماسك قواتها.
وقال أستاذ العلوم السياسة في جامعة الكويت د. عبدالله الشايجي: بجرأة وشجاعة خرج مقاتلو «كتائب القسام» في ساحة فلسطين في قلب مدينة غزة، التي دمرها الصهاينة بوحشية، خرجوا بسلاحهم وملابسهم العسكرية وباستعراض عسكري في تحدٍّ واضح للصهاينة عند تسليم المحتجزين «الإسرائيليين» للصليب الأحمر في انتكاسة جديدة للصهاينة وأنصارهم.
🔴#فيديو/#حماس وكتائب القسام تستمر باستعراض مفاجآتها!!!
🔴🔴بجرأة وشجاعة خرج مقاتلو #كتائب_القسام في ساحة #فلسطين في قلب مدينة #غزة-التي دمرها الصهاينة بوحشية …
🔴🔴خرجوا بسلاحهم وملابسهم العسكرية وباستعراض عسكري وسط تهليل وترحيب سكان غزة وإظهار دعمهم للمقاومة…
🔴🔴في تحدي واضح… pic.twitter.com/yoKZoCM9L9— عبدالله الشايجي Prof (@docshayji) November 26, 2023
ووصف الكاتب الفلسطيني رضوان الأخرس مشهد تسليم مجاهدي «كتائب القسام» لأسرى الاحتلال وسط مدينة غزة مع حضور كبير للكتائب وهتاف الجماهير للمجاهدين، بأنه مشهد قوي وله دلالة مهمة، فقد كان الاحتلال يزعم بأن «حماس» فقدت السيطرة على المدينة ونزح الناس منها بالكامل.
وأكد الناشط المصري أحمد يحيى أن المقاومة تدير المعركة بنجاح غير مسبوق، وتدرك ماذا تفعل، وهي تعلم جيداً أن الكيان يتخبط.
توفيق أحمد من اليمن قال: تسليم «القسام» الأسرى لديه اليوم بعد 50 يوماً في قلب غزة وبسيارات المقاومين وبأسلحتهم رسالة في منتهى الذكاء، وتعني أنني ما زلت أمتلك إرادتي وأمتلك حرية القرار وما زلت قوياً ومتماسكاً.
وعلق حساب «غزة الروح» عبر منصة «إكس» على مشهد تسليم «القسام» لأسرى الاحتلال، قائلاً: رسالة لتثبت وجودها وأنها بألف سلامة والتواجد باستمرار في قلب مدينة غزة.
وأضاف الحساب أن عملية تسليم الأسرى عملية محفوفة بالأخطار وتحدٍّ كبير وجهد كبير، ورغم كل هذا المقاومة تنجح في إتمام عملية تسليم الأسرى، وتؤكد فشل الاستخبارات «الإسرائيلية» والأمريكية بفضل عون الله، وكذلك بفضل دهاء وذكاء المقاومة.
وقال الناشط اليمني عبدالله السنافي: صانع قرار خروج المجاهدين بالأسرى وسط غزة بهذا الشكل بعد 48 يوماً من الحرب المجنونة، صاحب عقلية رائعة، لعدة أهداف، أبرزها رفع معنويات الصامدين شمال غزة وغزة، والتأكيد على أن المقاومة بخير، ونسف أكاذيب وتصريحات القادة الصهاينة، وأن القضاء على «حماس» مجرد حلم.
ولفت الناشط الفلسطيني خالد صافي إلى مدى قدرة «القسام» على تسليم أسرى الاحتلال في وضح النهار بوسط غزة، واستمرار تبادل التحايا بين المقاومين والأسرى لهدم كل ما بناه نتنياهو وما رسمه الرئيس الأمريكي بايدن من صورة نمطية سلبية عن المقاومة ورجالها.