بعد نحو شهرين على حرب الإبادة الجماعية في غزة، تتعالى أصوات الفنانين والمشاهير، في دول عربية وغربية؛ من أجل وقف الهجوم «الإسرائيلي» الوحشي على المدنيين الفلسطينيين، وسط مطالبات شعبية بإنتاج أفلام درامية وسينمائية لفضح جرائم الاحتلال، ومقاطعة الأعمال الفنية التي تروج للتطبيع، والتبرع بالمال لإغاثة الشعب الفلسطيني.
المخرج السينمائي مروان مفرق طالب، خلال حديثه لـ«المجتمع»، الفنانين وصناع الدراما والسينما بإنتاج العديد من الأعمال الفنية التي تجسد بطولات المقاومة، وتبرز صمود المواطن الفلسطيني في مواجهة آلة صهيونية جبارة.
وشدد مفرق على ضرورة توثيق مشاهد القتل والقصف والتفجير للمدارس والمستشفيات والأبراج السكنية، مؤكداً أن هذه المشاهد لا يمكن لأي فنان أو كاتب دراما أن يغفل عنها، أو لا يتفاعل معها لإنتاجها وتصويرها وإعادة عرضها في قالب فني مؤثر.
بينما ذهب الفنان المصري أحمد حلمي إلى منحى آخر، مطالباً بتقديم الدعم المالي والإنساني للفلسطينيين، عبر التبرع لغزة.
وقال حلمي عبر «فيسبوك»: «إن المشاهد في غزة مرعبة، أطفال بالمئات قتلوا وأصيبوا بحروق وجروح وفقدوا أطرافاً، أمهات وآباء مكلومون، وأطفال مات إخوتهم وأهاليهم أمامهم، وهدمت بيوتهم فوقهم، مافيش أمان، مافيش غذاء، ومافيش مياه، ولا أدوية ولا وقود ولا كهرباء، لكن في حق ليهم في الحياة وحق علينا نساعدهم، تبرعوا لأطفال غزة».
نفس الاتجاه ذهب إليه الفنان المصري حمادة هلال، قائلاً، عبر حسابه بموقع «إنستجرام»: «نداء إلى كل المصريين، أغيثوا غزة المحاصرة، تبرع الآن لنجدة أهالينا في غزة الوقت محدود جداً فبادر بزكاتك وصدقاتك وتبرعاتك».
بينما أعلن عدد من الفنانين التبرع بأجورهم لغزة، من أبرزهم المغني محمد حماقي الذي أعلن عن التبرع بكل أرباح حفلاته لصالح فلسطين، وكذلك قرر المغني المصري محمد ثروت التبرع بكافة أرباح حفلاته لأطفال غزة.
صور تضامنية
أشكال التضامن من قبل الفنانين العرب أخذت صوراً عدة، منها ما فعله النجم العراقي ماجد المهندس، من خلال إلغاء حفله الغنائي الذي كان من المقرر إحياؤه بدولة الكويت؛ تضامنًا مع الشعب الفلسطيني الشقيق.
وقام الفنان الكويتي محمد الحملي بإبراز شكل جديد للتضامن، خلال عروض مسرحيتَي «آخر يوم في حياتي»، و«القطاوة»، عبر ظهوره وباقي فريق العمل من الممثلين وهم يرتدون الشال الفلسطيني.
وعبر لوحات «أنا دمي فلسطيني»، قام الرسام السعودي حكيم بامهير بإظهار دعمه للقضية الفلسطينية من خلال رسمه للوحات تعبر عن قوة غزة وصمود المقاومة وبسالة المجاهدين هناك.
ويبقى التضامن الأشهر في الحرب الأخيرة على غزة من نصيب الممثل المصري محمد سلام، الذي فاجأ الجميع برفضه السفر إلى موسم الرياض لعرض مسرحية «زواج اصطناعي»، التي كان أحد أبطالها، مبرراً ذلك، في مقطع مصور، نشره عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً: «أنا مش متخيل إني هروح أعمل مسرحية وأهزر وأرقص وإخواتنا في فلسطين عمالين يتقتلوا ويدبحوا ومفيش حاجة بتحصلهم».
وفي الأردن، أعلنت جمعية أصدقاء مهرجانات الأردن تأجيل حفل الفرقة الغنائية المصرية كاريوكي، وألغت الفنانة التونسية غالية بن علي حفلها في تونس، وكذلك فعل المغني الإماراتي حسين الجسمي، والفنانة العراقية رحمة رياض.
وفي شكل تضامني آخر، أصدر عدد من المغنيين أغاني جديدة للتضامن مع غزة، لعل أشهرها أوبريت «راجعين» الذي شارك فيه 25 مغنياً من دول عربية عدة للتضامن مع غزة، حيث شارك فيه مغنيون من فلسطين والأردن والكويت والسودان وليبيا والمغرب وتونس والإمارات واليمن والسعودية ومصر، وحصد ملايين المشاهدات خلال أيام قليلة من طرحه على منصة «يوتيوب».
كذلك أصدر فنانون بشكل منفرد أغاني للتضامن مع غزة، منهم أحمد سعد الذي طرح أغنية «غصن الزيتون» التي حذفها «يوتيوب» بعد ساعات بحجة أنها تتضمن مقاطع عنف.
أيضاً طرحت المغنية الأردنية ديانا كرزون أغنية «الشعب البطل»، وأعاد المغني الكويتي نبيل شعيل غناء أغنية «شدو بعضكم يا أهل فلسطين»، طرح المغني المصري علي الحجار أغنية «من فوقنا من سابع سما» دعماً لفلسطين.
رفض غربي
وكان 93 فنانًا وشخصية فرنسية وقعوا عريضة تدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وناشدوا الحكومات الغربية، بوقف تسليح الجيش «الإسرائيلي»؛ بسبب ارتكابه جرائم حرب ضد الإنسانية.
وبعث نحو 60 فناناً في هوليوود، من أبرزهم الكوميدي جون ستيوارت، والممثل الحائز على جائزة الأوسكار خواكين فينيكس، رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، طالبوه خلالها بالضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة.
وتواصل المغنية الأمريكية كيلاني آشلي باريش الشهيرة بكيلاني، وضع صورتها الرئيسة علم فلسطين، ومشاركة فيديوهات وصور تكشف عن حجم ما يرتكب ضد أطفال غزة من انتهاكات «إسرائيلية».
ودعا أكثر من ألفي فنان بريطاني في رسالة وقعوا عليها في المنصة المخصصة تحت عنوان «فنانون لأجل فلسطين» (artistsforpalestine)، إلى وقف فوري للعدوان «الإسرائيلي» المتواصل على قطاع غزة، متهمين حكومة بلادهم بالتورط في تلك الجريمة.
ومن بين الموقعين على العريضة تيلدا سوينتون، وتشارلز دانس، وستيف كوجان، وميريام مارجوليس، وبيتر مولان، وماكسين بيك، فرانكي بويل، وجوزي لونج، وعدد كبير من المؤلفين والمخرجين والمنتجين.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال «الإسرائيلي» حرباً مدمرة على غزة، مدعومة من قبل الولايات المتحدة، خلفت أكثر من 16 ألف شهيد نحو نصفهم من الأطفال، فضلاً عن أكثر من 35 ألف جريح غالبيتهم من الأطفال والنساء.