لم يعد للحياة طعم لدى الطفلة شام الطويل (7 أعوام) بعدما فقدت أغلى ما تملك (والدتها ووالدها وشقيقتها) في قصف طائرات الاحتلال «الإسرائيلي» منزل عائلتها في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
الطفلة الطويل كانت نائمة بين أحضان والدتها ليلة الجمعة (24 نوفمبر 2023م)، إذ تحاول والدتها ككل الأمهات الفلسطينيات تهدئة أطفالهم من صوت القصف «الإسرائيلي» الفتاك والتخفيف من حدة الخوف والرعب التي سيطرت على أطفال قطاع غزة.
فقد تحولت حياة أطفال قطاع غزة، كما تقول عمة الطفلة شام، إلى كابوس مرعب بسبب أصوات القصف ومشاهد الدمار والشهداء والجرحى، فلم يعد مكان آمن في القطاع يحمي الأطفال والنساء من عنجهية وهمجية الاحتلال «الإسرائيلي».
فلم تلعب الطفلة شام في تلك الليلة كغيرها من أطفال العالم الذين ينعمون بالأمن والأمان، بل انقلبت حياتها رأسًا على عقب، ففي منتصف الليل وأثناء نومها في أحضان والدتها دوى انفجار ضخم في المنزل.
تسبب الانفجار الكبير بتدمير الجدران، وبعد لحظات قليلة تبين أنه صاروخ «إسرائيلي» أطلق من طائرة حربية من نوع «إف 16» ليسقط ركام المنزل فوق رؤوس ساكنيه، الأمر الذي أدى إلى سقوط عدد كبير بين شهيد وجريح.
وتمكن جيران المنزل من إنقاذ العائلة من بينهم الطفلة شام، لكن الفاجعة كانت صادمة بشكل كبير عندما أُعلن عن استشهاد والد ووالدة وشقيقة شام، لتبقى الطفلة وحيدة تصارع الحياة.
ورغم إنقاذها؛ فإن الطفلة شام خرجت من تحت الأنقاض مصابة بحروق عميقة في جميع أنحاء جسدها؛ إذ تقول عمتها التي تقدم لها الرعاية الكاملة في المستشفى: الأطباء وصفوا إصابة شام بالمتوسطة بسبب الحروق التي أصابت جميع أنحاء جسدها، مشيرة إلى أن الحروق عميقة وهي من الدرجة الثالثة والرابعة.
منذ أن مكثت الطفلة الشام داخل قسم الاستقبال في المستشفى وهي تصرخ بشدة من الألم الذي ينخر جميع أنحاء جسدها، تقول عمتها: في كل لحظة تصرخ شام وتبكي من الألم، لكنها تؤلم قلوبنا عندما تقول: «بدي أروح على البيت، نفسي أشوف إمي وأبي، بدي ألعب وأرسم زي كل أطفال العالم».
وأمام المشهد المؤلم للطفلة شام طالبت عمتها أن تتدخل جهات الاختصاص لنقلها إلى الخارج بهدف تقديم العلاج المناسب لها في ظل انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة بسبب العدوان الصهيوني المستمر، مبينة أن الطفلة بحاجة ماسة لعمليات جراحية وتجميلية بعد الحروق التي شوهت جسدها.
وبلغ عدد الشهداء منذ بداية العدوان 15899 شهيداً، وإصابة 42 ألف شخص؛ 70% منهم أطفال ونساء، وأكثر من 7500 مفقود إما تحت الأنقاض أو أن مصيرهم ما زال مجهولاً.