لم يدر في مخيلة الاحتلال “الإسرائيلي” أن شبح القائد القسامي “عدنان الغول”، سيلاحقه مجددا، عبر بندقية قنص متطورة تحمل اسم “غول”، أثبتت فاعلية كبيرة في الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر الماضي في قطاع غزة.
واستخدمت البندقية طراز “غول” في قنص عشرات الجنود الصهاينة، حيث قنصت 6 جنود في منطقة الزنة، وفي عملية أخرى شرق خان يونس، قنصت 9 جنود “إسرائيليين”، وفق بيانات القسام.
ويعتبر “عدنان الغول” المولود في مخيم الشاطئ في غزة 24 يوليو عام 1958م، من قياديي ومؤسسي كتائب القسام، وكان من مساعدي مهندس العمليات الاستشهادية، الراحل “يحيى عياش”.
تمكن “الغول” الذي درس الهندسة في الخارج من تصنيع القنابل والصواريخ والقذائف محلياً، واتهمته “إسرائيل” بتصنيع صواريخ القسام التي يطلقها الفلسطينيون من قطاع غزة على مستوطنات الاحتلال، لذا أُطلق عليه لقب “أبو صواريخ القسام”.
ونجح “الغول” إلى جانب “عياش” في تخريج دفعة من مهندسي السلاح في المقاومة، وتطوير الصناعات العسكرية المحلية، بداية من إنتاج أول صاعق تفجير ثم أول قنبلة، وقذيفة مضادة للمدرعات، وأول مدفع للمقاومة.
لاحقاً، تطور الأمر لإنتاج صاروخ القسام في أكتوبر 2001م، ثم إنتاج عدة طرازات من قواذف الدروع هي “البنا، البدر، البتار”، وأخيراً “الياسين” الذي تستعمله المقاومة الفلسطينية اليوم لصد التوغلات البرية “الإسرائيلية” في غزة.
ونجح “الغول” ورفاقه في إنتاج روبوت آلي لكشف الألغام، كما بدأ في مشروع لتصنيع مضادات الطيران وآخر لتصنيع الطائرات الشراعية، لكن لم يمهله القدر ليشاهد استعمال منظومته التسليحية في عملية طوفان الأقصى، التي زلزلت أركان الاحتلال، 7 أكتوبر الماضي.
تعرض “الغول” لتسع محاولات فاشلة لاغتياله؛ نظراً لأهمية دوره في تسليح المقاومة، إلى أن نجحت طائرات الاحتلال في استهداف سيارة كان يستقلها في 21 أكتوبر 2004م.
وفق “سي إن إن” الأمريكية، تعد بندقية “غول” من أقوى بنادق القنص بالعالم، ومِن أهم سماتها، أنها تستخدم قذائف وذخيرة من عيار 14.5 ملم، وهي من أطول بنادق القنص في العالم، ويصل مداها القاتل إلى نحو 2 كيلومتر، ليظل “الغول” شبحا يطارد الاحتلال حياً وميتاً.