تعود قصة الجنرال «القسامي» عماد عقل إلى تسعينيات القرن الماضي، حيث كان المطلوب الأول لدى جيش الاحتلال «الإسرائيلي»، بعدما قتل 14 صهيونياً في سلسلة من العمليات البطولية التي رفعت شعار «المسافة صفر».
ولد عقل في 19 يونيو 1971م، في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة، وعندما بلغ السابعة عشرة من عمره، اعتقله الاحتلال عام 1988م لمدة سنة ونصف سنة بتهمة الانتماء لحركة «حماس».
في عام 1990م اتجه عقل إلى العمل المسلح في صفوف «كتائب القسام»، ثم أصبح المسؤول عن التواصل بين قادة الكتائب ومجموعة الشهداء، وهي المجموعة الأولى لـ«كتائب القسام» شمالي القطاع، التي نفذت عملية استهداف موكب قائد شرطة الاحتلال في قطاع غزة الجنرال يوسيف آفنيبجد، في مايو 1992م، من المسافة صفر.
نجح عقل في تعزيز المقاومة بالضفة الغربية المحتلة، من خلال تكوين خلايا عسكرية تابعة لـ«كتائب القسام» في مدينة الخليل، ليؤسس مرحلة جديدة من هجمات المسافة صفر.
في أكتوبر عام 1992م، أطلق النار على سيارة عسكرية في الخليل تقل ضابطة و3 جنود أدت إلى إصابتهم بجروح خطيرة.
وبعد مرور 4 أيام على هذه العملية، هاجم عقل ومجموعته معسكراً لجيش الاحتلال بالقرب من الحرم الإبراهيمي؛ ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة آخر.
وفي 7 ديسمبر 1992م، نفذ عقل عملية إطلاق نار على حاجز لقوات الاحتلال قرب مفترق الشجاعية شرق غزة؛ ما أدى إلى مقتل 3 جنود بينهم ضابط كبير.
وبعد أكثر من شهر، نفذ عقل ورفاقه هجوماً، في 20 مارس 1993م، استهدف قوة للاحتلال في منطقة السودانية شمال غزة، قتل فيها 3 جنود.
وفي 12 سبتمبر 1993م، كان العالم على موعد مع أول عملية مصورة تنفذها «القسام»، وتظهر صور 3 من جنود الاحتلال مضرجين بدمائهم، واشتهرت بعملية «مسجد مصعب بن عمير».
وإزاء تصاعد هجمات عقل، جنَّد الاحتلال كل إمكاناته للنيل منه، وهو ما حدث في 24 نوفمبر 1993م، حيث حاصرت قوة عسكرية «إسرائيلية» منزلاً بحي الشجاعية في مدينة غزة كان يختبئ فيه فقتلته مع أحد مساعديه، ليرتقي شهيداً إلى السماء.
الجنرال الذي أرَّق مضاجع الاحتلال «الإسرائيلي»، لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره، إلا أن التاريخ خلَّده كبطل من أبطال «القسام» الذين زلزلوا الكيان الغاصب، وحققوا نقلة نوعية في مسيرة المقاومة الفلسطينية.