كان حدث وفاة الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، طيَّب الله ثراه، مؤلماً على الشعب الكويتي، وجميع شعوب المنطقة العربية والإسلامية؛ لما له من سيرة عطرة طوال حياته عموماً، وما كان في فترة حكمه القصيرة في مدتها (3 سنوات)، ولكنها كبيرة في أحداثها وإنجازاتها.
فعند قراءة كتاب من مترجمات د. حمد العيسى، أظهر ورقة ذكر فيها صعود الشيخ نواف الأحمد لمنصب ولي العهد، وكيف كان هذا الأمر بقبول واسع في مجالس الأسرة الحاكمة، وعموم الشعب الكويتي؛ لما يتمتع به من حسن السيرة والسلوك المقدّر، وحرصه عن الواجبات الشرعية والمحافِظة.
والجدير بالذكر عند الحديث عن الشيخ نواف، يرحمه الله تعالى، يحتم علينا أن نذكر أهم الأشياء التي تشكلت في الصورة الذهنية عند الناس عنه، وخاصة أثناء حكمه، ومنها:
المحافظة على الصلوات، والمداومة على قراءة القرآن، وعمارة المساجد بشكل دائم.
تواضع الشخصية في تعاملها مع الناس وأسلوب الحديث معهم، وظهر ذلك خلال التواجد في صفوف الصلاة المتأخرة مع الناس والحضور للمناسبات الدينية والاجتماعية من غير حراسة.
قلة الاحتدام السياسي بين الشعب والسلطة، ومن ذلك عدم التدخل في قرارات مجلس الأمة الأساسية، وأهمها التصويت على رئاسة المجلس التي كانت محل صراع كبير بين النواب والحكومة لسنوات طويلة.
وعطفاً على النقطة السابقة، تكللت الجهود في زمن الحكمة بالعفو عن أصحاب القضايا من مختلف التوجهات من غير شروط مجحفة.
وكذلك الاهتمام بقضايا المسلمين، ولعل الموقف الأخير من قضية فلسطين له أهمية مع التوجهات المختلفة نحو القضية الأبرز للمسلمين والعرب.
رحمه الله رحمة واسعة، وغفر له، وأدخله الفردوس الأعلى من الجنة.