هذا النشاط العسكري الحوثي المكثف عند باب المندب والمصحوب بدعاية حوثية وإيرانية مكثفة تزعم أنهم سيواصلون إغلاق مضيق باب المندب الإستراتيجي على السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني حتى وقف الحرب على غزة وفك الحصار عنها.. كلام فيه نظر:
1- البوارج الحربية الأمريكية موجودة عند باب المندب منذ سنوات حين كان القراصنة الصوماليون يسيطرون على المنطقة، فلماذا لم تتحرك تلك البوارج لكبح وطرد الحوثيين وتطهير المنطقة كما فعلت مع القراصنة الصوماليين؟!
2- يبدو أن في الأمر لعبة استعمارية أمريكية يتم من خلالها استخدام الحوثيين لتفجير الوضع الأمني في المضيق وتهديد الملاحة الدولية وحركة السفن والتجارة العالمية، ويكون ذلك سبباً وجيهاً لتتحرك البحرية الأمريكية وتحالف الدول الغربية للسيطرة على باب المندب واحتلاله إلى أجل غير مسمى؛ وبذلك يتحول مضيق باب المندب الإستراتيجي من ممر يمني إلى مستعمرة أمريكية بامتياز.
3- من أهداف هذه اللعبة ابتزاز حركة التجارة البحرية العالمية خاصة ناقلات النفط بدفع تكاليف باهظة من دول تصدير النفط بالذات نظير تأمين حركتها وتسهيل تجارتها.
باختصار سيتحول مضيق باب المندب إلى قاعدة عسكرية أمريكية تسيطر على حركة الملاحة في البحر الأحمر والوضع في المنطقة بصفة عامة.
مهلاً.. يبدو أن هناك تنسيقاً خفياً بين الأمريكيين والحلف الشيعي في المنطقة، فالأمريكيون هم من مكّن للشيعة من حكم العراق بعد إسقاط صدام واحتلاله، وهم يدعمون حكمهم في اليمن وسورية.
كما أن السفير الأمريكي في اليمن هو آخر سفير أجنبي يخرج من صنعاء، وقد خرج في حراسة الحوثيين، كما أن السفارة الأمريكية ما زالت محمية من الحوثيين حتى اليوم، ثم يضحكون على الرأي العام بهتاف «الموت لأمريكا»!
أخشى أننا نتعرض لخدعة كبرى وخبيثة من إيران وحلفائها وبتنسيق أمريكي.. خدعة ظاهرها دعم المقاومة وباطنها مزيد من التمكين لهذا الحلف في المنطقة برعاية أمريكية.
_____________________________________
(*) مدير تحرير «المجتمع» الكويتية، و«الشعب» المصرية-سابقاً.