«رجل الظَّل»، «رجل الأفعال وليس الأقوال»، «وريث الجعبري».. كثيرة هي الكنايات التي أُطلقت على مروان عيسى، نائب القائد العام لـ«كتائب الشهيد عز الدين القسام»، واليد اليمنى لمحمد الضيف، وعضو المكتب السياسي لحركة «حماس».
وشكلت جهوده في تطوير الجهاز العسكري لحركة «حماس» تهديدًا حقيقيًا لأمن واستقرار «إسرائيل»؛ ما جعله أحد أبرز المطلوبين لديها.
وازداد الاهتمام بشخصية عيسى عقب عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها المقاومة في 7 أكتوبر 2023ن، التي تميزت باقتحام رجال المقاومة للمستوطنات وأسر مئات الجنود والمستوطنين بهدف مبادلتهم بأسرى فلسطينيين.
من هو مروان عيسى؟
ولد مروان عبدالكريم عيسى عام 1965م في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، فنشأ حاملاً على عاتقه حلم العودة إلى القرية التي هُجّر منها أهله في بيت طيما بمدينة المجدل إبان النكبة عام 1948م.
انتمى عيسى إلى جماعة الإخوان المسلمين في شبابه، وأسهم في تنفيذ أنشطتها الدعوية والاجتماعية والتنظيمية، وتميّز بين أقرانه ببنيته القوية، فقد كان شابّاً رياضيّاً بارعاً في كرة السلة، حتى لُقب بـ«كوماندوز فلسطين».
اُعتقل عيسى الذي يُكنى بأبي البراء في سجون الاحتلال لأول مرة خلال الانتفاضة الأولى (1987م) لمدّة 5 سنوات بتهمة انضمامه لحركة «حماس».
كما سُجن عيسى في سجون السلطة الفلسطينية لمدة 4 سنوات، وأفرج عنه مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000م.
وانضم إلى الجناح العسكري لحركة «حماس» عن طريق الشهيد د. إبراهيم المقادمة، أحد أبرز مؤسسي حركة «حماس»، إذ أدى دورًا محوريًا في انتفاضة الأقصى عام 2000، فقد شارك مع مؤسس «كتائب القسام» الشهيد صلاح شحادة بتحويل الكتائب من خلايا نصف عسكرية، إلى كتائب ووحدات وألوية طبقاً لهرم عسكري واضح.
وترك عيسى بصمته العسكرية في عملياته داخل المستوطنات «الإسرائيلية» المحاذية لقطاع غزة، ومنذ الانتفاضة صنفت «إسرائيل» عيسى كأحد أخطر المطلوبين لديها، وقالت عنه: «رجل الأفعال وليس الأقوال، ذكي جداً إذ يمكنه تحويل بلاستيك إلى معدن»!
وبقي عيسى مجهولاً حتى أُعلن عنه رسمياً ضمن أسماء قادة الصف الأول من «كتائب القسام»، في البيان الذي نشرته، في سبتمبر 2005م، قبل 10 أيام من الانسحاب «الإسرائيلي» من غزة.
وحاول الاحتلال اغتياله خلال اجتماع هيئة أركان «كتائب القسام» عام 2006م، لكنه خرج منها مصاباً ولم يتحقق هدف الاحتلال في تصفيته.
وأدى عيسى دوراً أساسيًا في صفقة جلعاد شاليط، حيث يزعم الاحتلال أنه زاره أكثر من مرة خلال احتجازه في غزة، وزعم إعلام الاحتلال بأن عيسى يتكلم العبرية بطلاقة.
وفي عام 2011م، ظهر عيسى في صورة جماعية التقطت خلال استقبال الأسرى المفرج عنهم في صفقة «وفاء الأحرار» مقابل الجندي «الإسرائيلي» شاليط.
وقاد عيسى عمليات «كتائب القسام» بعد اغتيال أحمد الجعبري، وبدأ يخطط لاقتحام المستوطنات المحاذية للقطاع؛ إذ أثبتت المعارك التي خاضتها المقاومة منذ حرب عام 2012 وصولًا إلى حروب 2014 و2021 و2023م، بصمة عيسى الذي اهتم بتأسيس القوات البرية والاستخباراتية والتقنية للمقاومة، إضافة للتخطيط المنظم والمحكم، والاهتمام الخاص باقتحام المستوطنات والمقرات الأمنية.
وفي معركة «طوفان الأقصى» ظهرت إستراتيجياته ومنهجيته في توجيه القوات الخاصة و«الكوماندوز» براً وبحراً، حيث اخترقت السياج الحدودي مع غزة واقتحمت المستوطنات في الغلاف بعمق وصل 40 كيلومتراً.
وخاض عيسى تجربته السياسية عندما انتخب عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» عام 2017م، وأعيد انتخابه عام 2021م، ويُعد حلقة الوصل بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية.
وفي نوفمبر الماضي، خرج يورام كوهين، رئيس «الشاباك» السابق، مطالبًا بقتل قادة حركة «حماس» قائلًا: «من الضروري تصفية هؤلاء المسؤولين الثلاثة الكبار على الأقل: مروان عيسى، محمد الضيف، يحيى السنوار»، وفقًا لموقع «القناة الإخبارية السابعة العبرية».
_____________________
1- موقع «فلسطين الآن».
2- موقع «الرسالة نت».
3- موقع صحيفة «فلسطين».
4- موقع «الجزيرة نت».