«اللي بيجرب المجرب عقله مخرب»، تمسك غالبية النازحين من شمال ومدينة غزة بهذه المقولة تزامنًا مع الحديث عن اقتراب عودة المفاوضات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال «الإسرائيلي» بوساطة مصرية وقطرية؛ للإفراج عن أسرى من جنود الاحتلال مقابل هدنة إنسانية أو انسحاب جزئي من بعض المناطق التي سيطر عليها جيش الاحتلال.
موقف غالبية النازحين جنوب قطاع غزة يأتي مؤيدًا ومتوافقًا تمامًا مع موقف قيادة المقاومة الفلسطينية سواء حركتي «حماس» أو «الجهاد الإسلامي» اللتين ترفضان بالمطلق العودة إلى التفاوض دون وقف كامل لإطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال من داخل القطاع.
وكانت القناة «12» العبرية نقلت عن مسؤول «إسرائيلي»، لم تسميه، قوله: «نحن في مرحلة الانتظار استعدادًا لأيام حسم بخصوص صفقة تبادل جديدة مع الفلسطينيين»، أما صحيفة «هاآرتس» العبرية فقد نقلت عن مصادر في محادثات وقف إطلاق النار أن الخلافات بين «إسرائيل» والفلسطينيين كبيرة؛ لكن المحادثات لم تصل إلى طريق مسدود.
تمسك بموقف المقاومة
وأمام هذه الأنباء الواردة عن وسائل إعلام الاحتلال، فإن غالبية النازحين يرفضون بشكل قاطع العودة إلى هدنة إنسانية مقابل الإفراج عن جنود «إسرائيليين»، مؤكدين تمسكهم بوقف كامل لإطلاق النار والعودة إلى بيوتهم التي نزحوا منها شمال ومدينة غزة.
في إحدى مدارس مدينة دير البلح التي تضم آلاف النازحين، يجلس زياد سليمان أمام خيمته إذ يوقد ناراً داخل صندوق صغير يُمسك بيده اليمنى هاتفه النقال ويجتمع حوله عدد من أبناء عائلته ليستمعوا إلى نشرات الأخبار عبر الإذاعات المختلفة سواءً المحلية أو «الإسرائيلية» أو الإقليمية؛ ليحصلوا على المعلومات أولًا بأول.
يقول سليمان لـ«المجتمع»: في الهدنة الإنسانية الماضية شعرنا بالغدر من الاحتلال «الإسرائيلي»، كنا نتوقع بأن تهدأ الأمور وتتجه صوب مفاوضات شاملة لوقف إطلاق النار؛ لكن ما حدث هو تمدد الحرب واتساعها في محاور قتال جديدة في قطاع غزة.
وأوضح بأن جميع النازحين الذين يقابلهم في المدرسة يرفضون العودة للمفاوضات بهدف الحصول على هدنة إنسانية ثم العودة للحرب مرة أخرى، مشيرًا إلى أن الجميع الآن يؤيد موقف المقاومة برفض تسليم أي جندي «إسرائيلي» إلا بعد وقف كامل وشامل لإطلاق النار.
ومن إحدى المدارس في دير البلح إلى مستشفى شهداء الأقصى الذي يضم آلاف النازحين، تجلس عائلة الدحدوح أمام خيمتها ترصد الأخبار السياسية والميدانية الواردة من الصحفيين.
يقول لؤي لـ«المجتمع»: نترقب عن كثب كافة الأخبار الواردة ونتمنى أن يتوفق قادة المقاومة بإجبار الاحتلال على وقف إطلاق النار بشكل كامل مقابل صفقة تبادل أسرى.
ويريد لؤي العودة إلى منزله في حي الزيتون غرب مدينة غزة بعدما نزح اضطراريًا جراء القصف العنيف الذي استهدف منطقته قائلًا: نريد العودة لمنازلنا، لا نريد وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار، نريد إنهاء الحرب بشروط المقاومة.