منذ حرب الإبادة الشاملة على غزة في 7 أكتوبر الماضي، تواصل «إسرائيل» السلطة القائمة بالاحتلال قتل شهود الحقيقة في القطاع، وفي آخر إحصائية نشرها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن ارتفاع حصيلة الشهداء الصحفيين إلى 109.
وكان أحدث ضحايا القصف الصهيوني الصحفي حمزة نجل مراسل قناة «الجزيرة» وائل الدحدوح، والصحفي الشهيد مصطفى ثريا، حيث استشهدا بقصف الاحتلال لسيارة كانا يستقلانها خلال عملهما الصحفي شمال مدينة رفح.
◾الصحفي وائل الدحدوح يلقي نظرة الوداع على نجله الصحفي حمزة الدحدوح الذي ارتقى قبل قليل بعد قصف مركبته في رفح pic.twitter.com/BlkEDPO4D7
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) January 7, 2024
إرهاب وثَنْي عن نقل الحقيقة
وندد المكتب بجريمة اغتيال الصحفيين حمزة وائل الدحدوح ومصطفى ثريا، وقال: إن هذه الجرائم المتواصلة التي يرتكبها جيش الاحتلال «الإسرائيلي» بحق الصحفيين تهدف إلى ترهيبهم ومحاولة فاشلة لطمس الحقيقة ومنعهم من التغطية الإعلامية.
ودعا المكتب الإعلامي كل الاتحادات الصحفية والهيئات الإعلامية والحقوقية والقانونية إلى إدانة هذه الجريمة والتنديد بتكرارها من قبل الاحتلال، والضغط عليه لوقف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فإن صحفياً واحداً على الأقل يُقتل على أيدي قوات الاحتلال كل يوم في فلسطين ولبنان منذ بداية الحرب في أكتوبر الماضي، مشيراً إلى أن الصحفيين الفلسطينيين نجحوا في فضح جرائم الاحتلال وأوصلوا الرواية الفلسطينية وهزموا السردية «الإسرائيلية».
وتقول منظمة «مراسلون بلا حدود»، بعد تحقيقاتها: إن القوات «الإسرائيلية» تتعمد استهداف الصحفيين رغم وضعهم إشارة «صحافة» على ملابسهم.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في بيان لها، اليوم الأحد: إن الاستهداف المتعمد من الاحتلال الصهيوني المجرم للصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة الذي كان آخره استهداف الشهيد الصحفي حمزة الدحدوح، نجل الصحفي وائل الدحدوح، والشهيد الصحفي مصطفى ثريا، إرهاب وجريمة حرب صهيونية، تستهدف ثني الصحفيين عن نقل الحقيقة، وتغطية جرائم الصهاينة البشعة ضد الإنسانية في قطاع غزة.
وأضافت «حماس» أنه أمام جرائم الاحتلال النكراء بحق الصحفيين الذي اغتال العدو منهم حتى اللحظة 109 صحفيين، والمجازر البشعة بحق المدنيين والأطفال والنساء، فإننا نطالب المؤسسات الحقوقية الدولية بتوثيق هذه الجرائم بحق أبناء شعبنا لمحاكمة هذا الكيان المارق.
وقال تيم داوسون نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين لقناة «الجزيرة»: إن ما يجري للصحفيين في غزة استهداف متعمد.
وأضاف أن منع الصحفيين الدوليين من دخول غزة يهدف إلى صرف العالم عما يحدث، مشيراً إلى أن الدول المارقة دائماً ما تستهدف الصحفيين للإفلات من المساءلة.
رقم قياسي
ويفوق عدد الصحفيين الذين قتلتهم قوات الاحتلال في قطاع غزة خلال شهرين تقريباً، عدد الإعلاميين الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945م) وحرب فيتنام (1955 – 1975م) والحرب الكورية (1950 – 1953م)، وفق إحصائيات لمؤسسات تدافع عن حرية الصحافة رصدتها وكالة «الأناضول».
ووفقاً لمؤسسة «منتدى الحرية»، فقد 69 صحفياً حياتهم خلال 6 سنوات خلال الحرب العالمية الثانية التي أودت بحياة عشرات الملايين من البشر والمعروفة بأنها الحرب الأكثر دموية شهدها العالم الحديث.
كما فقد 63 صحفياً حياتهم في الحرب خلال الاحتلال الأمريكي لفيتنام، الذي استمر قرابة 20 عاماً، كما فقد 17 صحفياً حياتهم في الحرب الكورية التي استمرت 3 سنوات.
وبحسب لجنة حماية الصحفيين، فقد 17 صحفياً حياتهم خلال الحرب الروسية الأوكرانية منذ فبراير 2022م.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الاحتلال حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت أكثر من 23 ألف شهيد منهم 10 آلاف طفل و7 آلاف امرأة، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.