يقوم بعض الاقتصاديين بمقارنة صدمة الاقتصاد “الإسرائيلي” الناجمة عن الحرب على قطاع غزة بتلك التي تعرض لها “إسرائيل” خلال عام 2020 بسبب فيروس كورونا، حيث يعتبرون أن الوضع الحالي في تل أبيب قد يكون الأسوأ. وفقًا للإحصائيات الصادرة عن بنك “إسرائيل”، من المتوقع أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي من توقعات النمو بنسبة 3٪ في عام 2023 إلى 1٪ في عام 2024، مع توقعات بحدوث انكماش اقتصادي.
تتركز الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الحرب التي استمرت لأكثر من 90 يومًا على قطاع غزة، وتؤثر في عدة مجالات. يعمل العديد من جنود الاحتياط في قطاع التكنولوجيا، وتشير صحيفة واشنطن بوست إلى أن العديد منهم يعملون في مجالات التكنولوجيا الفائقة مثل الإنترنت، والزراعة، والتمويل، والملاحة، والذكاء الاصطناعي، والأدوية، والحلول المناخية. يعتمد قطاع التكنولوجيا في إسرائيل بشكل كبير على الاستثمار الأجنبي، ولكن تراجع ثقة المستثمرين يسبق الحرب.
تواجه حكومة الاحتلال تكاليف متزايدة لتأمين احتياجات النازحين، حيث تستضيف حوالي 200 ألف شخص نزحوا من المناطق القريبة من الحدود اللبنانية والفلسطينية. تقدر التكلفة المالية للحرب بحوالي 18 مليار دولار، مع تأثير سلبي على الإيرادات الضريبية وتباطؤ في النشاط الاقتصادي.
تشير التقديرات إلى أن تكلفة الحرب قد تصل إلى 50 مليار دولار، مما يعادل 10% من الناتج المحلي الإجمالي. يؤكد خبراء اقتصاد أهمية فهم الآثار المتتالية للحرب، بما في ذلك تأثير الإنفاق بالاستدانة وتأثيره على الميزانية على المدى الطويل بعد انتهاء النزاع.
في 17 ديسمبر 2023، أشار تقرير لوكالة الإحصاء المركزية للكيان الصهيوني إلى انخفاض النمو الاقتصادي إلى 2.5% في الربع الرابع من عام 2023، وهو انخفاض عن الفترة المماثلة من عام 2022. تشير التوقعات إلى أن الحرب ستؤدي إلى إحداث شلل شبه كامل، مع توقعات بارتفاع البطالة إلى 18% من القوى العاملة الإسرائيلية. تتسبب توقف قطاع السياحة بنسبة 90٪ في تأثير سلبي على عدة قطاعات بما في ذلك النقل والإقامة في الفنادق.
بالإضافة إلى التأثير المباشر لتكاليف الحرب، يشكل التقلب الحالي في أسعار المحروقات ضغطًا إضافيًا على الحكومة، التي لا تستطيع تحمل مزيد من التكاليف.
فيما ركّزت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية على تداعيات الحرب على قطاع التكنولوجيا في “إسرائيل”، مشيرة إلى أثرها الكبير على الشركات والاقتصاد “الإسرائيلي” بعد عملية “طوفان الأقصى” والأحداث المتلاحقة في قطاع غزة، كان لهذه الحروب تأثير واضح على الحياة اليومية للشركات التكنولوجية في إسرائيل.
وأبرزت الصحيفة أن شركة “UBQ Materials”، المتخصصة في تحويل القمامة إلى بلاستيك، تعرّضت لإغلاق مصنعها بسبب الحرب، مما أدى إلى صدمة للموظفين وفقدان الحياة لبعضهم. بينما تمكنت بعض الشركات الأخرى من النهوض وإعادة تشغيل عملياتها في غضون ثلاثة أسابيع.
وشددت الصحيفة على أن الحرب أثّرت أيضًا في الاقتصاد “الإسرائيلي” بشكل عام، حيث توقع تباطؤًا واضحًا في النمو وتأثيرًا على عدة جوانب اقتصادية، بما في ذلك نقص العمالة وانخفاض ثقة المستهلكين والشركات، وارتفاع التضخم.
وفي محاولة لتحفيز الاقتصاد، قام بنك “إسرائيل” المركزي بتخفيض أسعار الفائدة لأول مرة منذ بداية جائحة كوفيد، ومن المتوقع مزيد من التخفيضات. يأتي هذا في وقت توجد شكوك بين المستثمرين، ويتعين على الحكومة اتخاذ إجراءات عاجلة لتجاوز التحديات الاقتصادية الحالية.
نيويورك تايمز: كيف ألحقت الحرب مع حماس الضرر بشركات التكنولوجيا والاقتصاد الإسرائيلي!!
تعرض قطاع التكنولوجيا في إسرائيل، وهو جزء رئيس من الاقتصاد، لصدمة بسبب نقص العمالة ومخاوف التمويل، مما قد يؤدي إلى تباطؤ أوسع في العام 2024 ، فيما أدى استدعاء 350 ألف جندي احتياطي بالجيش إلى… pic.twitter.com/JgNp94XA88
— هديل عليان (@hadileleyan) January 11, 2024