لأسرة جرى تهجيرها من عسقلان، ولد القيادي في حركة «حماس» سعيد صيام، في 22 يوليو 1959م، في مخيم الشاطئ للاجئين في غزة، ليصبح بعد عقود وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية، عام 2006م.
حصل صيام على الدبلوم في تدريس العلوم والرياضيات من دار المعلمين في رام الله عام 1980م، ليعمل مدرساً في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) خلال الفترة 1980 – 2003م.
واصل صيام رحلة التعليم ونال البكالوريوس في التربية الإسلامية من جامعة القدس المفتوحة عام 2000م، وشغل لاحقاً منصب عضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية في غزة.
اضطر صيام إلى ترك العمل بسبب مضايقات إدارة «أونروا» له على خلفية انتمائه السياسي لحركة «حماس»، فانتقل إلى العمل الدعوي، حتى بات واحداً من أشهر دعاة غزة.
ويعرف عن الشهيد الراحل تواضعه وحكمته، ونبوغه في مجال الخطابة والوعظ، وقدرته على تقريب وجهات النظر، كما عرف عنه مشاركته في لجان الإصلاح التي شكلها مؤسس الحركة أحمد ياسين خلال «انتفاضة الأقصى».
ويعد صيام من قيادات الصف الأول في حركة «حماس»، وكان يشغل موقع مسؤول دائرة العلاقات الخارجية فيها، كما مثل الحركة في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية في غزة.
ونظراً لتنامي دوره في غزة، لاحق الاحتلال سعيد صيام بالاعتقال 4 مرات في الفترة من عام 1989 حتى 1992م الذي أجرى إبعاده فيه إلى مرج الزهور في جنوبي لبنان عام 1992م، كما لم ينج من تجربة الاعتقال في سجون السلطة الفلسطينية، عام 1995م.
النقطة الفارقة في مسيرة الراحل، كانت فوز «حماس» (كتلة التغيير والإصلاح) بأغلب مقاعد المجلس التشريعي في انتخابات عام 2006م، وتولي الرجل حقيبة وزارة الداخلية، ليقود ما عُرف وقتها بـ«يوم الحسم» الذي أنهى نفوذ حركة «فتح» في القطاع، ومنح «حماس» السيطرة على مقرات الأجهزة الأمنية بغزة، في 14 يونيو 2007م.
يُنسب للراحل فضخ مخططات قيادات من «فتح» لتنفيذ تفجيرات واغتيالات في غزة، بعد سيطرة «حماس» على القطاع، وتعزيز علاقة «حماس» مع عواصم عربية.
هذا الدور البارز رشحه بقوة ليدرج ضمن قائمة الاغتيال التي وضعها جيش الاحتلال «الإسرائيلي»، وقد نشرت الصحافة العبرية اسمه ضمن 16 اسماً مرشحة للاغتيال وقتها.
في يوم 15 يناير 2009م، استشهد صيام، أول وزير داخلية لـ«حماس»، في غارة نفذها الطيران «الإسرائيلي» أثناء حربه على قطاع غزة، برفقة شقيقه و6 آخرين، ليلحق بنخبة من قيادات الحركة طالتهم آلة الاغتيال الصهيونية، دون أن تنجح في إجهاض المقاومة إلى الآن.