أصدرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في 21 يناير الجاري، مذكرة باللغتين العربية والإنجليزية بعنوان «هذه روايتنا.. لماذا طوفان الأقصى؟»؛ لتوضيح ما جرى يوم 7 أكتوبر الماضي وأسبابه وسياقه المرتبط بالقضية الفلسطينية ودحض زيف المزاعم الصهيونية.
واحتوت المذكرة على 5 محاور رئيسة هي: لماذا معركة طوفان الأقصى؟ أحداث 7 أكتوبر والرد على ادعاءات وأكاذيب الاحتلال، نحو تحقيق دولي نزيه، تذكير للعالم من هي «حماس»، ما المطلوب؟
معاناة لعقود
وقالت الحركة: إن معركة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال والاستعمار لم تبدأ في 7 أكتوبر 2023م، وإنا بدأت قبل 105 أعوام من الاحتلال، 30 عاماً تحت الاستعمار البريطاني، و75 عاماً من الاحتلال الصهيوني.
وأضافت أن الشعب الفلسطيني كان يملك في عام 1918م، 98.5% من أرض فلسطين، ويتمتع بأغلبية 92% من السكان، مقابل ما كان لدى اليهود، الذين أتى معظمهم آنذاك عبر الهجرات الاستيطانية المبكرة وحتى عام 1948م قبيل إنشاء الكيان الصهيوني.
وأوضحت المذكرة أن الشعب الفلسطيني عانى طوال عقود من كافة أشكال القهر والظلم ومصادرة الحقوق الأساسية، ومن سياسات الفصل العنصري، وعانى قطاع غزة حصاراً خانقاً مستمراً منذ أكثر من 17 عاماً، و5 حروب مدمرة في كل منها كانت «إسرائيل» هي البادئة فيها.
وأشارت المذكرة إلى إحصائية موثقة منذ عام 2000 وحتى سبتمبر 2023م، وثقت قتل الاحتلال «الإسرائيلي» 11299 فلسطينياً، وجرح 156768 آخرين، أغلبيتهم الساحقة من المدنيين.
وأكدت أن عملية «طوفان الأقصى»، في 7 أكتوبر 2023م، كانت خطوة ضرورية واستجابة طبيعية، لمواجهة ما يحاك من مخططات «إسرائيلية» تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والسيطرة على الأرض وتهويدها، وحسم السيادة على المسجد الأقصى والمقدسات، وإنهاء الحصار الجائر على غزة، وخطوة طبيعية في إطار التخلص من الاحتلال، واستعادة الحقوق الوطنية، وإنجاز الاستقلال والحرية كباقي شعوب العالم، وحق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
التزام ديني وأخلاقي
وفي إطار أحداث 7 أكتوبر والرد على ادعاءات الاحتلال، بينت الحركة أن عملية «طوفان الأقصى» استهدفت المواقع العسكرية «الإسرائيلية»، وسعت إلى أسر جنود العدو ومقاتليه، من أجل إطلاق سراح الآلاف من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، من خلال عملية تبادل، مشيرة إلى أن الهجوم تركز على فرقة غزة العسكرية «الإسرائيلية»، وعلى المواقع العسكرية «الإسرائيلية» في مستوطنات غلاف غزة.
وأكدت أن تجنت استهداف المدنيين، وخصوصاً النساء والأطفال وكبار السن، التزام ديني وأخلاقي يتربى عليه أبناء «حماس»، مضيفة أن الحركة التزمت منذ انطلاقتها في عام 1987م بتجنب استهداف المدنيين.
وأشارت إلى أن ما يروجه الاحتلال «الإسرائيلي» حول استهداف «كتائب القسام» لمدنيين «إسرائيليين» في هجوم يوم 7 أكتوبر هو محض افتراء وكذب؛ فمصادر المعلومات التي تدعي ذلك هي مصادر «إسرائيلية»، ولا توجد مصادر مستقلة تؤكد صحة مزاعمها.
مسار العدالة
وفيما يتعلق بمحور التحقيق الدولي، دعت «حماس» الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وكندا وبريطانيا، -إذا كانت معنية بالعدالة حقاً كما تدّعي- أن تعلن عن دعمها لمسار الدعوى ضد «إسرائيل» في المحكمة الجنائية الدولية، وأن تدعم مسار المحكمة للتحقيق في كل الجرائم التي ارتكبت في فلسطين المحتلة، وأن تساعد في مضي المحكمة بتحقيقاتها بشكل فعال.
وطالبت الحركة المحكمة الجنائية الدولية، ولا سيما المدعي العام وفريقه التحقيقي ولجان التحقيق الأممية المعنية، إلى القدوم بشكل عاجل وفوري إلى فلسطين المحتلة، من أجل التحقيق في الجرائم والانتهاكات كافة، وعدم الاكتفاء بالمراقبة عن بُعد، والوقوف على أطلال قطاع غزة، أو الخضوع للقيود «الإسرائيلية».
صراع ضد الصهاينة
وذكّرت «حماس» بأنها حركة تحرر وطني ذات فكر إسلامي وسطي معتدل، تنبذ التطرف، وتؤمن بقيم الحق والعدل والحرية وتحريم الظلم، كما تؤمن بالحرية الدينية والتعايش الإنساني الحضاري، وترفض الإكراه الديني واضطهاد أي إنسان أو الانتقاص من حقوقه على أساس قومي أو ديني أو طائفي.
وأكدت أن الصراع مع المشروع الصهيوني ليس صراعاً مع اليهود بسبب ديانتهم، وهي لا تخوض صراعاً ضد اليهود لكونهم يهوداً، وإنما تخوض صراعاً ضد الصهاينة لأنهم محتلون يعتدون على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا فقط، وفي المقابل فإن الصهاينة هم الذين يتبنون دعاوى دينية ويصرون على فرض الطبيعة اليهودية لـ«إسرائيل» بناء على خلفيات دينية وقومية، ويقمعون الشعب الفلسطيني ويحرمونه من حقوقه ويهوّدون أرضه ومقدساته.
كما أوضحت أن «إسرائيل» هي الدولة الوحيدة في العالم التي تقوم على أساس ديني، وتمنح الجنسية لكل يهودي في العالم، وتهجر أهل البلاد الأصليين.
«المقاومة» الطريق الوحيد للتحرير
وقالت «حماس»: إن الاحتلال هو الاحتلال مهما تغيّر مسماه ووصفه وشكله، بصلفه ووحشيته وسعيه لكسر إرادة الشعوب واضطهادها، وأن سُنة الحياة وتجارب الشعوب في الانعتاق من الاحتلال والاستعمار تؤكد أن المقاومة هي النهج والإستراتيجية والطريق الوحيد للتحرير وإنهاء الاحتلال.
ودعت الحركة في نهاية المذكرة إلى وقف العدوان «الإسرائيلي» فوراً على قطاع غزة، ومعاقبة الاحتلال «الإسرائيلي» قانونياً على احتلاله وتدفيعه أثمان جرائمه في غزة، ودعم المقاومة ضد الاحتلال بكل السبل المتاحة باعتبارها حقاً مشروعاً وفق القانون الدولي وكل الشرائع والأديان، وتوقف القوى الكبرى عن توفير الغطاء للكيان الصهيوني وكأنه فوق القانون، وأن تتحمل مسؤولياتها بموجب القانون الدولي، وترفض أي مشاريع دولية و«إسرائيلية» تسعى لتحديد مستقبل قطاع غزة، بما يتناسب مع معايير الاحتلال ويكرس استمراراه، والسعب الجاد لإجبار الاحتلال على الانسحاب.
للاطلاع على المذكرة كاملة من هنا.