طفل عصامي يسرد طرفًا من سيرته حتى صار شيخًا مزعجًا يقترب من الثمانين.
رحلة حياة حافلة ومثمرة، فيها آمال وآلام، وأحلام وكوابيس، وقيم صلبة تواجه قيمًا سائلة.. ولكنها تحمل عبق الثقافة العميقة، والمعرفة الجادة، والرأي الحر، والإيمان الواثق بالله وعظمة الإسلام ولغة القرآن والمستقبل الساطع للأمة المظلومة..
يقول المؤلف:
[“شراع على النيل” حمل الاسم المحبب إليّ وهو “النيل” الذي تربيت على شاطئه وفوق مياهه منذ الطفولة، ورأيته صديقًا وحبيبًا لا يغدر ولا ينكث بوعده.. بلادي تملك أعظم ثروة في العالم وهو ماء النيل.
كنا نتعلم في اللغة الإنجليزية من خلال كتاب “أن آراب ريدر” أن النيل أطول أنهار العالم! ويبدأ من هضاب إثيوبيا والسودان حتى يصل إلى رشيد ودمياط.
كانت المراكب الخشبية بأشرعتها مصدر بهجة في الطفولة. كنت أراها تهلّ من خلال الجسر الحديدي في دسوق فأشعر بفرحة غامرة. كانت حماما يطير مرفرفا بأشرعته البيضاء نحو الجنوب. وكان للفيضان حالة وحالات عبرت عن بعضها في رواياتي وكتبي الأخرى التي تجاوزت المائة].
في أربعة أجزاء تأتي السيرة الذاتية للكاتب الكبير حلمي محمد القاعود تحت عنوان رئيس “شراع على النيل”، حيث ربطت علاقة حب عظيمة ومنتظمة بين الكاتب والنيل، منذ الطفولة حتى اليوم، وهي علاقة حياة ووجود وأمل لا ينطفئ!
زمن البراءة- النيل بطعم الجوافة، مرحلة الطفولة الجميلة، وجمال النيل الهادر بالفيضان والطمي الغني بالخير والنماء، وبداية التكوين والحلم.
زمن الهزيمة- النيل لم يعد يجري. يصور ما جرى في 1967م، وفترة التجنيد حتى العبور وكسر الذراع اليهودية الظالمة، والانتقال إلى مرحلة جديدة.
زمن الغربة- النيل لا طعم له. تُجَلّى فترة السفر إلى الخارج، وعذاب المصريين بين حلم المادة وقسوة الواقع، ومطالعة للنفوس والقلوب التي تحكمها الأنانية أو يتنازعها الإيثار، وأحوال الأمة في سلب وإيجاب..
زمن الوداع- النيل يودع أحبابه. كأن صاحب السيرة يلخص رحلته الحافلة في مجالات عدة، ويودّع من حوله، ويرصد أحوال القرية في تحولاتها الحادة، وانهيار الثقافة التعليم، وتطلعاته للمستقبل من خلال تصورات وحلول يضعها لبعض المشكلات.
شراع على النيل، يفتح صفحته ليبحر في اتجاه الغد والأمل واقتحام العقبات.
هل يأتي الفيضان مجددا؟ هذا ما حاول الإجابة عليه كاتبنا الكبير.
شراع على النيل ـ سيرة ذاتية (أربعة أجزاء)
المؤلف: د. حلمي محمد القاعود
الناشر: مبدعون للنشر والتوزيع- القاهرة
تاريخ النشر: 1445هـ= 2024م