يحاول مدَّعو الحداثة إطلاق مصطلحات جديدة على بعض الظواهر الاجتماعية والسلوكيات غير الأخلاقية، على الرغم من أن الإسلام سلط الضوء عليها منذ أكثر من 14 قرناً، بل وضع روشتة قرآنية لعلاجها والتخلص منها.
من هذه الظواهر «التنمر» الذي لا يعد مصطلحاً حديثاً، فقد نهى الإسلام تماماً عن السخرية التي اتخذت هذا الاسم الجديد، وقد نهى الله تعالى عن التنمر في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الحجرات: 11).
وقال المفسرون: إن قوله عز وجل (وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ) يشمل الإيماءات التي توحي للآخرين بالاستهزاء بهم، سواءً كانت بالنظر أو بالحركة أو بالكلام، وأن قوله تعالى: (وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ)؛ أي: لا تقوموا بإطلاق أسماء على البعض يستاؤون منها.
وعلى المسلم، والمربي؛ أباً أو أماً أو معلماً، أن يتعرف إلى علامات التنمر؛ أي التي تكشف عن تعرض طفله لشكل من أشكال السخرية والاستهزاء، من خلال ما يلي:
– اعتزال الطفل في غرفته وتجنبه الجلوس مع أسرته وأقاربه.
– التوتر والقلق الزائد في سلوك الطفل، أو تعلقه المبالغ فيه بالأهل.
– ظهور تغير في عادته اليومية كرفضه المشي من طريق معين.
– التلعثم في الكلام، أو ظهور كدمات في جسده دون معرفة سببها.
– التراجع في مستواه الدراسي، وكذلك سوء حالته النفسية.
– تنازله عن مصروفه وألعابه بشكل متكرر أو دائم.
لذلك، وضع الخبراء وعلماء النفس والتربية روشتة سريعة للتعافي من آثار التنمر، من خلال ما يلي:
1- تربية الأبناء على الوازع الديني والسلوك الإسلامي الصحيح.
2- التوعية المستمرة التي تناسب المرحلة العمرية للطفل.
3- تشجيع الطفل على التعبير عن مشكلاته النفسية والاجتماعية.
4- احتواء الطفل، ورفع قدرته على حل المشكلات.
5- منح الطفل الثقة على اللجوء للأسرة دون خوف أو تردد.
6- حث الطفل على تكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعية.
7- توجيه الطفل إلى التخلص من الأشخاص السلبيين.
8- مراقبة استخدم الطفل للهاتف ومواقع التواصل.
9- طلب مساعدة المختصين وتقديم الدعم النفسي له.