حكمة قالها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ مبارك الصباح، حاكم الكويت الراحل، وكُتبت على قصر السيف العامر منذ قرن ونصف قرن، حيث يراها كل من يمر على الطريق: «لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك»، كأنما أُريد بها تذكير الناس جميعاً بأن طريق العمل والارتقاء به مسألة زمنية، وستدور الأيام وترحل.
وأنا هنا بصدد الحديث عن شخص قيادي في وزارة التربية، قلما تجد له مثيلاً، ودَّع الوزارة ليترك أثراً جميلاً وماضياً يجري إلى يوم القيامة.
وهو المربي الفاضل الأستاذ أنور العبدالغفور، مدير إدارة التعليم الديني السابق الذي تقاعد قبل أيام، من هذا القطاع الرئيس في وزارة التربية.
لقد ترك العبدالغفور للتعليم الديني في الكويت بصمات جليلة، فكان يقود إدارة التعليم الديني بنظرية رائعة، أتمنى أن تكون نبراساً لكل مسؤول في الدولة، وليس في وزارة التربية فقط، حيث قيادة العمل بالحب المتبادل بين الموظف والمسؤول.
فمكتبه كان دائماً مفتوحاً، ولم يرفض أي طلب لموظف طالما أنه لا يؤثر على مصلحة العمل، وبالنسبة للمراجعين كان يقدم دروساً يومية في استقبال المواطنين، والتقرب إلى الله تبارك وتعالى بخدمتهم، فكلمة «ما يصير» لم تكن في قاموسه، طالما أن الطلب متوافق مع الأنظمة واللوائح.
إن أمثال هؤلاء المسؤولين يجب أن يُحتفى بهم، فأخذ استشاراتهم في التخطيط للعمل المستقبلي ضرورة، بل واجب، فالخلط بين الخبرة والشباب يكون لمصلحة الوطن والمواطن، وهذه دعوة للإخوة الوزراء الجدد، وهم في بداية عملهم، أن يعلموا أن هذه هي الخلطة السرية للنجاح.