قضت محكمة منطقة «واراناسي» بولاية أوتار براديش في شمال الهند، بالسماح للهندوس بأداء طقوسهم داخل مسجد «غيان وابي» الذي بني عام 1669 في عهد الإمبراطور أورنجزيب، وذلك بعد أيام قليلة من افتتاح معبد هندوسي ضخم محل مسجد «بابري» التاريخي.
ومسجد «غيان وابي» أحد المساجد الهندية التاريخية، وعلى غرار مسجد «بابري»، أصبح محل نزاع منذ منتصف القرن الـ19، إذ يقول الهندوس: إنه بني على أنقاض معبد هندوسي.
ويأتي قرار محكمة واراناسي الذي صدر الأربعاء الماضي، استجابة لدعوى رفعتها 5 نساء هندوسيات أمام المحكمة يطالبن بالسماح لهن بزيارة المسجد وأداء طقوس هندوسية داخله، رغم أن هؤلاء النساء لسن من سكان المدينة.
ووفق وكالات هندية، أزالت الإدارة المحلية بالمدينة الحواجز المحيطة بمسجد «غياني وابي» بعد صدور قرار المحكمة، لتفتح الطريق أمام الكهنة الهندوس لأداء طقوسهم داخل المسجد بحضور العشرات من الهندوس، بالتوازي مع ذلك قام عناصر هندوس بتشويه لوحات إرشادية تشير إلى طريق «غيان وابي» ووضعوا ملصقات تحمل كلمة «معبد» فوق كلمة مسجد، وعبر كثير منهم عن انتظارهم لبناء معبد هندوسي محل المسجد على غرار ما حدث مع مسجد «بابري».
يشار إلى أن مسجد «غيان وابي» منذ سنوات وهو محاط بتوسعات كبيرة جرت على معبد «غيان وابي» الملاصق للمسجد بعد ضم معابد مساحة كبيرة له نتيجة هدم عشرات المنازل ومعابد صغيرة في نفس المنطقة؛ ما جعل المسلمين يواجهون صعوبات كثيرة في الوصول للمسجد، حتى إن قوات الأمن المكلفة بحراسة المكان لم تكن تسمح للمسلمين بدخول المسجد إلا وقت الصلاة فقط.
وفي تصريحات للصحفيين، قال مولانا خالد سيف الله رحماني، الأمين العام لهيئة قانون الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند: يزعم الكثير من الناس في البلاد أن بعض المساجد التاريخية تم بناؤها بعد تدمير معابد، لكن هذه اتهامات باطلة، ودعا الحكومة الهندية إلى وضع حد لهذه الادعاءات الهندوسية التي تهدد النسيج الهندي.
وسبق أن عبرت لجنة مسجد «غيان وابي» عن رفضها دعاوى الهندوس، اعتباراً بأن مثل هذه القضايا تأتي بالمخالفة لقانون حماية دور العبادة الذي تم تشريعه عام 1991م، الذي ينص على حماية جميع دور العبادة في الهند ويمنع تغيير الوضع الذي كانت عليه وقت الاستقلال في 15 أغسطس 1947م، ويحظر تحويلها إلى ديانة أخرى، ما عدا مسجد «بابري»، ورغم ذلك تنظر محاكم هندية قضية مسجد «غيان وابي» وغيره من المساجد.
وقضية مسجد «غيان وابي» تنظرها ثلاث محاكم هندية، هي المحكمة العليا في العاصمة نيودلهي، والمحكمة العليا في مدينة الله آباد، وأخيراً محكمة واراناسي المحلية التي سمحت للهندوس بالصلاة داخل المسجد.
وفي مقابلة صحفية، قال سيد محمد ياسين الذي كان وصياً على مسجد «غيان وابي» لما يزيد على 32 عاماً: إن قرار محكمة واراناسي محبط وصادم للمجتمع المسلم في الهند، وأشار إلى أن الإجراءات بخصوص المسجد كانت متحيزة ضد المسلمين.
ويرى مسلمون هنود أن ما حدث مع مسجد «بابري» الذي أصبح معبداً هندوسياً ضخماً تم افتتاحه مؤخراً؛ سيكون بمنزلة الضوء الأخضر الذي يشجع الهندوس على المطالبة بالمزيد من المساجد لتحويلها إلى معابد.
يشار إلى أنه لدى الهندوس قائمة طويلة تضم آلاف المساجد التي يزعمون أنها أقيمت على أنقاض معابد لهم، وبالتالي لا بد لهم من استعادة أراضي هذه المساجد وإعادة بناء معابدهم من جديد، وصلت المزاعم إلى حد القول: إنها 30 ألف مسجد!
_________________
المصدر: وكالات هندية.