في زمن الاضطهاد والظلم، تتجلى أعظم قيم الإسلام في التضامن والدعاء للمظلومين والمستضعفين فالقلوب المؤمنة تنبض بالحب والرحمة، وتنزف لأجل إخوانها المظلومين في كل مكان وفي هذا السياق، تثير مسألة توجيه الدعاء والقنوت لأهل غزة والمجاهدين فيها تساؤلات واستفسارات لدى الكثيرين، خاصةً عندما يبدو التقصير في تلك الدعوات.
في هذه المقدمة، نستحضر موقفًا يفرض نفسه بقوة في قلوب المسلمين، موقف فلسطين، وأهلها المظلومين، والمجاهدين الذين يقاتلون من أجل العيش بكرامة والدفاع عن أرضهم وحقوقهم المشروعة حيث يطرح الناشط في العمل الخيري والداعية عادل العازمي استفسارًا حول توجيه الأئمة بالقنوت في المساجد للمجاهدين في غزة، ويندد بالتقصير في هذا الجانب، معتبرًا أن الدعاء للمسلمين بالنصر هو سلاح يفتك بالأعداء ويذكر الغافلين بقضية فلسطين وأهميتها.
فقد قدم الناشط في العمل الخيري والداعية عادل العازمي توجيهًا حاسمًا حيال التعميم الذي أصدرته وزارة الأوقاف، حيث دعت إلى القنوت في المساجد لصالح المجاهدين في غزة. لكن، بأسف، اعتبر العازمي أن بعض الأئمة يظلمون في تلبية هذا النداء الهام. رغم أن الدعاء للمسلمين بالنصر يُعتبر سلاحًا فعّالًا يواجه به الأعداء، ويثير تذكيرًا للغافلين بقضية فلسطين وضرورة إحيائها في قلوبهم.
هناك تعميم من وزارة الأوقاف بتوجيه الأئمة بالقنوت في المساجد للمجاهدين في #غزة لكن مع الأسف بعض الأئمة مقصرين غفر الله لهم مع أن الدعاء للمسلمين بالنصر سلاح يفتك بالأعداء وفيه تذكير للغافلين عن القضية واحياءها في نفوسهم.#طوفان_الاقصى
— عادل العازمي 🇰🇼 (@alazmi_3del) February 4, 2024
من جانبها، أثارت الكاتبة خلود عبدالله الخميس تساؤلًا مهمًا حول سبب توقف بعض الأئمة عن إلقاء القنوت لصالح أهل غزة في صلوات الجماعة. الكرب والمحنة التي يعيشها أهل فلسطين ما زالت مستمرة وشديدة، فهل تحولنا إلى الاعتياد على هذا الواقع المؤلم؟
لماذا توقف أئمة المساجد عن القنوت لاهلنا في فلسطين في الصلوات الجهرية؟
الكرب ما زال مستمر وشديد
فهل اعتدنا الاعتياد؟! #غزة— خلود بنت عبدالله الخميس (@kholoudalkhames) January 21, 2024
في إطار متصل، أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت تعميمًا مهمًا في أكتوبر الماضي، حثت فيه الأئمة والخطباء على القنوت والدعاء للشعب الفلسطيني خلال الصلوات الجهرية، خاصةً في ظل التصعيد الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة والأراضي المحتلة.
وأكد التعميم على أهمية المسجد الأقصى في الإسلام ومكانته العظيمة في قلوب المسلمين، وأدانت التجاوزات المستمرة للسلطات الإسرائيلية في حقوق المسجد الأقصى المبارك. وفي هذا السياق، حثت الوزارة الأئمة على التضرع لله والدعاء للشعب الفلسطيني بالنجاة والنصر في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها.