قصة مترجمة تحمل في طياتها وسيلة تربوية تعلم الأبناء كيفية التحكم في الغضب، والحفاظ على مشاعر الآخرين، وقد عرفت بعنوان «الصبي والمسمار»، ونوردها على صفحاتنا من باب التعلم، وأن الحكمة ضالة المؤمن فأنى وجدها فهو أحق الناس بها.
تروي القصة أن صبياً عرف بشدة غضبه وانعدام صبره، فوقع في مشكلات كثيرة قرر والده على إثرها أن يعلمه درساً في التأني والتحكم في الغضب، فأحضر له كيساً مملوءاً بالمسامير ووضعه أمامه قائلاً: يا بُنيّ، أريد منك أن تدق مسماراً في سياج حديقتنا الخشبي كلما شعرت بالغضب من شخص أو موقف ما أو فقدت أعصابك لأي سبب.
استنكر الصبي طلب أبيه ولم يفهم الغاية منه، إلا أنّه وافق عليه مضطراً، ووعد أباه بالتنفيذ.
دق الولد 37 مساراً في اليوم الأول في السياج، ولاحظ أن إدخال المسامير بعد كل مرة يغضب فيها لم يكن أمراً هيناً، مما دفعه لأن يحاول تمالك نفسه عند الغضب في المرات القادمة.
واصل الصبي تنفيذ ما عاهد عليه والده، إلّا أنّ الأب لاحظ أن عدد المسامير التي يدّقها الصبي في السياج يقلّ يوماً بعد يوم، إلى أن جاء اليوم الذي لم يكن به الصبي مضطراً لدق أي مسمار في السياج؛ مما أثار دهشته وسروره في الوقت ذاته، فقد تعلّم الولد من هذه التجربة التحكم بغضبه وضبط نفسه التي كانت تُستثار لأهون الأسباب، فخرج مبتهجاً ليخبر أباه بإنجازه.
فرح الأب بابنه لكنه اقترب منه وقال: ولكن عليك الآن يا بني أن تحاول إخراج مسمار من السياج في كل يوم لا تغضب فيه، استغرب الولد! لكنه بدأ بتنفيذ مهمته الجديدة المتمثلة بخلع المسامير، وواظب على خلع مسمار في كل يوم حافظ فيه على هدوئه، حتى انتهي من إزالة جميع المسامير الموجودة في السياج.
عند انتهاء المهمة أخبر والده بذلك، ومرة أخرى عبر له والده عن مدى سعادته وفخره بإنجازه، ثم أخذ بيده وانطلق به إلى سياج الحديقة، وطلب منه أن يتحسس أماكن الثقوب التي تركتها المسامير في الجدار بيديه وقال له: يا بني، انظر الآن إلى تلك الثقوب الموجودة في السياج، أتظن أن هذه الثقوب ستزول مع الوقت؟
فأجاب الصبي: لا يا أبي، فقد تركت أثراً عميقاً في الخشب، فقال والده: وهذا ما تحدثه قسوة كلماتنا في قلوب الآخرين، فهي تترك في داخلهم أثراً لا يزول حتى مع الاعتذار، فاحرص يا بُنيّ دائماً على الانتباه لكل ما يبدر منك من قول أو فعل.
___________________
المصدر: قصة مترجمة من الأدب الإنجليزي.