خلصت دراسة شملت عينة قدرها 2870 رجلاً وامرأة، أجرتها جامعة فرجينيا، إلى أن العطاء والكرم يجلبان حياة أسرية ناجحة، ويضمنان السعادة للزوجين، وهو ما يعبر عنه القرآن الكريم، حين وصف علاقة الزواج في قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم: 21).
وقال العماء والمفسرون: إن المودة والرحمة عطف قلوبهم بعضهم على بعض، وروي عن ابن عباس قوله: المودة حب الرجل امرأته، والرحمة رحمته إياها أن يصيبها بسوء.
هذه السطور تلخص 10 خطوات من شأنها تحسين الحياة الزوجية وجلب السعادة للزوجين:
1- تنصح السُّنة النبوية، وكذلك الدراسات الحديثة بـ«الكرم»؛ أي فضيلة تقديم الأشياء الجيدة بوفرة، مثل إطعام الزوجة الطعام والعكس، وصنع القهوة في الصباح، وإظهار المودة، وتقديم الهدية، والمسامحة، والعفو، وغيره مما يورث الألفة والرحمة بين الطرفين.
وتؤكد دراسة نشرتها «ذا نيويورك تايمز»، أن الأزواج الذين حصلوا على أعلى الدرجات على مقياس الكرم أكثر ميلاً للإبلاغ عن أنهم كانوا سعداء جداً.
2- في المقابل، يجب تجنب طلب الكثير، أو الضغط على أحد الطرفين لتحقيق المستحيل، بل تجب الواقعية والاعتدال، والتوازن في أمور الحياة.
3- يوصي الخبراء بأهمية بناء مهارات تحسين العلاقات، أي على الزوج مثلاً أن يخصص وقتاً لزوجته، وأن يحسن التواصل بينهما، وكيفية حل الخلافات، وإدارة الحياة.
4- عدم البحث عن المشكلات والتغافل عن الزلات والصغائر، وعدم تسليط الضوء على السلبيات فقط، والنظر إلى الإيجابيات والأمور الجميلة في شريك الحياة.
5- تقبل العيوب والنقص، والتخلص من المعايير المستحيلة، وتفهم أن الكمال لله عزو وجل، وأن الخطأ وارد، طالما لم يتجاوز حدود الشرع، لذا عليك تخفيف توقعاتك ولا تطلب أن يكون شريكك كامل المواصفات، لأنك أيضاً بك عيوب.
6- تقليل وقت الخلافات، وإيجاد آلية لحل المشكلات، وللاتفاق على قواعد واضحة للحل، لأن المشكلة إذا زادت عن 10 دقائق فهي في طريقها للتضخم والتكرار.
7- خصص ساعة يومياً للزوجة، للقيام بنشاط ما، أو مشاركة موهبة ما، أو الحوار معها، أو التركيز على مدحها مثلاً وملاطفتها، مع وضع خطة للأنشطة التي يمكن القيام بها في هذا الوقت، خاصة أن الأزواج الذين يقومون بهذه الأمور يتمتعون بعلاقات أفضل، وفق دراسات حديثة.
8- الإحساس بالنعمة، وتقدير ما لديك، والامتنان لما تحظى به من علاقة زواج، وأسرة وغيره، خاصة أن إستراتيجية «تقدير ما لديك» من أسهل الطرق لإنقاذ الزواج، وأن التعبير عن الامتنان والتركيز على الجوانب الإيجابية يحسن جودة العلاقة.
9- إدارة التوقعات وعدم المبالغة في طلباتك وتوقعاتك، حتى لا تصاب بالخيبة، وبالتالي ستشعر بعدم التقدير تجاه الزوجة، وربما تبحث عن الأفضل والأمثل، فتنتهي الحياة إلى الانفصال.
10- قبول الاختلاف، والرأي الآخر، ومحاولة تفهم وجهة النظر الثانية، حينها سيسود الود والرحمة، لا التعنت والعناد، ووقتها سيكون شعار الطرفين النصح بالحكمة والموعظة الحسنة، لا فرض الرأي والتسلط.