تناولت وسائل الإعلام المختلفة بعض الخلاف بين الرئيس الأمريكي بايدن، ورئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو، وأن صبر بايدن بدأ ينفد من تصرفاته؛ حيث ترغب أمريكا في تقليل عدد قتلى المدنيين في قطاع غزة (وكأنهم خراف!)، وتطالب الكيان الصهيوني بتهدئة من أجل تنفيذ صفقة تبادل للأسرى.
والمتأمل في حقيقة المواقف الأمريكية يجد أن تصريحاتهم أشبه بدموع التماسيح الكاذبة، فواقع حالهم مخالف كلياً لواقع أفعالهم التي تؤكد مساهمتهم الفعالة في الإبادة الجماعية لأهلنا في قطاع غزة، ومشاركتهم السخية للكيان الصهيوني في تدمير كافة مقومات الحياة، وذلك من خلال:
1- مشاركتهم العملية في القتال من خلال خبراء ومستشارين عسكريين، وفتح جسر جوي لنقل كافة أنواع العتاد العسكري للكيان الصهيوني.
2- دعم الاحتلال معنوياً ولوجستياً بوجود حاملات طائرات أمريكية بجوار الكيان الصهيوني لحمايته.
3- دعم مادي منقطع النظير وصل لعشرات المليارات من الدولارات.
4- الضغط على دول العالم خاصة الدول العربية للوقوف بجانب الكيان الصهيوني.
5- تصنيف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالإرهاب والضغط على الدول لمعاداتها.
6- استخدام حق «الفيتو» أمام أي قرار أممي يوجب وقف إطلاق النار في غزة.
7- تسخير القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة لحماية الكيان الصهيوني.
8- السعي الدؤوب لطمأنة اليهود على أمنهم والوقوف بجانبهم رغم المجازر وسعي الإدارة الأمريكية بالعمل على تفعيل التطبيع بين الكيان الصهيوني والدول العربية.
9- عدم اتخاذ أي إجراء عملي جاد لوقف المجازر المروعة ضد المدنيين في غزة.
10- وضع حلول ومقترحات «تخديرية» لحل القضية الفلسطينية وفق رؤية تضمن أمن الكيان الصهيوني والحديث عن وجود هيكل ما يسمى بدولة للفلسطينيين وفق المقياس اليهودي واستبعاد «حماس» من أي حل مستقبلي.
وعلى الرغم من كل ما سبق، وكل الدعم السخي الأمريكي المطلق للكيان، فقد أصدر مكتب رئيس الوزراء للكيان الصهيوني بياناً عبّر فيه عن غضبه بسبب العقوبات الأمريكية التي صدرت بحق 4 مستوطنين من اليهود في الضفة الغربية بسبب اقترافهم أعمال عنف بحق أهلنا في الضفة الغربية، علماً أن العقوبة مجرد منع هؤلاء دخول الولايات المتحدة، واعتبر الكيان الصهيوني أن هذه العقوبة بمثابة تدخل سافر في شؤون الكيان الصهيوني.
إن مواجهة «حماس» اليوم وقتالها ليس أمام الكيان الصهيوني فحسب، بل قتال وصمود أمام كافة دول العالم الغربي وعلى رأسها أمريكا، إضافة إلى تخاذل أنظمة عربية خانعة لسلطة أمريكا ونفوذها، بل دعم بعضهم للكيان الصهيوني.
إنه صمود أسطوري تم وما يزال بفضل من الله ثم بإرادة وعزيمة رجال لا يعرفون الخور أو الجبن أو التراجع.
رجال يسعون إلى إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة.
رجال الواحد منهم بألف رجل.