كنا قد عرضنا في المقال السابق 4 خطوات في كيفية عرض الشرائح الإلكترونية للدورات التدريبية، ونستكمل تلك الخطوات في هذا المقال، مع عرض ملخص للخطوات السابقة.
على المدرب المتألق أن يحسب زمناً لعرض كل شريحة قبالة المتدربين بحدود دقيقتين، وقد تقل أو تزيد قليلاً.
مثال: إذا كانت الدورة مدتها 3 ساعات ونصف ساعة خالصة من غير الاستراحات، فهذا يعني أن عدد الشرائح يكون بحدود 100 شريحة لعرض هذه الدورة، ويأخذ المدرب بالحيطة؛ فيجهز 50 شريحة إضافية، وذلك لعرضها في الوقت الضائع، وهذا يعني أن عدد الشرائح المطلوب إعدادها لدورة تدريبية مدتها 3 ساعات ونصف الساعة بحدود 150 شريحة، وعليه؛ فدورة تدريبية مدتها 3 أيام تحتاج إلى إعداد نحو 450 شريحة.
ويدرك المدرب أن معظم الدورات التدريبية تستغرق في المتوسط 4 ساعات، منها نصف ساعة في وسطها للاستراحة.
مثال على ذلك: في إحدى الدورات لمركز ابن الهيثم التابع للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، كان موضوع الدورة بعنوان «كيف تصبح شخصية كاريزمية جذابة؟»، وكانت مدتها 5 أيام بمعدل 4 ساعات في اليوم الواحد، أعددت لها عدداً من الشرائح بحدود 750 شريحة؛ بمعدل 150 شريحة في كل يوم.
محتوى الشرائح
إن المدرب المتألق هو الذي يجعل شرائح دورته متنوعة، وآسرة، ومريحة للعين، ومُيسَّرة للقراءة، ويتجنب حشو الكلام في عرض شرائحه، ويبتعد عن التنظير، ويُتبع بعضها بعضاً في انسجام وتوافق.
الشرائح تكون متنوعة ومُيسَّرة للقراءة ويُتبع بعضها بعضاً في انسجام وتوافق
وإليكم هذا المقترح في التنسيق والتتابع في عرض الشرائح:
– حينما يدخل المتدربون القاعة التدريبية فإنهم يرون على الشاشة الشريحة الأولى في العرض: عنوان الدورة بخط كبير (حجم 72 تقريباً)، واسم المؤسسة واسم المدرب والجهة المنظمة وتاريخ الدورة بخط أصغر (حجم 40 تقريباً)، وعرض لشعار المؤسسة، وعرض لصورة واحدة معبرة عن موضوع الدورة.
– عند بدء الدورة، وبعد الترحيب بالمتدربين الحاضرين، يتم عرض شريحة فيها عنوان لقصة أو قصتين أو 3 قصص قصيرة بحدود 3 – 5 دقائق لكل منها، وجميعها تكون مرتبطة بموضوع الدورة، والهدف من ذلك انتظار أصحاب الأعذار في الوصول إلى الدورة، وتشويق الحاضرين بموضوعها.
– عرض شريحة التعارف، وتبدأ بتعريف نفسك للحاضرين بصورة مختصرة، مع التركيز على كتابة إنجازاتك في حياتك، ولا سيما في عالم التدريب.
– عرض خطوط رئيسة في شريحة التعارف تشمل: اسم المتدرب، وجهة عمله، وسنوات خبرته، وإن شئت تطلب منه إضافة كلمة إيجابية واحدة تبدأ بأول حرف من اسمه؛ من أجل التشويق، وإدخال المرح في نفوسهم، وقد ذكرت سابقاً فوائد هذه الطريقة.
– عرض الأهداف التفصيلية المراد تحقيقها في الدورة؛ كل هدف في شريحة منفصلة.
– عرض شريحة عنوانها «هل تعلم؟»، وإحصاءات مختصرة حول موضوع الدورة.
– عرض شرائح تحتوي على نحو 20 سؤالاً؛ لمعرفة درجة إحاطة المتدربين بموضوع الدورة؛ كل سؤال في شريحة منفصلة، وتكون الأسئلة على هيئة صح أم خطأ، أو اختر الصحيح مما يلي، كما ينبغي تجنب الأسئلة الإنشائية.
– عندئذٍ، يقوم المدرب بحساب متوسط أداء المتدربين المعرفية قبل الدورة، ويعاد هذا الاختبار في نهايتها لقياس درجة زيادة المعرفة لدى المتدربين.
– ثم يبدأ المدرب بعرض شريحة الهدف التفصيلي الأول للدورة.
– وهكذا يستمر المدرب على هذا النسق بالتنويع في العرض؛ ما بين توجيه سؤال، إلى سرد قصة، إلى تمرين فردي، وتمرين ثنائي، وتمرين جماعي، إلى عرض لقطة فيديو معبرة، وفقرة لعب الأدوار، إلى ملء استبيان، إلى مسابقة مسلية، إلى تمرين عصف ذهني، إلى تصويت لاختيار أفضل حل مقترح، إلى نقاش وحوار مفتوح.
– ثم يختم المدرب المتألق دورته بعرض شريحة لخطة العمل الشخصية، وإعادة الاختبار المعرفي لرصد نسبة الزيادة في المعرفة: أي زيادة في المعرفة تفوق 10% يدل على استفادة المتدربين من الدورة، ومن خبرة سابقة، عادة ما تكون نسبة الزيادة المعرفية لدورة متألقة بحدود 25%.
– ثم يقوم المتدربون بتقييم أداء المدرب، وتقييم محتوى الدورة، ومدى الاستفادة منها.
مثال لذلك: في إحدى الدورات التي أنجزت لصالح مبرة المتميزين، وكانت بعنوان «فنون رفع الكفاءة وزيادة الإنجازات»، طلبت من المتدربين الإجابة عن 24 سؤالاً في بداية الدورة على صورة صح أم خطأ، ثم حسبت متوسط معرفتهم بمحتوى الدورة فوجدته 77%، وبعد الدورة وصلت نسبة المعرفة لديهم إلى 100%، فكانت نسبة الاستفادة من الدورة 23%، وهي نسبة مقبولة جداً في عالم التدريب.
الخامسة: تطوير الدورة وتكييفها لتناسب البيئة المحلية:
المدرب المتألق هو الذي يستفيد من تقييم المتدربين لأدائه، ويطور من قدراته في التدريب ويكيّف محتوى دورته لتناسب بيئتنا المحلية.
المدرب الناجح يستفيد من تقييم المتدربين ويكيّف محتوى دورته ليناسب البيئة المحلية
وإليكم هذه الأمثلة:
– في إحدى الدورات للقطاع النفطي للشركة الكويتية للصناعات الكيماوية، كانت بعنوان «كيف تحفز الآخرين بلا تكلفة؟»، جاء في تقييم الدورة اقتراح بتقليص زمن عرض الفيديوهات! إذ كان زمن العرض للفيديو يستغرق 30 دقيقة، فإنه ينبغي تقطيعه إلى 3 عروض، ووجدت أن أفضل زمن لكل عرض ينبغي ألا يتجاوز 5 – 10 دقائق، ثم يفتح المجال لمناقشة أفضل فكرة وردت في كل عرض.
– وفي دورة تدريبية ثانية لشركة ناقلات النفط الكويتية، جاء التقييم يؤكد ضرورة الاستعانة بمواقف محلية وعملية، حول كيفية تطبيق مفاهيم الدورة في بيئتنا المحلية، فتم تكييف جميع المواقف الأجنبية الواردة في تلك الدورة وفق واقعنا المحلي، ومن هذه المواقف لغة الجسد الخاصة بالشعب الكويتي، وجوانب الاختلاف فيها عن لغة الجسد العالمية!
– وفي دورة تدريبية ثالثة لشركة البترول الوطنية الكويتية، تم تطويع الإحصاءات الواردة حول دول العالم المتقدم، لتناسب دولنا في العالم الثالث، ومن هذه الإحصاءات عوامل الخوف لدى دول العالم المتقدم، ومقارنتها بعوامل الخوف لدى دولنا في العالم الثالث، فكان عامل الوقوف أمام الجمهور هو الأول لدى دول الغرب، في حين كان عامل الصعوبات المالية هو الأول في دول العالم الثالث.
– وفي دورة رابعة لشركة نفط الكويت، تم اقتراح تطعيم الدورة بضيف لإحدى الشخصيات المعتبرة في البلد، فتم دعوة رئيس فريق الإطفاء لآبار النفط في الكويت م. عيسى بويابس ليضفي على دورتنا وقفات عملية رائعة.
– وفي دورة خامسة لشركة مستشفيات الضمان الصحي، تم اقتراح تخصيص زمن للنقاش في نهاية الدورة بحدود ربع ساعة، فكان للمتدربين ما يريدون، وتم اعتماد ذلك لجميع الدورات للمؤسسات الأخرى، وأصبح ذلك جزءاً من منهج التدريب.
– وفي دورة سادسة لوزارة التعليم العالي في فندق النخيل، تم اقتراح تغيير مكان الاستراحة ليكون في مقهى قريب من مكان الدورة، فكان لهم ما يريدون، وتم اعتماد ذلك لجميع الدورات متى ما كان الأمر متاحاً.
وعليه؛ فالمدرب المتألق هو الذي يستعد مسبقاً لدوراته ويستفيد من تقييم المتدربين لها فيجعلها أكثر تألقاً، ويكيّفها لتناسب البيئة المحلية.