يوفر شهر رمضان الكريم فرصة ذهبية وثمينة لزيادة التماسك الأسري، وترسيخ أواصر المودة والرحمة بين أفرادها، وتحقيق السعاة الزوجية المنشودة.
وتعد عبادات وطقوس رمضان وسيلة مُثلى لاجتماع أفراد الأسرة ليس فقط على مأدبة الإفطار والسحور، بل على مأدبة القرآن الكريم، وواحة الذكر، وجنة الصلاة والتهجد والاعتكاف.
وهنا نضع لكم برنامجاً يومياً يحقق المراد من الشهر الفضيل، ويحقق الغايات المنشودة للصوم والقيام، على أن تأخذ منه كل أسرة ما يناسب ظروفها.
1- من المعتاد أن تستيقظ الأسرة المسلمة قبل الفجر؛ لتناول طعام السحور، اقتداء بسُنة النبي صلى الله عليه وسلم بذلك: «تسحروا فإن في السحور بركة» (متفق عليه)، على أن يلي ذلك الوضوء والاستعداد لأداء صلاة الفجر.
2- الحرص على الأذكار بعد الصلوات، والمكث إلى طلوع الشمس في ذكر الله، وقراءة القرآن، ليكتب لها أجر حجة وعمرة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة، تامة تامة تامة».
3- أن يقوم أفراد الأسرة بأخذ قسط من الراحة والنوم، أو التوجه للعمل والدراسة، كل حسب ظروفه، فالصوم لا يعني التكاسل عن العمل أو المذاكرة، فهو شهر الجهاد والصبر.
4- تجتمع الأسرة يومياً على مأدبة القرآن الكريم، قراءة وتلاوة وتجويداً، مع تخصيص كل فرد وقتاً من يومه لورد قرآني يومي، إلى أن يختم كتاب الله مرة أو مرتين خلال شهر القرآن، فلا أقل أن يهتم المسلم بالقرآن في شهر القرآن بدرجة أعلى، وإن كان من الأولى أن يكون كذلك طول العام.
5- المشاركة والتعاون في أداء الواجبات المنزلية، من إعداد الطعام وغيره، دون تبذير أو إسراف، أو تضييع الوقت في المبالغة في الولائم وغيرها، قال تعالى: (وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (الأعراف: 31).
6- المحافظة على صلاة التراويح، والتهجد، مع مراعاة أن من السُّنة للمرأة أن تصلي التراويح في منزلها، وهذا أفضل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن» (رواه مسلم)، ولها أن تصلي في المسجد، شريطة ألا تخرج متعطرة أو متبرجة أو أن تخالط الرجال.
7- أن تتسابق الأسرة فيما بينها، عبر وضع هدف لها، مثل ختم القرآن عدداً من المرات، أو قراءة كتاب في التفسير، أو مدارسة السيرة النبوية، وبطولات التاريخ الإسلامي، مع المداومة على ورد من الذكر والاستغفار، أو تغيير سلوك ما، ووضع جوائز توزع في يوم العيد لمن حقق أهدافه بنجاح.
8- تخصيص يوم في الأسبوع للأعمال الإغاثية والأنشطة التطوعية، مثل تجهيز إفطار لعدد من الفقراء في المنطقة التي تسكنها الأسرة، أو التعاون مع جمعية خيرية في أنشطة مثل التشجير وتنظيف المساجد، وزيارة المرضى.
9- الاعتكاف ولو ليوم في المسجد، خلال العشر الأواخر من رمضان، أو قيام أفراد الأسرة برحلة إيمانية لأداء العمرة، إذا تيسر ذلك.
10- أن يقوم أفراد الأسرة بتكوين فريق عمل لجمع الزكاة، وإيصالها للفقراء والمحتاجين، مع تحديد قائمة المستحقين لها قبل عيد الفطر.