توفي السياسي الهندي المسلم مختار أنصاري بسكتة قلبية، كما أعلنت السلطات الهندية، بمستشفى في ولاية أوتار براديش، في ساعات متأخرة من مساء الخميس 28 مارس 2024م، بينما تقول عائلته: إنه تعرض للتسميم داخل السجن.
تم نقل أنصاري إلى المستشفى في باندا بعد أن فقد الوعي في السجن المحلي، مساء الخميس الماضي، وتوفي في كلية «راني درجاڤاتي» الطبية أثناء العلاج.
وكان أنصاري نائبًا سابقًا لأكثر من 5 مرات في المجلس التشريعي لولاية أترابراديش من منطقة ماؤ قرب أعظم غره.
تم نقل أنصاري إلى المستشفى، صباح الثلاثاء الماضي، وتم إخراجه بعد ساعات، إلى أن فقد الوعي وتدهورت صحته مجدداً الخميس، إذ أعلنت إدارة السجن أن صحته قد تدهورت لأنه كان يصوم خلال شهر رمضان، وأنه سقط مغشياً عليه.
आधी रात पहुंच मुख्तार अंसारी का शव, कल सुबह नमाज के बाद सुपुर्द ए ख़ाक होगा मुख्तार #मुख्तार_अंसारी #abbasansari #yogi #MukhtarAnsari #MukhtarAnsariDeath #AkhileshYadav #YogiAdityanath #MukhtarAnsariDead pic.twitter.com/zux2IVNN6g
— Vivek Shahi (@Gorakhpurwallah) March 29, 2024
بعد إجراء تشريح الجثمان، يوم الجمعة، وتسليمه إلى عائلته، تطالب العائلة بإجراء تشريح للجثمان في مستشفى إيمس دلهي، إذ قال نجل أنصاري: لا نثق بالكوادر المحليين هنا -في الولاية- وأعلن اللجوء للقضاء، كما تقدم محامي أنصاري بطلب في المحكمة لتسجيل شكوى ضد إدارة السجن، مطالبًا بفتح تحقيق في وفاة أنصاري.
من جانبه، قال شقيقه أفضل أنصاري: إن مختاراً أخبره أنه تم إعطاؤه مادة سامة في طعامه بالسجن، وهذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها لذلك، فسبق أن تعرض للتسمم قبل أكثر من شهر، ومجدداً في الآونة الأخيرة، وتحديداً في 19 مارس تم إعطاؤه جرعة من السم وبسببها تدهورت حالته الصحية مجدداً، وفق ما نشرته وكالة «برس ترست» الهندية.
وفي وقت سابق، كتب مختار أنصاري إلى قاضي المحكمة الرئيس في محكمة ماؤ، في 21 مارس 2024م، قال: إنه كان يتعرض للتسميم من قبل سلطات السجن، وبعد أسبوع، توفي.
بدوره، يقول الكاتب الصحفي سميع الله خان: إن السلطة القضائية لم تقدم الحماية للسجناء السياسيين المسلمين عندما طلبوا المساعدة لحمايتهم وإنقاذ حياتهم.
فمن قبل كان السجين السياسي المسلم عتيق أحمد ناشد المحكمة العليا للحصول على الحماية؛ إذ إن هناك خطراً يهدد حياته، إلا أن المحكمة العليا رفضت مساعدته وقالت: إن شرطة ولاية أوتار براديش ستهتم به، ليتم بعدها قتله وشقيقه في هجوم بالرصاص.
من عتيق إلى مختار، نرى أن السلطة القضائية مسؤولة أيضًا وفشلت بشكل مأساوي في حماية السجناء المسلمين، وسيظل هذا نقطة سوداء في تاريخ العدالة والقضاء.
ومن المفارقات أنه بعد وفاة مختار أنصاري، تم إطلاق النار فرحاً في منزل النائب السابق كريشنا نند رائ في مديرية غازي فور بولاية أترابراديش.
كما لم تسمح المحكمة بحضور النائب الشاب عباس أنصاري ابن الفقيد في جنازة والده، حيث رفض القاضي ساميت جوبال الاستجابة لطلبه بحضور جنازة والده، في بلد يطلق سراح المغتصبين المدانين ويمنح المغتصب رام رحيم إجازة شهرية.
من جانبهم، دعا عدد من السياسيين، منهم رئيس حزب سماجوادي أخيليش ياداو، وقائد حزب راشتريا جاناتا ديمقراطي تيجاشوي ياداو، والبرلماني المسلم الشهير أسد الدين الأويسي، ورئيس حزب بهوجان سماج إلى تحقيق في ادعاءات عائلة الأنصاري.
ويقول المحللون السياسيون: إن حكومة أتر براديش تقوم بإجراءات ضد السجناء السياسيين، وليس الأمر بعيداً عن الانتخابات العامة المقرر إجراؤها بعد أقل من شهر من الآن، إذ يحاول رئيس الوزراء في الولاية يوجي أديتياناث إرضاء الهندوس بالعمل لمصالحهم.
وفي الوقت الحالي، ليس فقط في أتر براديش، بل في جميع أنحاء البلاد، يتم تنفيذ سياسة إرضاء الهندوس، ولم يكن قتل أنصاري بالسجن -وفق ما تقول عائلته- آخر مهمة كبيرة، لكنه حظي بتغطية إعلامية كبيرة.
وتوالت التعليقات على مدار الساعة والتحليلات تبث من جميع قنوات الأخبار تقريبًا، تهدف إلى إظهار أنه إذا كان ناريندرا مودي رجلاً قوياً في دلهي، فإن يوجي هو الرجل القوي في أترابراديش.
في وقت سابق، كانت ولاية أتر براديش تُعتبر محطة قوية لسياسة الأمة المسلمة في الهند، ولكن في الوقت الحالي يمر مسلمو الولاية بأصعب الفترات، فبمجرد تولي حكومة يوجي السلطة في أتر براديش، بدأت الظروف تصبح صعبة للسياسيين المسلمين النشطاء على المستوى المحلي.
ويتعرض هؤلاء السياسيون المسلمون الذين يحتلون مكانة بارزة لاستهداف سياسي، حيث يتعرضون لاتهامات ملفقة منذ عقود وهم يمثلون الطبقة المسلمة في المجالس التشريعية والبرلمان، فيتم تدمير مساراتهم السياسية من خلال إدانتهم في قضايا مزورة مختلفة.
وخلال السنوات الأخيرة، يظهر الاستبداد السياسي بأسوأ صوره في أتر براديش، فهذه هي الحادثة الثالثة لوفاة قادة مسلمين داخل السجن، ففي مايو 2021 توفي د. شهاب الدين من سيوان في مستشفى في دلهي، وهو كان في السجن.
وفي أبريل 2023م قتل عتيق أحمد وشقيقه أشرف خارج المستشفى بين أيدي الشرطة أمام كاميرات الصحفيين، ثم أخيراً وفاة أنصاري بدعوى المرض.
تم نشر قوات خاصة في مقاطعات باندا وماو وغازيبور وفاراناسي في شرق أوتار براديش أيضًا، حيث يمتلك أنصاري نفوذاً كبيراً بين عامة الناس بسبب خدمته الجماهير وشعبيته بين عامة الناس مسلمين وهندوس لما كان يقوم به من مساعدة الفقراء والمضطهدين والمظلومين.
وفق شهادات الكثير، كان أنصاري وعائلته معروفين بتقديرهم للعلماء ودعم الفقراء والمظلومين، وبالرغم من احتجازه الطويل في السجن، لم يتوقف عملهم الخيري، وخاصة في شهر رمضان المبارك يزداد عمله الخيري أضعافاً مضاعفة.
إن ما يثار من شبهات من قبل المحللين والسياسيين وعائلة أنصاري، يجعل من الواجب على الحكومة أن تشكل لجنة خاصة للتحقيق لكشف الحقيقة، وطمأنه الناس.