يحي العالم في الخامس من أبريل من كل عام «يوم الطفل الفلسطيني» الذي يحل هذا العام وأطفال غزة تحت نار حرب الإبادة والتجويع منذ 6 أشهر.
وتحت شعار «أوقفوا الحرب.. امنحوا أطفال غزة الحياة»، عنونت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال بيانها بهذه المناسبة، مطالبة بأن يكون «يوم الطفل الفلسطيني» يوماً عالميا للتضامن مع أطفال فلسطين.
بنك أهداف الاحتلال
وشدد سلامة معروف، رئيس مكتب الإعلام الحكومي، أن الأطفال الفئة الأضعف في هذه الحرب، مشيراً إلى أنهم يمثلون قرابة نصف الضحايا.
وقال معروف لـ«المجتمع»: كنا نتمنى أن تأتي هذه المناسبة (يوم الطفل الفلسطيني) ونحن نحاول نقدم كل ما يلزم للارتقاء بالأطفال لا ترميم نفسياتهم المدمرة جراء الحرب.
وأضاف: الاحتلال جعل من أطفال فلسطين بنك أهداف لواحدة من أكبر الحروب في العالم سواء من ناحية العدوان المباشر أو ارتدادات ما بعد الصدمة.
وتابع: حل يوم الطفل الفلسطيني هذا العام، وأطفال فلسطين يعيشون عدواناً غير مسبوق، فمنذ السابع من أكتوبر الماضي، ترتكب قوات الاحتلال «الإسرائيلي» حرب إبادة جماعية بحق أهالي قطاع غزة، راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 33 ألف شهيد من بينهم أكثر من 14 ألفاً و350 طفلاً.
وفي الضفة الغربية، قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني: إن 117 طفلاً استشهدوا من بين 455 شهيداً منذ السابع من أكتوبر حتى الأربعاء الماضي، فيما جرح 724 من أصل 700 جريح منذ بدء العدوان، كما تم ترحيل 710 أطفال من بين 1620 فلسطينياً هجروا بالضفة.
حرمان من الحقوق الأساسية
وأطلقت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، بالشراكة مع الشبكة الفلسطينية لحقوق الطفل، ووزارة التنمية الاجتماعية، والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، ونقابة المحامين الفلسطينيين، نداء: ليكن «يوم الطفل الفلسطيني» يوماً عالمياً للتضامن مع أطفال فلسطين، بهدف تسليط الضوء على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال «الإسرائيلي» بحقهم.
وقال النداء: إن عدوان الاحتلال المستمر على أطفال فلسطين غير المسبوق، طال كامل منظومة حقوق الطفل، وخاصة الحقوق الأساسية، كالحق في الحياة والبقاء والنمو، فقتل أكثر من 14 ألف طفل في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، كما حرم بقية أطفال القطاع من الحق في الصحة والماء والغذاء والدواء والبيئة النظيفة.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في تصريح سابق له، أن قطاع غزة الذي يتعرّض للقصف يتحوّل إلى مقبرة للأطفال!
وقد دفع منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الأمم المتحدة للتحذير من وضع غذائي كارثي لنصف سكان القطاع، ومن مجاعة وشيكة، خطفت حتى الآن أرواح 34 مواطناً بينهم 31 طفلاً.
وفي هذا السياق، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي: إن المدنيين في غزة يتضورون جوعاً حتى الموت الآن، إن السرعة التي انتشرت بها أزمة الجوع وسوء التغذية- التي هي من صنع البشر- في غزة أمر مرعب.
لقد أصبحت مشكلة الأمن الغذائي تشكل قلقاً ملحاً، مع توجيه اتهامات من منظمة «هيومن رايتس ووتش» لحكومة الاحتلال «الإسرائيلي» باستخدام الجوع كوسيلة للحرب.
كذلك، حرم الاحتلال الأطفال في قطاع غزة من حقهم في الحفاظ على أسرهم والبقاء معها، فتشير تقديرات «يونيسف» إلى وجود حوالي 17 ألف طفل غير مصحوبين أو منفصلين عن ذويهم في قطاع غزة، يجسد كل منهم قصة مؤثرة عن الخسارة والحزن.
واتهمت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية الاحتلال بحرمان أطفال غزة من حقهم في التعليم، مؤكدة في آخر إحصائية لها أن 111 مدرسة في قطاع غزة تعرضت لأضرار بالغة، إضافة لأكثر من 40 مدرسة دمرت بشكل كامل، فيما لا يزال 620 ألف طالب وطالبة في غزة محرومين من الالتحاق بمدارسهم منذ بدء حرب الإبادة الجماعية، كما يتم استخدام 133 مدرسة كمراكز إيواء، عدا عن أن معظم الطلبة يعانون من صدمات نفسية ويواجهون ظروفاً صعبة.
كذلك، حرمت قوات الاحتلال الأطفال في قطاع غزة من حقهم بمأوى آمن، وذلك بتدمير 70% من منازل القطاع، حسب مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في السكن، بالا كريشنان راجاغوبال، وإجبار أكثر من 85% من سكانه على النزوح جنوباً؛ ما تسبب في أزمة إنسانية خانقة، تشمل النقص الحاد في الغذاء والماء والدواء.
وحسب إفادات من مجموعة من معتقلي غزة الذين أفرج عنهم، فإنهم تعرضوا لعمليات تعذيب قاسية شملت ضربهم بشكل وحشي وانتقامي وإطلاق الكلاب تجاههم، وشبحهم لساعات طويلة، وتعريتهم من ملابسهم بشكل كامل، والتحرش الجنسي، وحرمانهم من الطعام والذهاب لدورات المياه.
ودعت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال وشركاءها إلى وقف فوري للعدوان «الإسرائيلي» على قطاع غزة، لإنقاذ حياة المدنيين، خاصة الأطفال، وإلزام دولة الاحتلال بتوفير الحماية للأطفال وتمكينهم من التمتع بحقوقهم الواردة بالقانون الدولي، وتوفير العلاج الطبي والنفسي لأطفال القطاع.
وحمل النداء دولة الاحتلال كامل المسؤولية عن جرائمها بحق المدنيين، خاصة الأطفال، مؤكداً وجوب محاسبتها عن كل هذه الجرائم.
وتشدد الحركة العالمية وشركاؤها على ضرورة أن يُلزم المجتمع الدولي «إسرائيل» بإنهاء احتلالها للأرض الفلسطينية، وفق القرارات الدولية، وضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.