تمر اليوم الذكرى 76 لمجزرة دير ياسين قضاء القدس المحتلة، ولا زالت فصول هذه المجزرة مستمرة بحق الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لمجازر وإبادة جماعية على يد الصهاينة في قطاع غزة والتي أسفرت عن استشهاد ما يقارب من 40 ألف فلسطيني بين شهيد ومفقود.
في التاسع من أبريل عام 1948 ارتكبت الجماعتان الإرهابيتان “أرجون” وشتيرن” مذبحة دير ياسين والتي أسفرت حينها عن استشهاد نحو 360 فلسطينياً من سكان قرية دير ياسين إحدى قرى القدس، في مجزرة ترتب عليها جريمة تهجير الفلسطينيين من أرضهم عبر القتل الجماعي والتمثيل بالجثث وقصف البيوت على رؤوس الأطفال والنساء، تماماً كما يحدث ويرتكب حالياً في قطاع غزة.
سالم: المذبحة بمثابة التطبيق الفعلي لعملية التطهير العرقي لإحلال عصابات مكان صاحب الأرض
منعطف خطير في تاريخ القضية الفلسطينية
ويقول الباحث في مجال التاريخ محمود سالم لـ”المجتمع”: إن مجزرة دير ياسين التي ارتكبت بالتزامن مع بدء عملية التطهير العرقي إبان النكبة الفلسطينية مثلت منعطفاً خطيراً في تاريخ القضية الفلسطينية، وكشفت عن الوجه الحقيقي للعصابات الصهيونية التي لا تزال ترتكب المجازر بحق الفلسطينيين، فيما المجتمع الدولي صامت على تلك الجرائم، بل شريكاً فيها بالسلاح والمال، من خلال إمداد الصهاينة بجسور من الأسلحة والقنابل المحرمة دولياً، بل والمشاركة في الخطط العملياتية لقتل الأطفال والنساء في غزة.
السواركة: العقلية الصهيونية في الاجرام لم تتغير على مدار ثمانية عقود
وأضاف: مذبحة دير ياسين هي بمثابة التطبيق الفعلي لعملية التطهير العرقي لإحلال عصابات مكان شعب صاحب الأرض والتاريخ والحضارة، ومثلت أكبر سلاح نفسي استخدم لترهيب الفلسطينيين وإجبارهم على وقع المجازر على الهجرة من أرضهم، وهو بالفعل ما ترجم للنكبة الفلسطينية التي وقعت وتم تأريخها بعد شهر من مجزرة دير ياسين، لافتاً إلى أن من قاد وارتكب المجزرة هم رموز الحركة الصهيونية، وعلى رأسهم مناحيم بيجن الذي تولى رئاسة وزراء كيان الاحتلال في سبعينيات القرن الماضي.
محرقة غزة استكمال لعقلية الاجرام في دير ياسين
من جانبه يؤكد الكاتب الصحفي أيمن السواركة أن العقلية الصهيونية في الاجرام لم تتغير على مدار ثمانية عقود، ومن ارتكب مذبحة دير ياسين، هو من يرتكب بنفس عقلية القتل والتدمير والإبادة الجماعية التي ترتكب حالياً في قطاع غزة؛ فكلا المذبحتين ضحيتهما أطفال ونساء وتدمير شامل للمنازل والمنشآت والبنية التحتية، فمن قتل في دير ياسين الأطفال يقتل أحفاده أطفال ونساء غزة، تغير الزمن ولم تتغير عقلية الإجرام والقتل والإرهاب.